تحقيقات وتقارير

هي بداية تدشين مرحلة.. وعليكم أخذ العبر


الاعلام تايم _ لمى محمود


مجدداً يسقط الجيش العربي السوري رهانات أقطاب العدوان، ويضيف إلى سجله إنجازاً نوعياً جديداً تمثل بتدشينه مرحلة استراتيجية جديدة لوسائط دفاعنا الجوي، تضع حدا لاستباحة الأجواء والأراضي السورية من قبل العدو الصهيوني الذي دأب منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، على تقديم كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما "النصرة وداعش".

 

إسقاط الدفاعات الجوية السورية لإحدى طائرات العدو الإسرائيلي  فوق الجليل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإصابة أكثر من طائرة وصاروخ للعدو الصهيوني، رسالة بأن الجيش العربي السوري على استعداد وجهوزية تامة ضد أي اعتداء، و رسالة أيضا بأن المخطط الصهيوامريكي قد سقط  في المنطقة وأن قواعد اللعبة قد تغيرت ومهما حاولوا لن يمر مخططهم الاستعماري لتقسيم المنطقة وتحقيق الحلم الصهيوني.


تطوّر القدرات الصاروخية في الدفاعات الجوّية السورية وفي قدرات المقاومة، تفتح صفحة غير مسبوقة في تحوّل قواعد الردع لمصلحة محور المقاومة وتضع حدّاً لزمن الطيران الإسرائيلي الذي كان يعتقد أنه يقلب المعادلات بنزهة جوّية، وما يصيب "إسرائيل" في تغيير قواعد الردع يمسّ حلفاء "إسرائيل" في الإقليم إلى ما وراء البحار.


التصدّي لعدوان "إسرائيل" الجوّي وإسقاط طائراته بالدفاعات الصاروخية، هو تطوّر قد لا يكون لمرّة واحدة أو لمناسبات متفرّقة، فهو تعبير عن متغيرات أساسية في قواعد الاشتباك لمصلحة محور المقاومة، فالعدوان الذي اعتمدت عليه "إسرائيل" وحلفاؤها في الحرب بالوكالة قد شارف على هزيمته بحسب بعض التعليقات الإسرائيلية في أسباب الثقة السورية، ومن ضمن ما أشرف على نهايته هو حسم "إسرائيل" والولايات المتحدة التفكير في محاولة العدوان البرّي والتحريض لتعزيز الانقسامات الداخلية، فالثقة بهزيمة العدوان الإسرائيلي تتعاظم في سورية وفي لبنان الذي يكسر حاجز التردد والخوف، كما عبّر المجلس الأعلى للدفاع في لبنان.. وكما أفصح بيان وزارة الخارجية اللبنانية في رفض العدوان على سورية والترحيب بالتصدّي لطائرات العدوان الإسرائيلي.


تتسارع الاحداث التي تؤرق يوما بعد يوم كيان العدو الاسرائيلي وقادته العسكريين والامنيين، فهذا الكيان بات مكبلا من اكثر من جهة، ففي الجنوب يعاني الصهاينة مع المقاومة الفلسطينية ومع الانتفاضة التي أججها قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الغاصب، وما أفرزته من توقد لجذوة المقاومة في صدور الشباب الفلسطيني الثائر.


في هذا الصدد تخلص صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن الرئيس الأسد انتقل من مرحلة التهديد إلى مرحلة تنفيذ التهديد، وهو على ما تقول الصحيفة تعبير عن الثقة في سورية بعد أن بسطت قواتها المسلّحة سيطرتها على 80% من أراضي سورية.صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت" إن إسقاط الطائرة بوصفها "النموذج الأكثر تقدماً وتطوراً للطائرات من طراز إف16 الإسرائيلية، سيضطر سلاح الجو إلى تعلم الدروس بسرعة وتغيير أساليب ووسائل العمل".
وتعد طائرة أف16 من بين المقاتلات الأكثر تطورا في العالم تقنيا، وفي مجال العمل والمناورة، ويرى محللون عسكريون أن في إسقاطها بمنظومة الدفاع الجوي السورية إشارة إلى تطور كبير في  تشغيل وكفاءة هذه المنظومة أو تجديد كبير فيها، وفي كل ذلك رسائل إلى "إسرائيل".


رأى خبراء استراتيجيا، أن إسقاط الدفاعات الجوية السورية، طائرة حربية إسرائيلية من طراز "إف 16" في سماء الجولان السوري، هو "تغيير في قواعد الاشتباك"، ورسالة قوية للولايات المتحدة والأطراف الأخرى، بأن "التصعيد الآن غير مسموح"، وجاء العدوان الإسرائيلي الجديد بعد أقل من 12 ساعة على إعلان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة اجتثاث إرهابيي تنظيم "داعش" والمجموعات التابعة له من مساحات واسعة في الجيب الممتد من جنوب شرق خناصر في ريف حلب إلى غرب سنجار بريف إدلب إلى شمال السعن في ريف حماة.‏ وهذا العدوان الإسرائيلي يأتي استكمالاً لعدوان مشابه نفذه التحالف الأمريكي دعما لتنظيم "داعش" حيث استهدف قوات شعبية تقاتل التنظيم الإرهابي ومجموعات "قسد" بين قريتي خشام والطابية بريف دير الزور الشمالي الشرقي، حيث تؤكد عشرات التقارير الميدانية والاستخباراتية الارتباط الوثيق بينهما وتنسيقهما المفضوح ناهيك عن العثور على أسلحة إسرائيلية وأمريكية داخل أوكار الإرهابيين في العديد من المناطق.

 

نددت عدد من الدول والقوى والأحزاب بالعدوان الإسرائيلي الجديد على الأراضي السورية، مؤكدة أنه دعم مباشر للتنظيمات الإرهابية، واصفة إسقاط الدفاعات الجوية السورية لإحدى طائرات العدو الاسرائيلي بأنه حدث مهم وتطور نوعي وبداية النهاية الحقيقية لزمن العربدة والغطرسة الاسرائيلية، وتشير إلى سقوط المعادلات القديمة وبداية مرحلة استراتيجية جديدة تضع حدا لاستباحة الأجواء والأراضي السورية، ومؤكدة في الوقت نفسه حق سورية المشروع في الدفاع عن سيادتها وسلمة أراضيها.‏


المفارقة أن الناطق بلسان الكيان الصهيوني يرى التصدي للطائرات الإسرائيلية "اعتداءً إيرانياً على السيادة الإسرائيلية" ويوجّه تحذيره لإيران أملاً بمحاولة استفراد سورية بمعزل عن المحور.


أما إيران قد نفت أي دور لها في إرسال طائرة مسيرة إلى شمال "إسرائيل"، وأن الادعاءات بإطلاق إيران طائرة مسيرة والوقوف وراء إسقاط الطائرة الإسرائيلية مثيرة للضحك ولا تستحق التعليق.


ويبقى ان هذا العدو الذي تظهر الايام انه يتوغل اكثر فاكثر في الضعف والهوان لا يملك اي حيلة امام القدرات العسكرية المتراكمة للمقاومة ومحورها في مختلف الجبهات، وانه سيدفع الثمن عاجلا أم آجلا على أي اعتداء يحاول تنفيذه في أي جبهة، ليكون الاسرائيلي مكبلا بشكل كامل غير قادر ليس على إنهاء الحروب التي اعتاد البدء بها بل ايضا عاجز عن البدء بأي حرب مقبلة لأنه لا يعلم ما ينتظره وأي أثمان باهظة سيتكبدها.


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50418