تحقيقات وتقارير

"جهاد النكاح" وأثره النفسي والاجتماعي على المرأة


الإعلام تايم - سمر الخضر


لم تقتصر معاناة المرأة في سورية خلال سنوات الحرب التي فرضتها قوى داعمة للإرهاب على سورية على فقدان الزوج والأخ والابن، ولا على فقدانها المسكن واضطرارها للنزوح من مكان لآخر، فبعد أن حاربت بهدف التحرّر من قيود المجتمع والرجل، عادت جماعات إرهابية بفكرها وممارساتها إلى فرض قيود وضوابط على المرأة السورية في المناطق التي انتشرت فيها تلك الجماعات، كانت تخلّصت منها منذ مطلع القرن الفائت بعد أن خاضت مسيرة طويلة من النضال، لتتساوى مع الرجل، من حيث الحقوق والواجبات. وباتت المرأة السورية تشارك في الحياة السياسية، بشكل أساسي مُناصَفةً مع الرجل، ، فتنتخب وتترشّح وتتبوّأ مناصب سياسية واجتماعية قيادية.


اليوم، في القرن الواحد والعشرين، وفي العام 2014 تحديداً، ظهرت جماعات تطلق على نفسها صفات إسلامية، مثل "داعش" و"جبهة النصرة"، مارست بحق المرأة  أسوأ الممارسات فتحولت الى قطعة أثاث تباع وتهدى وتشترى وترمى وتبدل فرجموها بالحجارة وجعلوا منها جارية وباعوها سبية في سوق النخاسة.


وبالنظر الى الأثار النفسية والاجتماعية الذي تركه وسيتركه ما ابتدعته يد الوهابية لاستغلال المرأة جنسيا، تحت مسمى" جهاد النكاح"على صحة المرأة النفسية يقول أستاذ الطب النفسي وعلم النفس السلوكي في جامعة دمشق الدكتور ثائر حيدر: هذا الاغتصاب على المرأة يمتد إلى فترات أطول من فترة الممارسة بكثير فعندما تتعرض الأنثى لاعتداء جنسي أو اغتصاب، تحاول بشتى الطرق والوسائل نسيان هذا الأمر المؤذي أو الانفصال عنه وتغاضيه، إلا أن المرأة الضحية تفشل في أغلب الأحيان في ذلك، وتدخل في دائرة القلق والخوف والإحساس بالعجز والدونية.


يتابع الدكتور حيدر ويبين لنا عن تأثير الاغتصاب على جوانب حياة المرأة الاجتماعية على المدى الطويل :
الآثار النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها ليست آثار آنية ترتبط بالحدث فقط، بل تمتد أحيانا لسنوات عديدة فقد تعتقد فيها الضحية أنها تخلصت من هذه الآثار، ولكنها تبقى راسخة في أغوار نفسها وتظهر على معظم جوانب حياتها بشكل مباشر أو غير مباشر.


فالإحساس الدائم بالخوف والميل للكآبة والإحباط و صعوبة التواصل والعجز والخوف من إقامة صداقات جديدة، لشعورها الدفين بالدونية.
وترسيخ معتقدات سلبية عن صورة الذات لديها والعزلة الاجتماعية والافتقار للمهارات الاجتماعية المعتادة نتيجة الإحساس بالخزي والعار كونها أنثى، يجعلها عدوانية على نفسها، وعلى المحيطين بها، ويمتد هذا العدوان أحيانا على المجتمع.


وأشار حيدر الى أن المرأة التي كرمها الإسلام وساواها بالرجل ليس كما يدعي هؤلاء الإرهابيون وداعميهم حسب شرحهم وفهمهم للإسلام الذي يقصد الإساءة للإسلام نفسه.. هذا الشرح المتطرف والمغالي لثوابت النص الإسلامي المتجاهل  للحوادث والمناسبات التاريخية.


بالنهاية ما يحدث للشعب السوري هو محاولة تدمير للشخصية السورية وطمس لمعالمها وإهدار لتاريخها الطويل عن طريق قهر نسائها، واعتبارهن مجرد متاع  ليتفكك المجتمع ويفقد هويته
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50136