تحقيقات وتقارير

عبد الساتر للإعلام تايم: مفاجآت الايام القادمة في ملف الغوطة ستكون مفصلية


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


لا شك أن ما يجري في الغوطة الشرقة لدمشق، سبب جنون و هلع تعيشه الدول الداعمة للمجموعات الارهابية، يعود الى أن الارهابيين جلّهم من السوريين بعكس المناطق الاخرى التي كان فيها عدد كبير من المرتزقة و من كل أنحاء العالم، لذلك كانت الغوطة الشرقية موضع اهتمام الداعمين للإرهاب.


رهان كان موضوعا من قبل على  داريا و المعضمية من قبلها، يأتي من نفس السياق في أن العاصمة السورية دمشق محاطة ببؤر من المجموعات الارهابية و التكفيرية و أكثرها من السوريين، سواء كان من المغرر بهم أو المنتمين عقائديا أو المدفوعين من دول بعينها سواء خليجية أو غربية.. وما يحدث الآن في الغوطة ربما أسدل الستار على هذا الرهان الخطير وجعل الدول الداعمة و على رأسها الولايات المتحدة الامريكية تتحدث بشكل واضح عن هذا الموضوع و أثارته على أكثر من صعيد على المستوى الدولي .


مدير مركز "دال" للإعلام، المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر قال في لقاء خاص لموقع الاعلام تايم "بعد المحاولات الامريكية و الغربية التي حاولت أن تطوق روسيا و سورية في آن معا، على خلفية ما يجري في الغوطة الشرقية و استعمال "اللغة الانسانية" و ابتزاز ما يسمى بالرأي العام العالمي، و تحريض وسائل العالم في أن ما يجري ربما سيعرض المدنيين بحسب قولهم الي "مجازر" و الى وحشية يرتكبها الجيش السوري و حلفاؤه، والذي حدث كان مختلفا جذريا مما جعل هؤلاء تتبدد كل أحلامهم في أن يصنعوا رأيا عاما داعما  لهم خصوصا بعد المظاهرات التي خرجت في بعض بلدات الغوطة الشرقية و التي طالبت بكل جرأة و شجاعة خروج المسلحين الذين عاثوا فسادا و إرهابا في كل البلدات.
وأضاف عبد الساتر"و هذا إن دل على شيء فإنه يدل على سقوط كل الذرائع التي كان يتسلّح بها هؤلاء بأن الغوطة محاصرة، و كانوا يقولون إن كل الأهالي القاطنين في تلك القرى كلهم ضد الدولة السورية، تبين أن هؤلاء يطالبون بدخول العلم و الجيش العربي السوري و رفع العلم السوري، ماجعل فصيلين اساسيين من فصائل المجموعات الإرهابية سواء "جيش الإسلام" أو "فيلق الرحمن" أن يتحدثا عبر زعيميهما بالصوت و الصورة محذّرين الأهالي من هذا الأمر، ومن الترحيب بالجيش السوري، لكن هذه النداءات و هذا التهديد لم يحصد إلا خيبة آمال جديدة بالنسبة لهؤلاء و رأينا كيف أن الأمور تسير على أتم ما يرام بكل ما للكلمة من معنى و هذا البيان العام للقوات المسلحة السورية باستعادة مساحة كبيرة كانت تسيطر عليها المجموعات الارهابية المسلحة، التي فقدت كل السبل فلجأت الى وجهها الحقيقي في اعتبار المدنيين رهائن  ودروع بشرية.

 

العد العكسي لانتهاء المجموعات الارهابية المسلحة في المدينتين الاساسيتين في الغوطة الشرقية دوما وحرستا بدأ،  و هذا ربما يقرأ في السياسة في أن كل الكلام عن المسارات السياسية التي كان يتحدث عنها إنما كان يجري وفق أهواء و مصالح تقرّرها الدول الداعمة للمجموعات الارهابية، الآن الأمور أصبحت مختلفة حتى مع البيان الذي خرج عن اجتماع الوزراء , وزراء الدول المعنية في أستانة، أعتقد أنه لن يلقى أي صدى بالمعنى الحقيقي و الميداني للكلمة من قبل الجيش العربي السوري الذي اتخذ قرارا لا رجوع عنه.


وأشار المحلل السياسي اللبناني عبد الساتر أن هذا كان واضحا من خلال كلام السيد الرئيس بشار الأسد، ومن هنا نستطيع أن نفهم حفلة الهستيريا التي تقودها أمريكا خصوصا بعد كشف الجيش العربي السوري لمصانع الكيميائي بالصوت و الصورة الذي أسقط كل الذرائع التي كانت تسوقها أمريكا، وأضاف "لا بد أن نشير الى مسألة مهمة في هذا السياق مسألة الكيماوي كانت مسألة مستحضرة عند الطلب للابتزاز الدائم و جعل روسيا تتجه في مجلس الأمن إلى استعمال الفيتو و هذا أمر صحيح أنه في السياسة بشكل أو آخر هو انتصار لسورية و لكن عمليا لا بد لنا بأن كثرة استعمال الفيتو ربما يكون له مضاره في بعض الأحيان في المعنى السياسي، لمن يفهم دلالة هذا الأمر إذ أن روسيا و الصين كلما تجنبتا استعمال الفيتو بمعنى أن يكون هناك إفهام للمجتمع الدولي و الرأي العام دون أن يصلا الى استخدام الفيتو هذا يعود بالصالح بشكل أفضل لسورية على المستوى السياسي حتى لا تتبز سورية بأنها حميت فقط بالفيتو.


وأوضح عبد الساتر أن الدول الداعمة للإرهاب تفتش عن ذرائع أخرى غير الكيميائي بعد فضح الكذبة، و بالتالي من هنا نفهم حالة اللاتوازن التي تعيشها أميركا و هذا التصعيد الذي بات واضحا بين أميركا و روسيا على خلفية ما يجري في الغوطة الشرقية لأنه يهدف لوضع حد للعملية العسكرية الماضية دون أن يعلن عنها رسميا .


مفاجآت عديدة ستحملها الايام القادمة برأي الاعلامي والمحلل عبد الساتر، فإلى أين تتجه الأنظار هل تستكمل هذه العملية باتجاه إنهاء الملف بشكل كامل و بالتالي الخروج من دوما و حرستا عبر مفاوضات يخرج بها المسلحون، وماذا سيفعل الأميركي هل ينفذ ما هدد به ويقوم بعملية في شرق الفرات، هل سينتهي ملف مخيم اليرموك و المناطق المحيطة به بالكامل، لنقول إن العاصمة دمشق قد انتهت من كل البؤر التي كانت تحيط بها .


وأشار عبد الساتر الى أن هناك اتجاه يقول أن العملية التالية ستكون في درعا لقطع دابر الخيط الصهيوني في ما يجري في سورية بشكل مباشر عبر المجموعات المنتشرة في بعض مناطق درعا وصولا الى القنيطرة و هذا ما أرجحه لعدة اعتبارات:
الاعتبار الأول له علاقة بالموضوع السياسي بشكل أساسي.
الاعتبار الثاني له علاقة باستعادة لغة المواجهة المباشرة مع العدو الاسرائيلي بعد أن كانت المجموعات الارهابية تقوم بما يريده الاسرائيلي فعلا على الارض السورية.
كما لابد أن نشير أن من المفاجآت التي تحملها الايام القادمة ما سيكشفه الأهالي الذين تحرروا من سطوة الإرهاب و الارهابيين عن حقائق مذهلة ربما ستغرق الرأي العام الدولي ببعض الأخبار التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها خصوصا عن الدبلجات و الفبركات التي كان تعمل عليها الدول و وسائل الإعلام المنخرطة في كل المؤامرة الجارية على سورية و الحرب التي شنَت عليها.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=51110