الاعلام تايم _ مارينيت رحال

تقدمت قوات الجيش العربي السوري بشكل ملحوظ في عملية الغوطة الشرقية حيث بدأت قرى وبلدات تتهاوى أمام هذا التقدم ومعها تتهاوى أحلام المجموعات الارهابية المسلحة وكل من يدعمها من دول ومنظمات دولية.

"لا مجال للتوقّف، نحن نحقق تقدماً كبيراً في الميدان، مصرّون على تنظيف الغوطة الشرقية، وها نحن نقترب من ذلك، فلمَ نتوقّف؟"، كلمات صادقة، لأحد القادة العسكريين في الجيش العربي السوري يعبر فيها عن الاصرار على إنهاء وجود الارهاب في الريف الدمشقي.

الباحث المتخصص في الشؤون الاستراتيجية الدكتور حسن حسن قال في لقاء خاص لموقع الاعلام تايم، ورداً على سؤال "أين "إسرائيل" مما يجري في الغوطة الشرقية؟

أصابع "اسرائيل" وآثار وجودها في كل ما  حدث و يحدث و ما قد يحدث في سورية و المنطقة على امتدادها، ليس فقط هذه الحرب و إنما منذ أن زرع هذا الكيان في المنطقة، ففي السنوات الاولى  لهذه الحرب الممنهجة المفروضة على الدولة السورية حرصت المجموعات الارهابية المسلحة على استهداف منظومات الدفاع الجوي على امتداد الجغرافيا السورية، و لماذا منظومات الدفاع الجوي؟ هل تستخدم هذه المنظومات في مواجهة المسلحين؟.. بكل تأكيد لا، بل لضمان حرية الطيران الاسرائيلي في الاجواء.

وأشار حسن الى محاولة فرض قواعد اشتباك جديدة من قبل الكيان الصهيوني فكان الرد بكسر هذه القواعد، ما يعيدنا الى 2013 الضربة التي استهدفت "جمرايا" كانت الكاميرات ترصد الاماكن التي يتوقع أن تصطدم بها الصواريخ قبل وصول الصواريخ الاسرائيلية، و ترافق ذلك مع تكبيرات المسلحين و هجومهم في الغوطة بالذات و محاولة الهجوم على دمشق من 7 محاور، بالنتيجة كل ما حدث و يحدث هو خدمة لمصالح الكيان الصهيوني.

وأضاف حسن "الان رأينا هذا السعار عندما كسرت قواعد الاشتباك التي بينت أنه لابد من إيجاد بديل موضوعي محاولة اختراق السيادة السورية عبر منصات دولية عبر الدبلوماسية و مجلس الامن و للمرة الاولى يؤجل مشروع قرار ثلاث مرات يستغرق ثلاث جلسات الى إن تم إقراره و هنا أيضا يجب الوقوف بكثير من التمعن ماذا  يعني أن يتم إدخال غالبية التعديلات التي أصرت عليها روسيا الاتحادية.

وقال حسن في لقائه للإعلام تايم"الان نحن نقترب من نهاية العام السابع من الحرب وما يحدث في الغوطة كان مهيأ و مرشحاً لإعادة خلط الاوراق، وعودتنا الى المربع الاول لأنه تبين بأن إمكانية إنجاز الارهاب ما يمكن البناء عليه في حدوده الدنيا وإن نقطة ضعف المايسترو الامريكي هو القتال القريب"، مضيفاً أن أي دولة تواجه أمريكا من بعيد يكون الخاسر هو الدولة الاخرى لان لدى أمريكا من التقنية ومن وسائط القتال و الطاقة التدميرية ما هو كفيل بإفناء البشرية، و في نهاية المطاف مهما كانت الطاقة التدميرية تحتاج الى مقاتلي مشاة للتطهير وهذه نقطة ضعف الولايات المتحدة الامريكية، أرادت أن تتحايل عليها "لا أقول بمحاولة  تصدير ما يسمى الحرب بالوكالة أن توكل الى دولة و إنما أبدعت مصطلح جديد  اسمه "الحرب بالآخر" جعلت أبناء المنطقة يفنون بعضهم بعضا، ببعض الاعراب يتم القضاء على العرب، و ببعض  المدعين المتأسلمين يتم القضاء على الاسلام، اذاً الحرب بالآخر و كي نكون موضوعيين  نجحت الى حد كبير في هذا المجال، الان وصلت الامور الى مفصل أساسي.. روسيا صعدت و أصبحت قطب مكافئ لم يعترف به بعد ؛ الولايات المتحدة الامريكية كأحادية قطبية تأكل الكثير من عوامل قوتها أيضا لم يتم الاعلان عن نهاية الاحادية القطبية".

وأوضح حسن  قائلا :"نحن في مفصل حقيقي وهو الاخطر ليس في الحرب على سورية، إنما في تاريخ العلاقات الدولية والساحة مفتوحة على الكثير من الاحتمالات لكن معطيات الواقع تشير الى حقيقتين:
الحقيقة الاولى: المشروع الذي تقوده واشنطن مشروع تفتيت المنطقة و تشظيتها وفق نظريتي الفوضى الخلاقة و الشرق الاوسط الجديد.
الحقيقة الثانية: مشروع المقاومة و القانون الدولي وإعادة الهيبة لميثاق المنظمة الدولية وهذا في تقدم.

وأضاف حسن قائلاً "ما يحدث في الغوطة الشرقية اليوم سيرسم معالم هذه الحرب، خواتيم  نهاية هذه الحرب على سورية التي  سترسم معالم النظام الدولي الجديد و توازن القوى إقليميا و دوليا.

وأشار حسن الى ما تم تناقله  عبر الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي و مراكز دراسات و على أساس وثيقة مسربة رسميا سواء إن كانت بريطانيا أو غيرها من سرب، كان المخطط تجميع الالاف من الدواعش و بقية المجموعات الارهابية المسلحة في المساحات التي تم تطهيرها والزج بهم و تأمين وصولهم من قاعدة "التنف" باتجاه التواصل مع الغوطة الشرقية مع تأمين غطاء جوي أمريكي بريطاني فرنسي اسرائيلي أردني، و تم التوغل التركي المؤقت لإشغال الجيش و لفت انتباهه و سحبه باتجاه عفرين، الدولة السورية لم تقع بالفخ و لم تبتلع الطعم على الاطلاق فهي أوجدت معادل موضعي هو المقاومة الشعبية أو اللجان الشعبية طالما أن مثل هذه الامور ما يعطي الحرب صفة مركبة هي حرب عسكرية استخباراتية، حرب معلومات، حرب فضائية دبلوماسية، اذا الفكر الاستخباراتي السوري هو الذي استطاع أن يصل الى هذه الحقائق أو الى ما  تم التخطيط له و أن يتم العمل بهدوء بكثير من السرية فنحن  نتحدث عن تسريبات لدول كبرى، وعندما تم كشف هذا المخطط  تابع الجيش أعماله بشكل روتيني هذا أدى الى استنفار الكون برمته  ماذا يعني أن تستنفر كل دول العالم؟

الامين العام للمنظمة الدولية اقتصر عمله فقط على مراقبة أحوال أطفال الغوطة الشرقية و متجاهلة المناطق التي دمرتها أمريكا على الارض، و لم تستجب لأي نداء انساني، رغم ذلك كله فالدولة السورية قامت بكل ما يجب عليها القيام به القت المناشير في الغوطة و حددت مناطق الخروج  و أرسلت سيارات الاسعاف و وسائط النقل مع تأمين أماكن إقامة و طعام و شراب و طبابة و كل شيء و ماذا يعني أن يتم استهداف المعابر التي حددتها الدولة السورية؟ وأكد حسن أن المجموعات الارهابية ليست صاحبة رأي ولا قرار ما يأتيها تنفذه وتقوم  باستهداف المعابر كي يتم تفريغ ما قدمته الدولة السورية، وعملت المجموعات الارهابية على فرض حظر التجوال من التاسعة ليلا حتى الخامسة صباحا كي لا يستطيع أي مدني من التحرك في الليل والاقتراب من مناطق الممرات.

وحذر حسن قائلاً "أخشى أن يتم إعادة السيناريو نفسه لكن ليس في الغوطة، والقانون الدولي للأقوياء، وهذه الحروب "لعبة الكبار" وغيرهم يكون أصحاب أدوار موضعية أو أن يكونوا "كومبارس" و مشكلة القوى المتنفذة أن الدولة السورية ترفض أن تكون" كومبارس".