تحقيقات وتقارير

حرب التصفيات بين الارهابيين لن تتوقف لهذه الاسباب؟


الإعلام تايم - خاص

كعادتهم "ذنب لا يستقيم".. وحججهم وفتاويهم على مقاساتهم .. واذا ما أردنا الغوص في تفاصيل خلافات التنظيمات الارهابية، فنكتشف ما هو ليس بحاجة لدليل منطقي أو حجة للإقناع.. فجل خلافاتهم "الولاية والامارة".. "دولارات أو مجاهدة نكاح".. هذه تعاليمهم، أما ما يتعلق بالتسميات والرايات فهي تلميعات إعلامية وحجاب لستر الفظائع التي يرتكبونها بحق العباد والبلاد.


جماعات الارهاب بمسمياتها المختلفة، والتي تبلورت أفكارها وتجمعت كوادرها في تنظيمات، ومنها "جبهة النصرة" التي غيرت جلدها أكثر من مرة، الان تقبع تحت مسمى" هيئة تحرير الشام.".. لينشق عنها في الاونة الاخيرة بعض أبنائها تحت مسمى جديد "جبهة تحرير سورية".. 


وبشعاراتهم "نحن على حق، بل نحن على حق".. والرايتان حق أريد بهما باطل، بالأمس كانوا "ثواراً" ادعوا أنهم "أصحاب مطالب"، وما لبثوا أن كشروا عن أنيابهم وأظهروا حقيقتهم.. جاؤوا بالويلات والنكبات فكراً وسلوكاً، وأفعالاً.. وما كثر من إجرامهم وظلمهم انقلب عليهم.


فتاوى التكفير فيما بينهم بدأت تحرق الاخضر واليابس في مناطق انتشارهم، هذا ما يحدث اليوم في ريف ادلب وريف درعا ومخيم اليرموك قرب دمشق.. فلتان أمني يخيم على مناطقهم على وقع الاتهامات التخوينية والتهديدات التصفوية المتكررة بين  تلك المجموعات، عدا عن تصاعد موجة الاغتيالات ضد قيادات تنتمي إلى هذا الفصيل أو ذاك..


وكالكذب الذي يطفو على بياناتهم وخطاباتهم ولا يعلمه إلا من عايشهم وعاين واقعهم ..بالأمس كانوا على مائدة واحدة نصب أعينهم "الخلافة".. وافترقوا على والٍ أو أمير.. هي  دوافع  جعلت مجموعات  الباطل تشن حرب الإبادة ضد بعضها، لا تقتصر على ناحية الانتقام وحسب، بل هناك عوامل إقليمية نظراً لاختلاف الرؤى للدول الداعمة والاختلاف على الحصص التي بقيت من الدعم المادي المتآكل تلعب دورها في تسريع قرارهم ووضعه موضع التنفيذ..


وشهادات الذين سعوا بين الطرفين تثبت هذا الأمر، حيث شهدت الأيام الـ 8 الماضية، مقتل وجرح عدد من الارهابيين بينهم "قادة"، إثر انفجار عبوات ناسفة وإطلاق نار عليهم، في الوقت الذي شهدت وتشهد تلك المناطق اقتتالاً لتوسيع نفوذ بعض المجموعات على حساب أخرى.


ما يمكن تسميته بالتنافس الجهادي أو الإرهابي بين التنظيمات انعكس بصورة  صراعات وتبدل ولاءات وتعتبر الحالة في غربي درعا، مثالا على ذلك من خلال تعدد العمليات الإرهابية والتي واضحا يقوم بها كل تنظيم أو مجموعة موالية حتى يؤكد حضوره ونفوذه في مواجهة التنظيمات والمجموعات الأخرى، وهو ما يمكن تسميته  "الإرهاب العشوائي"، حيث هاجمت المجموعات الارهابية المسلحة مواقع ما يسمى "جيش خالد بن الوليد"، التابع لتنظيم  "داعش"، في ريف درعا.


ولم يقتصر هذا الصراع والتنافس على درعا  بل انتقل المشهد نفسه ليتكرر مع تواصل المعارك الطاحنة في الشمال، بين ما تسمى "هيئة تحرير الشام" من جهة، وحركة "نور الدين زنكي"، و"حركة أحرار الشام"  في تحالف أطلق عليه "جبهة تحرير سوريا" من جهة أخرى.. اذ نقلت مصادر إعلام تابعة ارتفاع وتيرة المعارك خلال اليومين الماضيين في أرياف حلب وإدلب، وسط اتهامات متبادلة من طرفي القتال، بقصف منازل المدنيين، والتسبب بوقوع ضحايا بينهم لتشمل ريف حلب الغربي وكامل ريف ادلب الشمالي وصولاً لمنطقة "أطمة" والحدود التركية، حيث سيطرت ما تسمى "تحرير سوريا" على مدينة "دارة عزة" وبلدتي "باتبو ، كفر ناصح، كفر نتين" وعلى بلدات (ارمناز و كللي) بريف ادلب وسط معارك عنيفة بين الجانبين تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة.


فيما أظهرت صفحات التواصل الاجتماعي  صوراً لاستقدام "هيئة تحرير الشام" تعزيزات لمواجهة "تحرير سوريا" في ادلب وريفها  لكنها انسحبت من مناطق واسعة في ريف حلب الغربي.


ووفقاً للعديد من المصادر الاعلامية لا يوجد حصيلة دقيقة لعدد القتلى من الطرفين، إلا أن مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام"  أكدت سقوط أكثر من 50 قتيلاً في صفوفها وبعض الجثث بقيت في مناطق "جبهة تحرير سوريا" إلى جانب خسارتها عدد من الآليات والسيارات ومخازن السلاح.


وفي انتظار ما ستفضي إليه صراعات "المجموعات المسلحة التي تخوض حرب إلغاء وصراع على النفوذ".. وانطلاقاً من تلك  الخلافات الداخلية على الزعامة والإمارة، و الهزائم الميدانية على يد الجيش العربي السوري يبدو أن العمر الافتراضي للجماعات الارهابية في سورية قد انتهى، وخصوصاً أن القادم من الأيام سيشهد معركة عسكرية على محاور عدة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50789