نافذة عالمية

شعبان: معظم قرارات الائتلاف مرتهنة للأجنبي .. الجعفري: جئنا لاختبار إرادة مشغلي الإئتلاف


جددت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان التأكيد على أن الفيصل في تحديد الأولوية خلال المحادثات في جنيف هي بيان جنيف الأول الذي ينص في بنده الأول على وقف العنف والذي أصبح هنا مكافحة الإرهاب إذ يجب وضع البيان على الطاولة والاتفاق على تنفيذه بنداً بنداً.

وأوضحت شعبان في حديث (لقناة الميادين) أمس الأربعاء 13 شباط/ فبراير أن معظم قرارات الائتلاف مرتهنة للأجنبي الذي يريد أن ينفذ وصاية على سورية وعلى شعبها وهذا لن يحدث، إنهم ينفذون أجندة إقليمية ودولية ولا أعتقد أن لديهم أي شيء ينبع منهم ويبدو أنهم منفصلون عما يجري في سورية فهم لا يعيشون فيها ولا تعنيهم معاناة الشعب السوري،  معربةًعن أملها بأن يسيطر المنطق على سير المحادثات .

ورداً على سؤال حول تصور الحكومة السورية لما يطلق عليه البعض "هيئة حكم انتقالية" قالت شعبان:" لدينا تصور أولاً لإنهاء الإرهاب وحين ينتهي هذا الإرهاب لدينا تصور أن يجلس السوريون ويقررون حكومة انتقالية أو مستقبل بلادهم فالمشكلة التي نعاني منها الآن أن هؤلاء يمثلون أطرافاً لا علاقة لها بالشعب السوري وهذه مشكلة حقيقية ونحن نجلس معهم كحكومة وكممثلين لهذا الشعب لأننا لا نريد أن نفوت أي فرصة لحل سياسي ولكي نستنفد كل الاحتمالات حتى لو لم تكن واعدة".

ولفتت شعبان إلى أنه توجد في جنيف الآن أطراف أمريكية وأوروبية ومراكز أبحاث وسفراء ومئات الناس في جنيف لدعم هؤلاء وتقرير ماذا يريدون لسورية وأقول لهم إن كل هذا لا علاقة له بالشعب السوري ولا بمصلحته ولا بمصلحة الجمهورية العربية السورية بينما نحن نحمل معنا مصلحة سورية فقط.

وأشارت شعبان إلى أنه توجد نسخ من الدراسات قامت بها مراكز أبحاث حول صفة الهيئة الانتقالية التي يسمونها لإعادة ترتيب سورية بما يتناسب مع المصالح الدولية والإقليمية التي تناصب سورية العداء، مبينةً أنه إن كانت هذه الأمور هي التي توجههم فمن الطبيعي أن يختلفوا لأنه لا يوجد لديهم معيار مشترك وبوصلة يتفقون عليها.

ورأت شعبان أن المشكلة مع الطرف الأمريكي الذي هو راع أساسي لمؤتمر (جنيف2) أنه يتفق مع الطرف الروسي في الاجتماعات على شيء ثم يفعل عكسه.

من جانبه أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن المباحثات في جنيف مازالت تدور في إطار مشروع جدول الأعمال ولم تدخل بعد في الحوار والتفاوض بالجوهر وأن لقاءات الأيام الثلاثة الماضية كانت تناقش أفضل السبل للاتفاق على جدول أعمال يسهل قراءة الجوهر قراءة سياسية دقيقة وتوافقية.

وقال الجعفري في مقابلة مع قناة (الميادين) الأربعاء 13 شباط/ فبراير  يجب إقرار جدول أعمال قبل مناقشة أي بند فيه كي يكون النقاش مثمراً وبناء وإيجابياً وكي يتم إيجاد قواسم مشتركة من أجل المضي قدماً في معالجة البنود الأخرى المهمة.

وأضاف الجعفري:" جئنا إلى جنيف ضمن قراءة توافقية دولية هدفها تطبيق مبادئ بيان جنيف واحد دون أي اجتهاد يخرج عن النص ويدفع الأمور باتجاه عدم التفاهم ولذلك نحن لا يمكن أن ندخل في أي حوار حول كلام لم يأت نصاً في بيان جنيف".

وأوضح الجعفري أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي اقترح مشروع جدول أعمال أول بنوده إنهاء العنف ومكافحة الإرهاب وثانيها الحكومة الانتقالية وثالثها استمرار مؤسسات الدولة ورابعها الحوار الوطني والمصالحة الوطنية وبالتالي فهو خلص إلى نتيجة مفادها أنه لابد من مناقشة إنهاء العنف ومكافحة الإرهاب لأنه المطلب الأساسي للشعب السوري، مؤكداً إن الإبراهيمي اعترف بأن هناك إرهاباً في سورية وأن مكافحته أولوية ليس فقط بالنسبة للشعب السوري بل لاجتماع جنيف.

وأشار الجعفري إلى أن الطرف الآخر لا يريد الإعتراف بسيادة سورية لأنه يرفض مطالبة تركيا بوقف التسهيلات اللوجستية للإرهابيين وإدخالهم عبر أراضيها كما أنه أنكر وجود إرهاب في سورية وأنكر وجود القاعدة و"جبهة النصرة"و"دولة الإسلام في العراق والشام"وغيرها رغم أن العالم كله يعترف بوجود الإرهاب ويحذر من مخاطره.

ولفت الجعفري إلى أن كل الحكومات في العالم تمتلك الصلاحيات التنفيذية ولكن الطرف الآخر يحاول الالتفاف على معنى الصلاحيات التنفيذية الكاملة الواردة في بيان جنيف لتضليل الناس وإعطائهم انطباعاً أن الحكومة السورية لا تريد مناقشة ذلك لخوفها من فقدان سلطاتها.

وبين الجعفري أن بيان جنيف لا يتحدث عن صلاحيات رئيس الجمهورية ولا عن أي فراغ دستوري ولا عن أي شيء له علاقة بالانتخابات لأن هذه الأمور يحسمها الشعب السوري الذي هو من يختار قيادته وليس بيان جنيف، موضحاً أن هدف اجتماعات جنيف خلق توافق بين الحكومة من جهة وبين أطياف المعارضة وليس طيفا واحداً وهذا الأمر لم يتحقق من أجل تشكيل حكومة وطنية موسعة تحل محل الحكومة الحالية، مشيراً إلى أن الحكومة الوطنية الجديدة التي اسمها هيئة الحكم الانتقالية يمكن أن تطرح دستوراً جديداً يعرض على الاستفتاء مرة ثانية.

ولفت الجعفري إلى أن تمثيل الطرف الآخر لأطياف المعارضة ضعيف جداً والجميع يقرأ هذا الخلل اليوم ومع ذلك نحن أتينا إلى جنيف كامتحان واختبار لإرادة مشغلي الائتلاف لأننا لا نفاوض في جنيف وفداً واحداً اسمه وفد الائتلاف بل نفاوض العديد من الوفود الموجودة في غرف مظلمة في فنادق خمس نجوم.

وأشار الجعفري إلى أن القصاصات المكتوبة تدخل إلى الوفد الآخر خلال النقاش داخل القاعة كل خمس دقائق ليقرأ منها ما يؤكد أن هناك إدارة في الخارج تدير أعمال هذا الوفد.

وأضاف الجعفري:" جئنا لكي ننجح في جنيف وننجحه وإذا فشل فذلك سيكون خطأ الآخرين الذين وضعوا خارطة خاطئة له ولم يحترموا خطوط التوازن المطلوبة ولن نكون الطرف الذي سينسحب على الإطلاق ونحن ننسحب عندما ينسحب الإبراهيمي نفسه، كاشفاً للمخطط الأمريكي الذي يهدف إلى وضع الحكومة السورية في موضع الفشل في جنيف ثم تحميلها المسؤولية والمطالبة لاحقاً بإعادة الملف إلى مجلس الأمن وتقديم القرار تلو القرار تحت الفصل السابع من أجل استخدام القوة ضد سورية، مشيراً أن الموقف الروسي الصيني ثابت وواضح ووجه رسائل دقيقة عبر استخدام الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=4931