تحقيقات وتقارير

أطفال الغوطة.. دروع بشرية واستثمارات سياسية


الاعلام تايم _ نسرين ترك


يبدو أنّ التباكي على أطفال الغوطة بات الطريق الأسهل لتحقيق أهداف سياسية، فلطالما كانت معاناة الأطفال والمتاجرة بعذاباتهم وصور موتهم  أدواتاً وسبلاً في إدارة "البروباغاندا" الإعلامية والحملات الهجومية عبر الفضاء الافتراضي على الدولة السورية.. وكل ذلك لخدمة مصالح الدول الراعية للإرهاب على الأرض السورية..


من يتابع شاشاتهم ويطالع صحفهم سيلحظ فيض الأخبار المتعلقة بأطفال الغوطة، ومدى الضخّ الإعلامي  في بث رسائل منظمة اعتماداً على دراسات استراتيجية إعلامية نفسية ممنهجة، سعياً في التحريض بدءاً من انتقاء الألفاظ والصياغة وصور دماء ورعب تثير تعاطف "العدو" قبل الصديق.. في وقت تغيب عن شاشاتهم مآسي أطفال دمشق الذين فقدوا حياتهم جراء قذائف الإرهاب التي تمطر على المدينة منذ سنوات والتي اشتدت حدتها مؤخراً وسرقت معها حياة أطفال وشباب..


لم يعد الأمر غريباً.. الكثيرون اعتادوا ازدواجية المعايير لتلك القنوات والعوالم الافتراضية التي  لطالما انتهجت التباكي على أطفال سوريين وتجاهلت آخرين تبعاً لاعتبارات وخدمة لأهداف سياسية.


لم تقتصر تلك الازدواجية خلال حرب الثمان سنوات على إعلامهم بل امتد إلى المحافل السياسية الدولية، ليكون مسرحاً مطعماً بنكهات إنسانية.. فهي كما المجتمع الدولي ومجالس أمنه الذي لا يرى، لا يسمع ، لا يعلو صوته ولا تعقد مجالسه إلا خدمة لأهداف دوله وتحقيق مطامعهم على الأرض السورية..


القضية ليست في الحالة الإنسانية ذاتها فالعالم كله وبينهم سكان دمشق يتعاطفون مع السوريين المدنيين في كل الاراضي السورية ومستعدون لاستقبالهم في بيوتهم في حال "استطاعوا" الخروج خلال فترة الهدنة المعلنة عبر الممرات الآمنة التي وفرتها الحكومة السورية، في وقت يدأب الارهابيون على إمطارهم بالهاون في محاولات لإفشال الهدنة والإبقاء عليهم كـ"دروع بشرية".. 


لم تكن الحرب على سورية يوماً ومنذ بدايتها إلا ناراً أُشعل فتيلها وزاد لهيبها من خلال وسائل الإعلام والاتصال المختلفة..


وحتى اليوم ما تزال تلك القنوات تسير على دماء الأطفال السوريين.. تنادي بمعاناتهم..! في حين أنها بالحقيقة الراعي الرسمي لهدر المزيد من دمائهم..


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50795