تحقيقات وتقارير

"القبعات البيض" .. بطولة لمسرحية لا تنطلي الا على المغفلين


الإعلام تايم - لما محمود

 

هكذا وردت الأنباء.. تحضير لمسلسل جديد سيكون خارج الموسم الرمضاني.. أي كسراً للقاعدة حيث اعتاد السوريون على المسلسلات الجديدة في كل رمضان.. هذه المرة وبممثلين  خرجوا من عباءة "جبهة النصرة" والاستخبارات الاميركية والغربية وخاصة البريطانية البلد المنشأ.. يتحضر ثلة من الدجالين ممن سموا زوراً وبهتاناً "أصحاب الخوذ البيضاء" مكشوفي الغاية والوسيلة.. يريدون مساندة "جبهتهم" في الغوطة كما حلب وإدلب وكل شبر في سورية وصل نجسهم ونجس جبهتهم  اليه.

 

مصادر من داخل الغوطة الشرقية تقول إن تمثيلية استفزازية من قبل هذه المجموعات وقادتها جاهزة للعرض بعد عدد كبير من "البروفات" على مدنيين وجلهم من النساء والاطفال.. من خلال استخدام السلاح الكيماوي بطريقة مشابهة لعملية  "خان شيحون" في إدلب، والتي أدت حينها إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين ، حيث تحدثت تقارير إعلامية عن قيام منظمة"القبعات البيض"  وما يسمى بـ"مركز الغوطة الإعلامي" بتدريبات لتمثيليات تحكي عن ضحايا الاعتداء الكيماوي والمتسممين من الغاز الناجم عن الانفجار.


ضربة استباقية، امتصت هول المفاجأة.. في أول إعلان لهم في "الشيفونية" الملاصقة لمنطقة النشابية في غوطة دمشق الشرقية، قالوا إن الجيش العربي السوري استخدم الغازات السامة، لكن كذبتهم مكشوفة والامر لم يخل من تهديد ونواح  من حماة الارهاب في مجلس الامن، وزارة الدفاع الروسية من خلال بيانات متتالية خلال الأيام الماضية، كشفت أن مجموعات مسلحة غير شرعية متمركزة في غوطة دمشق الشرقية تخطط لهجوم استفزازي بالمواد السامة، هدفه اتهام دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية.


وكانت المجموعات المسلحة اتهمت في وقت سابق الجيش السوري باستخدام الكيماوي دون تقديم أي دليل يؤكد صحة ادعاءاتها …وهذه ليست المحاولة الاولى التي تقوم بها المجموعات المسلحة بهذه التمثيلية في الغوطة الشرقية..


كما وتحاول المجموعات المسلحة في الغوطة الاستفادة من احتمالات التفسير المزاجي لبنود القرار الأخير الذي أصدره مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار في سورية، والدفع بالحكومات الغربية وعلى رأسها فرنسا تحديداً لارتكاب حماقة ميدانية في سورية تبعا للتهديدات التي أطلقها رأس النظام الفرنسي "ايمانويل ماكرون" خلال الشهر الماضي، وذلك للضغط على الحكومة السورية لوقف عملية الغوطة الشرقية، إذ إن الوجود المسلح في المحيط الشرقي للعاصمة السورية ورقة ضرورية بالنسبة لدول المحور الأمريكي للإبقاء على ورقة "أمن العاصمة" فاعلة بيد هذا المحور في أي حوار سياسي حول الملف السوري.


ويرى البعض أنها محاولة تضليل من قبل المجموعات المسلحة للاستفادة من هذه المحاولة إعلامياً، والمصيبة أن الدول الغربية لا تجد مانعا من تبني المسرحية بوقاحة رغم معرفة هذه الدولة بالمغالطات المنطقية في رواية المجموعات المسلحة، وقد نشهد خلال الفترة القليلة القادمة هجمة إعلامية وسياسية كبيرة ضد الدولة السورية كنتيجة طبيعية لعرض مثل هذه المسرحيات من قبل المجموعات المسلحة.


لعبة الكيماوي والمواد السامة وتجميع الأطفال وتصويرهم بعد تسميمهم أصبحت قديمة وسيناريو شبيه بـ"المسلسلات التركية".

 

أما أصحاب "الخوذ البيضاء" من يسمون أنفسهم منقذين وطوعيين ولكن هم "قناع للنصرة، وينفذّون أجندات معينة".. مجموعة شُكلت قبل خمس سنوات، وتدعي أنها "منظمة غير حكومية محايدة" ناشطة في سورية تدعمهم رسمياً وكالة "التنمية الدولية التابعة للولايات المتّحدة،  ووزارة الخارجية البريطانية".. يدعون بأنهم جاؤوا مساعدة لضحايا الحرب، ومع ذلك وفي عدة مناسبات تكذب هذه المنظمة غير الحكومية وكثيراً ما تظهر أكاذيبها، كما تهدف أكاذيبهم إلى تبرير العمل العسكري ضد الحكومة السورية وتوجيه الاتهامات إلى حلفائها.


وكانت قد كشفت منظمة "أطباء سويديون من أجل حقوق الإنسان" المستقلة عن حقيقة مايسمى "أصحاب الخوذ البيضاء"، كما موقع "فيترانز توداي" الأمريكي أوضح في تقرير نشره، أنها قامت بتحليل أحد الفيديوهات التي التقطها ما يسمى "اصحاب الخوذ البيضاء" حول هجوم مزعوم بالأسلحة الكيميائية في سورية وتبين أن هذه الصور مزيفة جملة وتفصيلاً وأن عملية الانقاذ المزعومة التي نفذها هؤلاء لم تكن إلا عملية قتل بدم بارد للأطفال الابرياء الذين ظهروا في الفيديو.

 

وكان هناك اعتراف لأحد إرهابيي المنظمة في شهر أيار الماضي بأنه شارك في إنشاء كل مقاطع الفيديو بواسطة قناة تلفزيونية تركية مع ذوي "الخوذ البيضاء" عن الهجمات الكيميائية في حلب لاتهام الجيش السوري بتنفيذها .. واعترف الإرهابي بالوقائع بهذه العبارات: "قدموا لنا ملابس وقالوا لنا إننا سوف نُستهدف بالمواد الكيميائية. في الواقع، لعبنا مسرحية تم تصويرها من قبل قناة تركية، عن هجوم كيميائي مزعوم من شأنه أن يورط الجيش السوري".


يقدم أصحاب الخوذ البيضاء الرعاية الطبية للإرهابيين ونقل المعدات عبر تركيا...على الرغم من وجود عدد لا يحصى من الأدلة "أشرطة الفيديو والصور" في سورية حول دعم الخوذ البيضاء للجماعات الإرهابية، فإن فرنسا تواصل دعمهم وتفتح ذراعها ترحيباً بهم.


فهل تعدّ هذه المسرحية الهزيلة التي لا تنطلي الا على المغفلين هي الفرصة الأخيرة لـ"جبهة النصرة" وأخواتها لاستجداء عطف الدول الغربية للحيلولة دون سقوط مناطق سيطرتها في الغوطة الشرقية تحت الضربات الموجعة التي تتلقاها من قبل الجيش السوري أم أنها مقدمة لمصيرهم المحتوم.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50828