تحقيقات وتقارير

نم قرير العين يا صغيري.. رحل عمر


الإعلام تايم || لما محمود

 


في صباح يوم 23/2/2018، استفاقت دمشق عاصمة الياسمين على وقع سقوط عدد من قذائف الحقد والإرهاب في مناطق عدة.. وكان أكبرها قذيفة صاروخية على منطقة ركن الدين.. عملية إجرامية لا يقبلها من فيه ذرة إنسانية أو قليل من الضمير....مشاهد مأساوية، ومنظر الدماء النازفة وبكاء الأطفال وآهات الجرحى.


لم يكن يعلم الطفل عمر في صباح يوم عطلته وهو يلهو مع رفاقه بأن القذيفة الغادرة ستقطف زهرة عمره باكراً وتسرق ضحكته.. وتحرمه من الحياة ... أحلامه الصغيرة المتواضعة ماتت معه .. دفنت في قبره كما أحلام الآلاف من الأطفال الأبرياء ..لكنه فرح اليوم بعد أن أضحى شهيداً يمخر عباب السماء ويدخل في جنان الخلد مغرداً..


الطفل عمر اوطه باشي شهيد بعد أن أمهله القدر أسبوعاً ليودع فيها أمه وأهله وأصدقاءه.. ارتقى إلى السماء ولكن خلّف وراءه قلوباً تتقطّع ألماً عليه.. أوجعت كل القلوب، فعطر طفولتك النقية سيبقى في الأرض ولن ينتهي بموتك ... سيبقى كل ركن في البيت والمدرسة والطريق ، وعلى الرصيف وفي الحديقة يفوح بالطهر والنقاء.


هكذا تبدو الطفولة في دمشق بفعل إجرامهم ..أطفال أبرياء لا ذنب لهم.. هم ضحايا الارهاب التكفيري المتوحش الذي يقتل الطفولة في مهدها.. إرهاب لا دين له، ولا إنسانية، يده السوداء تستهين باستباحة دماء الأبرياء بقذائف الحقد بحق السوريين لا تميز بين طفل وامرأة ومسن تستهدف المنازل والمدارس..


لا كلمات قادره أن تصف فداحة إجرام تلك القطعان الإرهابية من الكائنات الغريبة الأطوار، وليس هناك في قواميس اللغات عبارات ومصطلحات تستطيع أن تُجاري فداحة إرهابهم وانحطاط أخلاقهم وزور معتقداتهم وسوء باطنهم ونفاق ظاهرهم، ومموليهم، المخرّبين المسلّحين، فدماء الأبرياء ستلاحقكم إلى الأبد.


نم قرير العين يا صغيري لقد خسرت الارض زهرة وكسبت السماء نجمة.. هنيئا لك نعيم الخلود ... غداً بشائر النصر على الأرض ستصل إلى مسامعك.. غداً سيزهر الياسمين من جديد .... وسيعرش على جدران مدرستك وبيتك وفي الحدائق التي لعبت ولهوت على بساطها الأخضر ... غداً سنطرد الظلمة وسنشعل قناديل النور

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50855