تحقيقات وتقارير

في زمن اللارحمة.. على المريض انتظار الفرج!!


الاعلام تايم _ رنا موالدي


في دقائق وساعات انتظار المعاينة بالعيادات الطبية كثيرة هي القصص التي ينسجها المرضى وعائلاتهم، وكثيرة هي الهموم التي يتحدث بها المواطن السوري عن متطلبات المعيشة اليومية وصولاً إلى الشكوى من ارتفاع معاينة الطبيب وما يترتب عليها من تحاليل مخبرية أو صور شعاعية، إضافة إلى كثرة الأدوية وارتفاع أسعارها وهو هم آخر يضاف إلى هموم المرض.
خلال مرافقة أحد الأصدقاء إلى إحدى العيادات الخاصة اتضحت الصورة تماماً عبر آراء كثيرة رصدها "الاعلام تايم" من أحاديث المرضى وذويهم التي عبرت عن قلوبهم الممتلئة وأجمعت على ارتفاع أسعار المعاينات التي  تختلف تبعاً لرقي المنطقة حيث تكون كشفياتهم مرتفعة جدا، في حين تكون بأسعار مناسبة نوعاً ما في المناطق الشعبية.

 

مبالغ لا تتناسب مع الدخل العام للمواطن
على حد تعبير أحدهم فإن "رب الاسرة بات بحاجة الى عمل اضافي ليغطي تكاليف علاج أفراد الاسرة فقط".
في حين قال مواطن " إنه دفع 8آلاف ليرة رسم معاينة طبيب اختصاصي أنف وأذن وحنجرة دون إجراء أي تحليل أو أمور أخرى، فيما عبر آخر عن مفاجأته عند زيارته لأحد أطباء جراحة الأسنان من طلب السكرتيرة لمبلغ قدره 3500 ليرة لمعاينة لم تتجاوز مدتها 10 دقائق.. وتشاركه  في ذلك آراء كثيرة ترى أن تسعيرة "بعض" الأطباء مبالغ فيها نظرا لطبيعة الخدمة المقدمة التي لا تتطلب من الطبيب الكثير من الجهد والفحوصات بقدر ما هي إجراءات أقرب إلى الروتينية وهي لا تأخذ من وقته الكثير.
آخرون تحدثوا عن معاينات قد تبدو أقل مما سبق بكثير، لكن جيب المواطن لا تحتمل أن يدفع معاينة  قيمتها 1000 ليرة ولا تشمل أي إجراءات أو تكاليف علاجية.. وثمة آراء أخرى بعضها يدعو للضحك وبعضها الآخر للبكاء .



الطبيب لم يفكر الا في نفسه
في ذات الوقت يعبر  الأطباء عن وجهة نظرهم بالقول "نحن أيضاً مواطنون سوريون، وبطبيعة الحال يتوجب علينا أداء الكثير من الواجبات ودفع الفواتير والضرائب.. زيادة الأسعار لحقت أيضا بالمستلزمات الطبية والأدوات التي يستخدمها الطبيب الأمر الذي شكل عبئاً علينا.. و الناس التي تظن أن المعاينة بـ 2000 ليرة وما فوق مرتفعة و يدخل المريض 10 دقائق ويخرج، لا يمكن أن نقيسها هكذا.. الطبيب لكي يستقبل مريض في عيادته ويشخص ويكتب العلاج، هذا كله ثمرة جهد وتعب أكثر من 12  عام.. هو عمل فكري يختلف عن العمل العضلي ولا يمكن مقارنته به".
إذاً.. أطباء  يطلبون أجوراً أعلى من السعر المحدد لهم في لوائح  وزارة الصحة ، ويتم تبرير ذلك بأنه عائد لمستوى الخبرة والشهادات التي حصلوا عليها، وبذلك يحملون المريض فوق طاقته، متناسين أن أغلب المواطنين من ذوي الدخل المحدود، وهذا في وقت تعتبر فيه المستشفيات الحكومية غير قادرة على أن تلبي حاجة المواطنين بالسرعة المطلوبة لتزايد أعداد المراجعين مقارنة بالكادر الطبي والتمريضي الذي يقع عليه العبء المتزايد، ناهيك عن أنهم ربما يكونوا متدربين في بداية مشوارهم المهني مما يؤثر سلباً في مستوى أداء تلك المستشفيات التي فقدت الثقة، ما يضطر المريض لعرض نفسه على طبيب العيادات الخاصة.


معادلة نقابة الأطباء
أما المفارقة فكانت في موقف نقيب الاطباء عبدالقادر الحسن  الذي  تحدث لاكثر وسائل الاعلام عن مطالبة النقابة رفع  أجور معاينة الطبيب التي لم تعد مناسبة مع الظروف وهي حالياً تدرس في وزارة الصحة، مضيفاً أنه لا نرضى أن يتقاضى الطبيب أجوراً خيالية ومن ثم نعمل على تحقيق التوازن بين الطبيب والمريض لكيلا يتكلف الثاني أجوراً باهظة.. "وازن المعادلة أعلاه" !!!؟

وبسؤالنا لموظف لديه بطاقة  تأمين صحي ذكر أنه ضد فكرة رفع تسعيرة الاطباء والذين ينظرون للمرضى على أنهم بمستوى مادي قادر على الدفع، مبيناً أن أغلب الفحوصات لا تشملها بطاقة التأمين ما يكلفنا رسوم هذه الفحوص، إلا انه يشعر بالفرق المالي الكبير ما بين تكاليف مراجعة الاطباء للمؤمنين طبيا وغير المؤمنين.

 

زمن الانتظار في مكان يتنفس فيه الزائرون رائحة الأدوية ومواد التعقيم،  تصدح فيه شكاوى كثيرة  هنا وهناك حول معاناتهم من الأجور التي يطلبها الأطباء ليبقى الأمر برسم الجهات المعنية التي يبدو أنها بعيدة كل البعد عن تجاوزات الأسعار التي أتعبت قلوب السوريين و في انتظارهم أن تبذل الجهود لراحة تلك القلوب وضمان نبضها  بالحياة .
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48977