تحقيقات وتقارير

لماذا بوتين..؟


الإعلام تايم - خاص

 

تجرى اليوم الأحد، انتخابات الرئاسة في روسيا، لاختيار الرئيس الذي سيحكم البلاد حتى عام ٢٠٢٣، ويتنافس في هذه الانتخابات ٨ مرشحين اختلفت أجنداتهم السياسية في مقدمتهم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين الذي يسعى إلى مواصلة سياسته الحالية، الذي تعد إنجازاته الواسعة خلال عقدين كان فيهما صاحب القرار الأول في البلاد خير دليل على جدارته بالاستمرار في منصب الرئيس.


ويعد نجاح بوتين في تلك الانتخابات مضمونا بدرجة كبيرة، حيث خرجت أصوات من النخبة الروسية تؤيد بقاءه في كرسي الرئاسة، باعتباره الشخص المناسب في هذه المرحلة، فهو القيادي الذي لايمكن منافسته، مما يعني أن بوتين يسير بثقة للتربع مجددا على كرسي الرئاسة لولاية جديدة هي الثانية على التوالي، والرابعة منذ وصوله إلى المنصب في عام 2000.


وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بوتين هو المرشح الأوفر حظا في تلك الانتخابات، وأن فرص منافسيه تبدو معدومة تقريبا، ومنها استطلاع حديث أظهر أن نحو ٦٩ في المائة من الروس مستعدون للتصويت لبوتين، وهي النسبة التي تعكس معدلات تأييد ظلت ثابتة تقريبا خلال السنوات الأخيرة .


ومن الأمور الجديدة التي تميز انتخابات الرئاسة الروسية هذه المرة، أنه سيكون بإمكان المواطنين التصويت في أي مركز انتخابي، وليس فقط في المراكز القريبة من مكان الإقامة الرسمية، ويحتاج المرشح إلى الحصول على نسبة 50 بالمائة زائد واحد من إجمالي الأصوات الصحيحة للفوز في الجولة الأولى.


فلاديمير بوتين، هو الرئيس الحالي لجمهورية روسيا الاتحادية، ولد في 7 تشرين الأول عام 1952 في سانت بطرسبورج، وخريج كلية الحقوق من جامعة لنينجراد في عام 1975، وأدى خدمته العسكرية في جهاز أمن الدولة. عمل بوتين في جمهورية ألمانيا الشرقية بالفترة من 1985 – 1990، وتولى منصب مساعد رئيس جامعة لينينجراد للشئون الخارجية منذ عام 1990، ثم أصبح مستشارًا لرئيس مجلس مدينة لينينجراد.


كما تولى منصب رئاسة لجنة الاتصالات الخارجية في بلدية سانت بطرسبورج منذ حزيران 1991، وفي الوقت نفسه تولى منصب النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بطرسبورغ منذ عام 1994.
يسعى بوتين إلى مواصلة نهجه السياسي الراهن، مع زيادة النفقات الاجتماعية، وأعرب، أثناء الإعلان عن ترشحه، عن أمله في كسب دعم الأوساط الاجتماعية والسياسية الواسعة داخل البلاد.


"بدون بوتين ليست هناك روسيا".. هذه وجهة نظر رئيس مجلس الدوما الروسي ورأي ملايين الروس الذين ينوون انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد للمرة الرابعة في الـ 18 آذار.


بعد تنحي أول رئيس للاتحاد الروسي بوريس يلتسين عن الحكم في آخر يوم من عام 1999، تولى رئيس حكومته الأخيرة فلاديمير بوتين، مقاليد السلطة في البلاد.


وكان بوتين منذ بداية حكمه يتبع نهجا يهدف إلى إخراج البلاد من الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية العميقة التي هزتها في فترة حكم يلتسين، وذلك عن طريق إطلاق سلسلة إصلاحات إدارية وقضائية واقتصادية واجتماعية وغيرها.


وفي أول مرسوم وقعه فور وصوله إلى السلطة، منح بوتين رؤساء الاتحاد الروسي السابقين وعوائلهم الحصانة ومميزات اجتماعية. وفي 26 آذار 2000، حقق بوتين فوزا في الانتخابات الرئاسية، حاصدا أكثر من 52% من أصوات الناخبين.


وأعلن بوتين في بداية عهده حرصه على "تعزيز هرم الحكم" في البلاد، وحرم رؤساء أقاليم روسيا من العضوية في مجلس الاتحاد والحصانة البرلمانية، ثم قرر، بعد أزمة رهائن بسلان عام 2004، تعيينهم من قبل رئيس الدولة، بدلا من انتخابهم من قبل مواطني الإقليم.


وتزامنت أولى سنوات حكم بوتين مع تعزيز مواقع الحزب الحاكم الجديد في البلاد، "روسيا الموحدة"، حيث حصل الحزب على الأغلبية الساحقة من المقاعد البرلمانية في الانتخابات التشريعية عام 2003، ما أتاح لبوتين تجاوز إحدى أهم مشاكل عصر يلتسين، وهي خلافات حادة بين الرئاسة والبرلمان.


وطرح بوتين عند توليه مقاليد الحكم إحدى أولوياته في استعادة قوة الجيش الروسي، بغية رفع القدرات الدفاعية للبلاد، واستؤنفت أثناء تلك السنوات المناورات العسكرية واسعة النطاق لاختبار جهوزية الجيش، كما أطلق بوتين في بداية فترته الرئاسية الأولى حربا على الفساد، وأقر سلسلة قوانين تجبر المسؤولين على المحاسبة بخصوص دخلهم ومنعهم من امتلاك الأصول المصرفية خارج البلاد.


وفي المجال الاقتصادي، شهدت روسيا أثناء أولى فترتي حكم بوتين نموا ملموسا مقارنة مع معدلات عهد يلتسين، حيث أشارت مجلة "وول ستريت جورنال" إلى أن الاقتصاد الروسي لم يستعد جميع المواقع التي خسرها في التسعينيات فحسب، بل وتمكن من إنشاء قطاع الخدمات الذي لم يكن موجودا في فترة الاتحاد السوفيتي.


واتسمت فترة بوتين الرئاسية الثانية بتعزيز سيطرة الدولة على أهم القطاعات في الاقتصاد والسياسة والإعلام، مع توطيد مواقفها على حساب نخبة رجال الأعمال والقوى المعارضة.


وفي حزيران 2004 أعلن بوتين ثلاثة مشاريع ذات أهمية وطنية، وهي مكافحة الفقر وتحديث القوات المسلحة والإصلاح العقاري.


وأما بخصوص السياسات الخارجية، فكان نهج بوتين في تلك السنوات يهدف إلى ضمان أمن الدولة، وإقامة النظام العالمي الديمقراطي العادل، وتهيئة الظروف الخارجية الملائمة لتطور روسيا التدريجي، وإقامة علاقات حسن الجوار مع الدول المحيطة. واتسمت أولى أعوام حكم بوتين بتطوير العلاقات مع الغرب، وخاصة في ظل العلاقات الشخصية الطيبة بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي حينئذ جورج بوش.


وكان بوتين يصر على ضرورة أن يكون العالم المعاصر متعدد الأقطاب، وانعكست سياسات روسيا الخارجية أثناء أولى فترتي حكمه في ظهور مصطلح "الديمقراطية السيادية"، ما يعني عدم خضوع الدولة الروسية لنفوذ قوى عالمية أخرى.


في المقابل، يقر معظم الخبراء أن روسيا في أولى فترتي حكم بوتين حققت نجاحات ملموسة، وتمكنت من تثبيت مكانتها في العالم كقوة كبرى، مؤكدين أن بوتين أسهم إسهاما كبيرا في ذلك.


ورأت وسائل الإعلام الروسية والأجنبية في بوتين أول زعيم قوي لروسيا منذ عقود، مثمنا التغيرات الإيجابية التي أحرزت في الاتحاد الروسي أثناء سنوات حكمه، ليصبح الرئيس الروسي في عام 2007 "شخصية العالم" حسب مجلة "تايم" الأمريكية، بفضل زعامته حرصه على تحقيق استقرار بلاده.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=51105