تحقيقات وتقارير

أبو عبدالله للإعلام تايم: "الاحتلال الاميركي" لبعض المناطق لن يدوم طويلاً


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


بعد الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش العربي السوري مع تقدمه الكبير وبعد أن أعاد أغلب المناطق الى كنف الدولة، لابد أن نقف عند وجود القوات الأمريكية في الاراضي السورية، والتي هي في العرف والميثاق الدولي "قوة احتلال" وستجري مقاومتها على الأرض.


الخارجية السورية  وتعقيبا على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أكدت أن سورية تجدد التأكيد على أن وجود القوات الأمريكية وأي وجود عسكري أجنبي في سورية بدون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.


والتجارب الماضية أثبتت أن تواجد القوات الاميركية في أي بلد، لابد سيكون معه مزيد من المحن والكوارث والتوابع التي تشبه توابع الزلازل، وكعادتها واشنطن تختلق الحجج الباطلة وتفتعل الأزمات لتبرير بقائها وهذا ما يحدث في سورية، فتواجد القوات الامريكية  في سورية على أساس التسوية ما هو الا ذريعة صنعها الامريكيون لتبرير وجودهم غير الشرعي وغير القانوني.


عن الوجود الاميركي غير الشرعي  في شمال شرق سورية، قال المحلل السياسي الدكتور بسام أبو عبدالله:
الولايات المتحدة تعتبر هي القوة الاساسية التي تقود مشروع الحرب على سورية و هذا الامر أصبح الان أكثر انكشافا و وضوحاً من خلال إعلان الولايات المتحدة بأنها ستبقي قواتها في شمال  شرق سورية، و من خلال عملها المستمر عبر قواعدها الموجودة في إعادة تدوير عناصر "داعش" و ضخّهم فيما يسمى بـ" قوات سوريا الديمقراطية" التي تقع تحت إمرة القوات الاميركية في المنطقة، كما تستخدم قاعدة "التنف"  لتدريب بقايا "داعش" لشن الهجمات و استمرار استنزاف الدولة السورية و الحلفاء هذا من حيث المبدأ.


وفي حديث لموقع الاعلام تايم أضاف أبو عبد الله،  فيما يخص خروج القوات الامريكية من الاراضي السورية عملت سورية في أكتر من مجال بدءاً بالمجال السياسي و الدبلوماسي سواء في إبلاغ  الامم المتحدة أو عبر الاعلان الرسمي في بيانات وزارة الخارجية  بأن هذا الوجود احتلالي، و الدولة السورية بالتأكيد سوف تتخذ كل الاجراءات القانونية من أجل إخراج القوات الامريكية و المقصود بالإجراءات القانونية أي الاجراءات السياسية و الدبلوماسية، إضافة لعمل المقاومة الشعبية الذي يمكن أن ينشأ في أي وقت لكن ضمن إطار أولويات تحددها الدولة السورية التي تبدأ بإنهاء البؤر الارهابية ومنها ما يجري في الغوطة الشرقية،  بشكل تدريجي للتفرغ بشكل في النهاية الى قوات الاحتلال الامريكي التي بالتأكيد ستخرج شاءت أم أبت من خلال  المقاومة الشعبية و هذا أمر يجري الإعداد له و لكن كل شيء في وقته المناسب.


وأوضح أبو عبدالله أن الاحتلال الاميركي يريد فرض مشروع تقسيم من خلال فرض الامر الواقع و هذا ما ظهر من خلال استهدافها  لأي قوات تحاول تجاوز نهر الفرات باتجاه المناطق الشرقية التي تسيطر عليها، وهذا ما حصل من خلال غاراتها المستمرة سواء باستهدافها لقرى في  ريف دير الزور لتطهيرها عرقيا أو من خلالها انشاء "ميليشيات" تحاول من خلالها فرض  أمر واقع.


وأوضح المحلل السياسي الدكتور أبو عبدالله أن المشروع خطير و ظهر ذلك  سياسياً من خلال  ما سمي بـ"وثيقة الخماسية"  في واشنطن  و التي أعدتها الولايات المتحدة ؛فرنسا؛ بريطانيا مع السعودية و الاردن و التي جرى الحديث فيها عن مشروع سياسي يفرض على سورية و يقسمها الى مناطق نفوذ وفقا لتواجد القوات الاجنبية على الاراضي السورية، مشيراً الى أن  الامر مرفوض بالمطلق و هذا يكشف حقيقة النوايا الامريكية.


وأكد أبو عبدالله أن العمل على إخراج قوات الاحتلال  الامريكية سيجري تباعا بعد انتهاء الاولويات كما جرى مع إنهاء وجود تنظيم "داعش" الذي كان قبل سنوات يأخذ جزء من الجغرافية السورية و كما يجري الان مع تنظيم "جبهة النصرة"، اذاً الان يجري العمل على قطع  يد الادوات و إنهاء وجودها للانتقال لاحقا الى الاصلاء من أجل إخراجهم.


وختم أبو عبدالله قائلاً: "أعتقد أن المقاومة الشعبية  قد تكون العنوان الاساسي لإخراج قوات الاحتلال الامريكي من سورية لكن ضمن إطار البرنامج الزمني سيحين وقته في الوقت المناسب بعد الانتهاء من الوكلاء ضمن الغوطة الشرقية و إدلب و غيرها من المناطق الاخرى و بقايا الارهاب الموجود في سورية ".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50791