نافذة عالمية

غاتيلوف: مفاوضات جنيف لم تدخل في طريق مسدود


أكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن وفد الحكومة السورية لا ينوي الانسحاب من المفاوضات في جنيف، معتبراً ذلك دليلاً على عزمها العمل البناء لإيجاد حلول للمسائل العالقة.

وتابع أن الوفد الحكومي يريد أن يؤكد وفد المعارضة التزامه أولا بمحاربة الإرهاب في سورية بالتعاون مع الحكومة، ومن ثمة ستكون دمشق مستعدة لبحث المسائل الأخرى، بما فيها مسألة تشكيل هيئة انتقالية.

وقال للصحفيين: "ما فهمناه من محادثاتنا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، هو أن وفد الحكومة مستعد لمواصلة المفاوضات وليست لديه أية نية لإيقاف مشاركته في جنيف". واعتبر أن هذا التأكيد من جانب الوفد الحكومي مهم للغاية، إذ يؤكد استعداد دمشق للبحث عن حلول للمسائل العالقة.

وأعرب عن أمله في أن يواصل وفد المعارضة مشاركته في عملية التفاوض أيضاً. وأردف قائلا: "الحكومة، كما نفهم، تدعو الى أن يؤكد وفد المعارضة رسميا ويلتزم بمحاربة الإرهاب في أراضي سورية بالتعاون مع الحكومة. وبعد ذلك سيكونون مستعدين لبدء بحث جميع المسائل الأخرى، بما فيها المتعلقة بتشيكل هيئة انتقالية".

وتابع غاتيلوف ان الجانب الروسي فهم بعد اتصالاته مع المبعوث الأممي العربي الى سورية الأخضر الابراهيمي وجميع الأطراف، أن المعارضة تعتبر مسألة تشكيل هيئة انتقالية أولوية بالنسبة لها. وقال: "هم يرونها (الهيئة الانتقالية) بدون مشاركة الأسد، أما بأية تشكيلة بالذات، فمن الصعب الإجابة". وأردف قائلا: "قد بذل المبعوث الأممي العربي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي جهودا وطرح موضوعين للبحث، وهما تشكيل هيئة انتقالية ومكافحة الإرهاب. لكن للأسف، ليس هناك توافق بين الوفدين حتى الآن بشأن جوهر هذين الموضوعين".

وتابع غاتيلوف أن الجميع يعترفون بوجود خطر إرهابي في سورية، إذ ينشط فيها عدد كبير من العناصر الإرهابية والجماعات على غرار "جبهة النصرة" و"القاعدة". وذكر أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن عدد المقاتلين في صفوف الجماعات المتطرفة في سورية يبلغ عشرات الآلاف. وقال: "من الطبيعي يجب توحيد جهود جميع الأطراف من أجل مكافحة الإرهاب قبل الشروع في حل المسائل الأخرى".

و نفى غاتيلوف أن تكون المفاوضات السورية في جنيف قد وصلت الى طريق مسدود، مشدداً على أنها، لم تبدأ بشكل فعلي بعد. وقال في تصريح صحفي: "لا أعتقد أن المفاوضات وصلت الى طريق مسدود، بل هي لم تبدأ بعد. للأسف، لم يتمكن الطرفان حتى الآن من الاتفاق بشأن جدول أعمال المفاوضات".

كما شدد غاتيلوف على أن بلاده مستعدة لدعم أي قرار يتوصل إليه الوفدان السوريان بالتوافق. وتابع أن موسكو واثق من أن مسألتي مكافحة الإرهاب وتشكيل هيئة انتقالية يجب أن تكونا على طاولة التفاوض على حد سواء.

وقال: "إن الإعلان عن ضرورة مكافحة الإرهاب يبدو، ولو يدعمه الجميع، لكن عندما يبدأ البحث المفصل لموضوع الإرهاب يتبين أن وفد المعارضة ينظر الى هذه القضية كأنها تعني مكافحة إرهاب الدولة، أي يعتبر أن حكومة سورية ونظام الأسد يقومان بإرهاب الدولة. وبذلك يتم تجاهل ما يجري في سورية في الواقع، إذ هناك عشرات آلاف المرتزقة من مختلف الدول وهم مصممون على مواصلة العمليات القتالية حتى النهاية، ولا يعترفون بأية فرصة لحل الأزمة السورية سياسيا". وأردف قائلا: "ولذلك تشكل مسألة تشكيل هيئة انتقالية ومسألة مكافحة الإرهاب موضوعين مهمين ويجب أن تكونا على طاولة التفاوض. وهناك يتعلق كل شيء بالمهارة الدبلوماسية للوسيط الأخضر الابراهيمي وقدرته على إيجاد صيغ يقبلها الطرفان".

 أضاف نائب وزير الخارجية الروسي أن الأخضر الابراهيمي لم يحدد بعد موعد الجولة الثالثة من المفاوضات السورية-السورية، بل هو يريد استشارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أولا.

وقال: "نظرا لبروز عواقب على طريق عملية التفاوض، لم يتخذ الابراهيمي بعد قرارا بشأن موعد إجراء الجولة الثالثة".

 ذكر غاتيلوف أن الحكومة السورية تبذل جهودا ملموسة من أجل معالجة الوضع الإنساني في البلاد. وقال: "إن الوضع الإنساني يمثل خطرا جديا على السكان المدنيين في سورية. وقد اتخذت الحكومة إجراءات محددة وملموسة سمحت بتحسين الوضع في بعض المناطق، وقبل كل شيء في حمص".

وأضاف أن الجميع يقرون بأن روسيا لعبت دورا مهما جدا في ضمان إيصال المساعدات الإنسانية الى حمص. وذكر أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أشاد بجهود روسيا بهذا المجال، وأقر بأن الحكومة السورية تتعاون مع وكالات الإغاثة بشكل بناء.

 شدد الدبلوماسي الروسي على أنه لم يكن احد يتوقع أن تتقدم المفاوضات السورية في جنيف بسرعة، لكنه أكد أن موسكو تبذل الجهود القصوى من أجل دفع المفاوضات قدما الى الأمام. وأعاد الى الأذهان أنه شارك أمس في مشاورات ثلاثية مع ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الأممي العربي الى سورية الأخضر الابراهيمي. وقال: "للأسف لم يبلغنا الابراهيمي بتحقيق تقدم ملموس في الاتصالات بين الوفدين السوريين، لكن ذلك أمر طبيعي".

وأوضح أن القضايا المطروحة أمام الطرفين السوريين صعبة جدا، إذ عليهما أن يتوصلا الى تفاهم بشأن مستقبل بلادهما. وأضاف أن روسيا وشركاءها ينطلقون من أن المفاوضات يجب أن تجري على أساس بيان جنيف، باعتبار أنه يتضمن جميع النقاط الأساسية للتسوية.


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=4994