تحقيقات وتقارير

عبد الساتر للإعلام تايم: العدوان على سورية نتيجة لأزمات داخلية تعيشها دول العدوان


الاعلام تايم _ مارينيت رحال

أكد المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر أن " العدوان الثلاثي الذي استهدف الأراضي السورية والدولة السورية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هو نتيجة حتمية لأزمة تعيشها هذه الدول التي تآمرت على سورية منذ بداية ما حدث في 2011 ، وهذه الدول كان معروف دورها فيما حصل في الداخل السوري من دعم موصوف و ملموس للجماعات الإرهابية المسلحة وبالتالي لو راجعنا كل الشعارات التي كانت ترفع من قبل هذه الدول على اختلاف الرؤساء اللذين تعاقبوا أو رؤساء الوزارات الذين تعاقبوا على الحكم في بريطانيا لرأينا أن هؤلاء لم يغيروا أبدا من سياساتهم العدوانية والإجرامية اتجاه سورية وأتحدث هنا إجرامية أي بمعني أن هذه الدول نعم ارتكبت جرائم في سورية بكل ما للكلمة من معنى .


وفي لقاء لموقع الاعلام تايم أضاف عبد الساتر "هنا لا أتحدث عن العدوان الثلاثي فحسب بل أتحدث عن دعمهم للجماعات الإرهابية المسلحة التي  كانوا يعلمون أن هذه الجماعات كانت تقوم بجرائم موصوفة في سورية  وطبعا كانت الأهداف بالنسبة لهذه الدول أهداف معروفة لم تعد خافية على أحد".


وأوضح عبد الساتر أنه وبالعودة إلى المبررات التي سيقت للقيام بمثل هذا العدوان في 14 نيسان 2018 الذي استهدف عدة مباني ومنشآت عبر اعتداء بالصواريخ أو بالفرقاطات أو بالطائرات إن دل على شيء فإنه يدل أن هؤلاء كانوا يسعون بأي شكل من الأشكال لحفظ ما تبقى من ماء الوجه وهنا بين قوسين أتحدث لأن هذه اللغة المستعملة عالميا، لكن لا أعتقد أن الموضوع موضوع ماء وجه فقط بل كان موضوع استباقا لما ستكشفه لجان التحقيق من ذرائع واهية حول استخدام مزعوم  للسلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية وإلا لكان هؤلاء انتظروا فعلا عندما رحبت سورية بمثل هذا الأمر وفتحت الباب واسعا أمام لجان تحقيق مختصة بهذا الإطار  النتائج الحقيقية التي سوف تخرج بعد يومين وسيعلم القاصي والداني أن كل هذه الذرائع التي سيقت لم تكن الا ذرائع لتصدير الأزمات الداخلية التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي وحتى لا يبدو ترامب وحيدا في هذا العالم أراد أن يحمل معه بريطانيا وفرنسا لاستفادته من النظرة العدائية والوضعية العدائية التي مارستها كل من هاتين الدولتين تجاه سورية.


و أشار عبد الساتر أن ترامب الذي يعيش مأزومية داخلية مشكلة حقيقية مع ما يسمى بالدولة العميقة في الولايات المتحدة الامريكية أثبتت الوقائع أنه رجل يحمل في صفاته الشخصية الكثير من التعجرف والغطرسة والتي لا يمكن أن تكون من صفات رؤساء يقودون دول وخاصة  كدولة مثل الولايات المتحدة الامريكية بغض النظر الان عن تقييمنا لباقي الرؤساء و لا أعتقد أن رئيسا من الذين تعاقبوا على الحكم في الولايات المتحدة الامريكية كان يحمل معه الطباع الايجابية اتجاه المنطقة لكن نتحدث هنا بالخصوص عن  دونالد ترامب الذي قام باعتداء سابق في مطار الشعيرات متذرعاً بما سمي "هجوم كيميائي" على خان شيخون و هو يعلم تماما أن هذا الامر لم يحصل من قبل الدولة السورية و اذا كان قد حصل بالفعل فانه حصل من الجماعات الارهابية التي لا تتوانى عن فعل مثل هذه الجرائم لأنها تستفيد و خاصة أنها لا تأبه للحياة الانسانية بالمعنى الدقيق للكلمة حتى لا استطرد بعيدا في مثل هذا الامر أعود الى مسألة ترامب الذي قام بمثل هذه التصرفات سابقا تحت مسميات كالمسمى الذي حاول أن يسوّقه في هذه الضربة في 14  نيسان 2018 أعتقد أن المسألة الاخرى تتعلق بشخصيته  وبسلوكه الذي ينتهج نهجا واضحا في أنه يريد كسب المال باي طريقة من الطرق وهذا العمل التسويقي والتجاري الذي قام به عبر ضربه للمنشآت السورية استطاع أن يحصد مالا ربما أضعاف مضاعفة من الخزائن النفطية وتحديدا من المملكة العربية السعودية .


ولو عدنا الى التسلسل المنطقي للمقابلات واللقاءات التي حصلت بين ولي العهد السعودي وترامب وتصريحاته بأنه سوف يسحب القوات الأمريكية ولا داعي لبقائها هناك ثم تراجع وقال لم يقل أحد شكرا لأمريكا ثم تراجع وقال بأن القوات ستبقى ثم الآن تراجع من جديد والتكذيب المتبادل بين ماكرون الرئيس الفرنسي ودولاند ترامب عبر الناطقة الرسمية في البيت الابيض وهذا اللا توازن والكذب الممارس على الشعوب وعلى الرأي العام الاميركي من جهة، والراي العام الفرنسي من جهة اخرى، والرأي العام البريطاني من جهة ثالثة، إنما يدل على تخبط في قيادة مثل هذه القضية  لتسويقها للرأي العام الاوروبي والغربي بغض النظر عن تقييمنا للمتظاهرين هنا وهناك لكن أقول أن هذه المرة الاولى التي لم تستطع الولايات المتحدة  الامريكية أن تجبر حلف الاطلسي أو بقية الدول الاوربية على المضي معها مثل تبني مثل هذه الضربات أو هذا العدوان تحت ذريعة الكيماوي .


و بين عبد الساتر أن  ترامب في بعده الآخر فضلا عن أنه يعيش مأزومية داخلية في قضيته  والتعاطي مع محاميه والتعاطي مع مدير مكتبه والتعاطي أيضا  من قبل الادعاء الامريكي والشرطة الاميركية التي تحقق في ملفاته ومن موضوع الفيس بوك، و التواطؤ بينه وبين القائمين على الفيس بوك واتهامه بأنه تلقى دعما روسيا  -بين قوسين- وهذا جزء أساسي ويحاول ترامب الآن يسدل الستار عليه ليشغل الرأي العام الاميركي بشيء من هذا النوع .
اذا بهذا المعنى ترامب، نعم كان ضعيفا،  وعندما نقول بأنه ضعيف بمعنى ما أنه أراد بأن ينزل من على الشجرة فسقط في حفرة أعتقد بأنه سوف يمد اليد اليه من بعض الدول لمحاولة انتشاله من جديد.

 

وأكد عبد الساتر أن العدوان الثلاثي أثبت بأن القدرة الموجودة لدى الجيش  العربي السوري والارادة لدى القيادة السورية كانت أكبر بكثير من نتائج العدوان الهزيلة  بالمعنى المادي و السياسي .


وهنا عندما نقول أن الرئيس السوري بشار الاسد  وسورية انتصرت لا نتحدث عن صراع في الجبهة بقدر ما نتحدث عن الهدف الاساسي  من هذا العدوان أن سورية تقاوم أقوى دول العالم والرئيس الاسد يقف في وجه أعتى رؤساء دول قوية في العالم، هنا بهذا المعنى نقول أن سورية انتصرت وأن المشهد الذي ارتسم الآن هنا مشهد مختلف تماما  بعد سبع سنوات من حمل شعارات لم تكن على الاطلاق سوى مطّية لبعض الجماعات الارهابية وبعض الدول التي كانت تحاول أن تمرر مشاريعها في الداخل السوري أو على حساب سورية..  الآن سقطت كل الحجج لديهم وكل الذرائع وتبدل العالم كله، وما كان في الغوطة إنما هو جزء من مشروع كبير لا يمتّ  للحقيقة بصلة والى ما كانوا يتحدثون عنه  بالمطالبة بالديمقراطية والحرية وكل هذه الشعارات الفارغة.


المحلل السياسي اللبناني عبد الساتر أضاف بأن لا بد من اشارة مهمة في هذا السياق عندما صرح ترامب بأن العدوان حقق أهدافه فاته أن مثل هذه التصريحات التي فيها شيء من الحمق الى درجة بعيدة أن الرأي العالمي و الرأي العام الاميركي سوف يحدث نفسه بشكل أو بآخر، ما هي هذه الاهداف التي صوب عليها ترامب و تيريزا ماي و ماكرون،فاذا كانت الاهداف هي عما يقولونه أنه منشآت أو مخازن للكيماوي أو الاسلحة الكيميائية، أولا الذريعة سقطت من الاساس لان سورية و روسيا قاما بتسليم كل المخزون الموجود من الاسلحة الكيماوية من 2013، و ثانيا على فرض أن سورية قامت بإنتاج جديد على ما يتحدثون به و في هذه المنشآت  كان لديها مخزون من الكيمياوي كيف يعقل أن تقصف هذه المنشآت بصواريخ من هذا النوع التدميري ومن ثم لا يخاف من انتشار مثل هذه المواد الكيميائية في الهواء وربما تصيب الملايين  و الالاف من الناس، ترامب لا يتعاطى الا في الامور التجارية والواضح أنه وجد هناك من يعطيه مليارات الدولارات كالخزانة السعودية.

 

وختم  عبد الساتر قائلاً لقد "أعتقد أن سورية قطعت  شوطا كبيرا  في رسم المشهد المقبل للمرحلة القادمة وهي معركة تحرير كاملة.. نحن أمام مشهد جديد سوف تقرره القيادة السورية ومن هنا أقول  إن الامور في سورية تسير بشكل سريع  و سريع الى الحسم الميداني قبل أي شيء آخر وبعد ذلك فليتحدث من يريد في المسار السياسي."

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=51687