الإعلام تايم _ نسرين ترك
"ما بني على باطل هو باطل".. فمنذ اللحظة الأولى بدأت الحرب على سورية من خلال سيناريو "تعذيب الأطفال – قلع الاظافر المفترض!" الحدث بحد ذاته حبكة درامية جديدة، بعيدة عن الواقع ومفبركة. فكانت تلك بدايــــة شيطنــــة صورة الدولة السورية.. واستخدمت شتى الوسائل لصياغة رسائل إعلامية احترافية تؤثر في اللاوعي لدى المتلقي وتسخّر الناحية العاطفية الإنسانية لخلق الفعل المطلوب وفق آلية ومنهجية مدروسة..
كذبة لا دليل لها، والحقيقة التي تم إثباتها هي أن هؤلاء الأطفال وهمٌ في عقول من عمل على تـأجيج الرأي العام، ومن خلال البحث لا يوجد مقطع فيديو عن ذلك وإنما كان مجرد كلام، ( ولابد من الاشارة هنا الى الامكانيات التي وضعت بين أيديهم في هذا المجال من فيديوهات وتصوير ولقاءات وشهود عيان !! ). آلة الحرب مستمرة في فبركاتها لم تتوقف الالة الاعلامية يوما عن ضخ فبركاتها والامثلة لا حصر لها، فمن الطفل "إيلان" مروراً بالطفل "عمران" الى مسرحيات أطفال الكيماوي في الغوطة 2013 وخان شيخون 2017، الى بانا العابد "أيقونة حلب" لنصل الى "نور وآلاء"في الغوطة، التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي وعناوينها الرئيسية. وفي التفاصيل.. عمدت المجموعات الإرهابية المسلحة مؤخراً في الغوطة الشرقية كما كل مرة إلى نشر صور دمار وضحايا زعمت أنها حدثت في الغوطة والجاني هو الجيش السوري، ولكن بعد بحث دقيق تبين صحة الصور ومكانها الأصلي.
وفي صورة ثانية نشرت على أنها صورة لأطفال الغوطة الشرقية وهم ضحايا قصف يظهرون على غلاف مجلة التايمز، وببحث صغير يتبين أن الصورة مفبركة، إذ أن الغلاف الأصلي للمجلة في عددها الأخير بتاريخ 22 شباط هو صورة عن "الأفيون"، أما صورة الأطفال التي تم وضعها على الغلاف فهي بالأساس ليست من سورية، وإنما مجزرة ارتكبها الصهاينة في فلسطين.
وفي صورة ثالثة تناقلتها تنسيقيات الإرهابيين، يظهر طفل ملقي على الأرض ومحاط بالدماء، ليبين البحث أن الصورة مفبركة، وعبارة عن تمثيلية، أما الصورة الأصلية تظهر الطفل وهو يبتسم وأمامه دجاجات مذبوحات ويسيل منهن دماء على الأرض نفسها التي تظهر في الصورة الأخرى.
وفي أحد الفيديوهات التي نشرها مؤخراً أصحاب_الخوذ_البيضاء في الغوطة_الشرقية، يظهر في الثانية 0.2 اليد السحرية من جانب الطفل ومن داخل الحفرة ليظهر الفيديو على أن العملية إنقاذ طفل من ضربات الجيش السوري . لكن سرعان ما أزال قادة منظمة الخوذ البيضاء الفيديو من حساباتهم في "التويتر" بعد فضح الخديعة.
أمّا عن كذبة الكيميائي التي استخدمت فيها منظمة "الخوذ البيضاء" الاطفال أبطالاً لمسرحياتها، فهناك العديد من التقارير الغربية والاميركية كشفت استغلال الاطفال من قبل المنظمة الارهابية حتى أنها تعدت ذلك لتبين حقيقة عناصر تلك المنظمة والغاية من تأسيسها، فمنظمة أطباء سويديون لحقوق الإنسان SWEDRHR كشفت خداع أصحاب "الخوذ البيضاء، ممن يسمون أنفسهم منقذين ومتطوعين، بل إنهم على العكس قاموا بقتل الاطفال لتصوير مقاطع إعلامية أكثر واقعية"، الامر الذي كشفه أركان الحرب المصري اللواء طلعت الشهاوي في لقاء له على قناة صدى البلد المصرية.
لقد كانت جريمة قتل مصورة على أنها عملية إنقاذ بحسب جريدة Veterans Today الأميركية، لخلق قضية على حسب رغبتهم مستغلين صورة الأطفال ومعتمدين على إثارة الاحاسيس.
من مقاعد الدراسة الى "جند للخلافة" في وسائل الإعلام، جماعات المعارضة تذرف الدموع وتتباكى على أطفال سورية.. أما الحقيقة على أرض الواقع فيشرحها فيديو يعود إلى عام 2013.. ويثبت أن جماعات "المعارضة السورية" مستعدة لاستغلال أطفال سورية أبشع استغلال.. وأنها مستعدة أيضاً لتقديمهم كأضاحي على مذبح الشيطان إذا كان ذلك يخدم مصالحها ويحقق أهدافها وأهداف الدول الداعمة لها.
إضافة إلى استغلال قدرة الأطفال على النفاذ إلى أماكن لا يستطيع الكبار الوصول إليها لتنفيذ عمليات انتحارية.. واستغلالهم في التمويه والخداع، كون الأطفال يكسبون التعاطف من قبل عامة الناس ولا يثيرون الشكوك بالتحرك والتنقل، هذا ما صنعه الارهابي المدعو أبو فاطمة عندما أرسل ابنتيه لتفجير نفسيهما في مركز للشرطة بمنطقة الميدان في مدينة دمشق 2016.
وعن أطفال "جند الخلافة" تحدثك صحيفة الواشنطن بوست، في تقرير لها بشأن كيفية توظيف داعش للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 سنوات واستخدامهم كمقاتلين وسعاة وسائقين وحراس. ولابد من الاشارة الى أن التنظيمات الارهابية أغلقت المدارس بل وهدمتها وحرمت الاطفال من التعليم وممارسة النشاطات الترفيهية، لتستبدلها بمدارس مناهجها اعتمدت على تعليم الاطفال الذبح وحمل السلاح وكيفية استخدامه وتغذيتهم بالافكار المتطرفة، وترغيبهم من خلال منحهم مخصصات مالية ، وتميزهم على أقرانهم من خلال حمل السلاح والزي العسكري.
لم يقتصر الامر على التنشئة في مدارس "التجنيد"، بل تعدى ذلك لمصاحبة الأطفال لقيادات التنظيمات في بعض المهام وحملهم السلاح وتنفيذ عمليات إعدام أو رجم نساء وحضور طقوس قطع الرؤوس.. بعض التقارير كشفت أن أحد مقاتلي التنظيمات الارهابية، الذي يحمل الجنسية الأسترالية ، يقطع الرؤوس وابنه خلفه يقوم بجمعها، وفي فيديو "يوتيوب" آخر يظهر أطفالاً يضربون الرؤوس بالقدم، باعتبارها جزءاً من ترويض الأطفال وكسر حاجز الخوف. إضافة الى حمل الرايات والاستماع إلى الأناشيد الحماسية، باعتبار انضمامهم إلى التنظيم جزء من دفاعهم عن الدين، وإعادة تفسير الآيات القرآنية بطريقة تخدم سياساتهم والتركيز على باب "الجهاد"،
وكل ذلك من أجل تهيئة الارضية المناسبة في نفس الطفل لإفشال أي محاولة لإعادته الى الحياة الطبيعية، وتحويله إلى سلعة، بهدف تمزيق النسيج المجتمعي ليغوص المجتمع في مستنقع الفكر الانتقامي وثقافة العنف والحقد والإرهاب والقتل والخطف وأنواع مختلفة من الجرائم، وهذا ما سيتسبب بجريمة فكرية يصبح بفضلها إلغاء الآخر منهجاً، والعنف والعدوانية والحقد والكراهية هي المكونات الأساسية في شخصية الطفل، حيث سيكون انتماءه إلى الدائرة الضيقة الرافضة للعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد.
هذا العالم ليست فيه إلا صحف الأثرياء وليست فيه إلا روايات الأقوياء.. فهناك من يرتكب الجريمة وهناك من يروي الرواية ويكتبها وهناك من يروجها وهناك من يصدقها . |
||||||||
|