نافذة عالمية

الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها تعد استراتيجية جديدة للحرب على سورية


أكد الخبير الروسي إيغور بانكراتينكو أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين والإقليميين في تركيا والسعودية وقطر يعدون استراتيجية جديدة للحرب على سورية بذرائع مختلفة منها الحديث عن أزمة إنسانية في هذا البلد ومواجهة الخطر المتنامي للإرهاب.

وقال بانكراتينكو في مقال له نشر على موقع (مؤسسة الثقافة الاستراتيجية) إن هذه الاستراتيجية يجري العمل عليها حالياً بعد الجولة الثانية من المحادثات في إطار المؤتمر الدولي حول سورية (جنيف2) مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة والائتلاف المعارض ظهراً غير مكترثين بهذه المحادثات في ظل الحديث عن هذه الاستراتيجية وبدء العمل بها.

وأضاف بانكراتينكو "إن التصريحات غير المسبوقة للرئيس الأميركي باراك أوباما في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في الحادي عشر من الشهر الجاري تعكس أجواء التوتر في واشنطن التي تستعد بشكل محموم لوضع الخطوط العريضة لاستراتيجية جديدة بالنسبة لسورية وهو ما يشير إلى أن الاستراتيجية السابقة للبيت الأبيض وصلت إلى طريق مسدود مع تحول "المعارضة" نهائياً إلى تجمع للمتطرفين والعصابات الإجرامية التي تطبق مفاهيمها حول النهب والإرهاب وتنظيم تجارة الجريمة في وقت يقوم الجيش العربي السوري بسحق المتطرفين وتزداد القاعدة الشعبية المؤيدة للقيادة السورية اتساعاً ليس في سورية فحسب بل وفي البلدان المجاورة لها أيضا.ً

واعتبر الخبير الروسي أن الوضع في صفوف الدول التي تدعم "المجموعات المسلحة" لايختلف عن وضع هذه المجموعات نفسها حيث وعلى عكس عشرات البيانات والمذكرات الرسمية والسرية لم تتمكن الولايات المتحدة وقطر والسعودية وتركيا من اتخاذ قرار نهائي بشأن المجموعات التي يمكن الاعتماد عليها لتنفيذ مخططاتها في سورية لأن كل دولة من هذه الدول تدعم المجموعات المسلحة التابعة لها ما يؤدي فقط إلى تأجيج المنافسة بين هذه المجموعات المسلحة ودفعها إلى التناحر على التمويل والتسليح.

وأشار بانكراتينكو إلى أن المجموعات المسلحة المتطرفة التي تتستر بشعارات الدين هي الفاعلة وتعمل على جذب المسلحين الآخرين إلى صفوفها ولكن المشكلة التي تواجه داعميهم هي أنه يصعب على هؤلاء المسلحين وهم المناضلون من أجل الديمقراطية كما يدعون توضيح أفعالهم وهم يستعرضون أمام الكاميرات التلفزيونية كيف يقطعون الرؤوس ويأكلون اللحوم البشرية.

وشدد الخبير الروسي على أن العمل وفق الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه سورية لن يؤدي إلى أي شيء ولن يحقق الهدف الأساسي للدول الغربية وحلفائها في "إسقاط " الدولة السورية في سورية وإقامة نظام  موال للغرب فيها بما يسهم في إنشاء ما يسمى الشرق الأوسط الكبير الذي يعتبر السبب الرئيسي في إفتعال الأزمة في سورية ودعم التدخل فيها.

وأوضح بانكراتينكو أن الاستراتيجية الجديدة تتضمن حصر مصادر التمويل للمجموعات المسلحة عبر نظام آل سعود فقط وحصر تنسيق "الجهود العسكرية للمجموعات المسلحة "بلندن معتمدين في ذلك على المهارة التي ابدتها الاستخبارات البريطانية في ليبيا، لافتاً إلى أن هذا المخطط غير شرعي إطلاقا بنظر المجتمع الدولي والأوروبي أيضاً، لذلك فإن الإدارة الأميركية تعمل على تلافي ذلك عبر تشكيل ائتلاف جديد " للمعارضة "ليبدو بهذا الشكل كل شيء "نظيفاً" بما في ذلك أوباما الحائز على جائزة نوبل ولن يتسخ جلبابه ناصع البياض في صنع السلام عبر نضاله من أجل تفادي كارثة إنسانية من دون أي تدخل عسكري.

ولفت بانكراتينكو إلى أنه ومن أجل تصديق وقوع هذه الكارثة الإنسانية ينبغي رفع التصعيد لحد الفاجعة الكبرى حيث بدأ أنطونيو غوتيريس مفوض وكالة الأمم المتحدة الخاصة بشؤون اللاجئين بالإعلان عما سماه أزمة إنسانية في سورية هي أسوأ مما شاهدها المجتمع الدولي في رواندا إضافة إلى التصريحات عن تحديات العمليات الإرهابية على الأراضي الأميركية أو الأوروبية والتي ستشكل ذرائع تقابل كل التحديات الأخرى.

وأشار إلى ما قاله رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر أمام لجنة مجلس الشيوخ في الـ 29 من كانون الثاني/ يناير حول أن "سورية أصبحت نقطة جذب للإرهابيين من كل العالم" وأن مشاركة "القاعدة تتصاعد بازدياد في الأحداث السورية" ويضاف إلى ذلك التحريض من قبل العديد من صقور الكونغرس الأميركي كـ ليندسي غراهام وجون ماكين الداعين إلى تدخل عسكري مباشر في سورية.

واعتبر بانكراتينكو أن الاستراتيجية الأميركية الغربية أطلقت ويبدو أنها دخلت حيز التنفيذ ولكن السؤال يبقى هل سيتمكن واضعو هذه الاستراتيجية من تحقيق أهدافهم التي عجزوا عن تحقيقها حتى الآن.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=5169