تحقيقات وتقارير

قلوب السوريين في مواجهة الحرب.. لكن الأمر لم يعد مخيفاً !


الإعلام تايم - نسرين ترك

 

هنا في قلب دمشق ربما ستختلف نظرتك للحياة ليس كما لو كنت في أيّ بقعة أُخرى على هذه الأرض.. حيث يعيش سكان العاصمة نوبات هلع مستمرة منذ سبع سنوات على وقع أخبار حرب وموت وقذائف متساقطة فوق رؤوسهم تشتدّ حدتها بين الحين والآخر، لتخطف وبدون سابق إنذار أروحاً أو تسبب تشوهات جسدية ونفسية لمدنيين لا ذنب لهم، ما يجعل الكثير منهم أسرى لـ "رعب" مستمر..

في هذه البلاد سترى قلوباً متألمة مثقلة بالهمّ بكل أشكاله.. لكن يبدو أن هذه الحرب لا تكتفي فتأتي اليوم لتزيد الأزمات القلبية عند السوريين بنسبة 50 % بحسب ما كشفه مؤخراً مدير عام مشفى جراحة القلب الجامعي حسام خضر، مرجعاً سبب ازدياد هذه النسبة لظروف الحرب التي تعيشها البلاد وتأثيراتها على صعيد احتشاء العضلة القلبية أو قصورها أو نقص التروية القلبية.. حيث تم  إجراء ألفي عملية جراحة قلب مفتوح خلال العام الماضي بمن فيها العمليات التي تجريها المشفى للأطفال، منوهاً بأن عدد العمليات شهريا بلغ نحو 200 عملية.

 

لا شكّ أن القلق والخوف والتوتر يتسبب في أوقات كثيرة في الإصابة بأمراض القلب، وبحسب الدراسات الطبية  فالأشخاص الذين يتعرضون لنوبات من الخوف أو ضغوط نفسية تزيد لديهم احتمالات الإصابة بأمراض السكتة القلبية، وجلطات القلب بنسبة تصل إلى 5 مرات، كما يعرض هؤلاء الأشخاص أنفسهم لخطر الموت المفاجئ بسبب نوبات الخوف والتوتر النفسي..

 

وبحسب أطباء الأمراض النفسية أن نسبة كبيرة من مرضى الاكتئاب الحاد، والمرضى الذين يصابون بنوبات ذعر، يصابون بعد مرورهم بهذه الأزمات النفسية بأمراض القلب المختلفة، كما أن هناك نسبة منهم تعرضوا إما للوفاة المفاجئة نتيجة الأزمة القلبية، أو الهبوط في القلب، أو يصابون بأمراض في القلب كجلطات القلب، وضعف عضلة القلب، مؤكدين أن الإصابة بأمراض القلب نتيجة القلق والتوتر لا ترتبط بسن معين.


فثمة علاقة بين شدة المشاعر السلبية وارتفاع نسبة مادة كيميائية في الدم، تُدعى "ألفا تي إن إف"TNF alpha، ذات علاقة بمستوى عمليات الالتهابات في الجسم. ومعلوم أن خلال الإصابات القلبية الشريانية، تكون ثمة مستويات عالية من تفاعلات الالتهابات في بطانة جدران الشرايين القلبية.

 

وينصح أطباء القلب مرضاهم بالبعد عن الخوف أو القلق قدر الإمكان حرصاً على صحتهم النفسية وصحة قلبهم فالحياة بتفاصيلها اليومية أصبحت مليئة بالضغوط  والمشاكل، كما يؤكد الأطباء أن مرضى القلب الذين يعيشون حياتهم في هدوء بعيداً عن أي قلق أو توتر هم أفضل حالاً وأطول عمراً من الأشخاص الذين لا يعانون أي مرض لكن يعيشون في اكتئاب أو تحت ضغوط نفسية مستمرة، ويشدد الأطباء على ضرورة التحلي بروح التفاؤل، ومحاولة ممارسة التمارين الرياضية والنوم عدد ساعات من 6 إلى 8 ساعات ، حتى تتحسن أعصاب المريض.

 

لكن اليوم.. لم يعد الأمر مخيفاً بعد سبع سنوات اختبر فيها السوريون شتى أنواع الألم..

فلا بأس من التحلي بالحكمة القائلة «تفاءلوا بالخير تجدوه» حتى في الظروف التي يصعب على الكثيرين التفاؤل فيها.. فسيطرة المشاعر السلبية لن يجدي نفعاً حتى لو كانت ثمة مبررات منطقية للشعور بها، بل على العكس، وعلى الرغم من كل شيء فالإيجابية هي ملاذنا الوحيد.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50366