تحقيقات وتقارير

مدير السكن الجامعي للإعلام تايم: إجراءات التخلص من فوضى السكن بدأت هذا العام


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


غالبا ما يبحث الطالب عن السكن الهادئ البعيد عن  المحلات التجارية والخدمية والمقاهي التي لا تنام حتى ساعات متأخرة من الليل، إضافة إلى بحثه عن سكن منخفض الأجر، خصوصا مع ارتفاع الإيجارات التي يحددها أصحاب العقارات، والتي تأتي غالبا فوق مقدرة الطلبة المالية، في ظل الأحوال المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن في الوقت الراهن.


يتجدد ملف السكن الجامعي في بداية السنة الدراسية الجامعية من كل عام، ومع تفاقم أعداد الطلبة الجدد ومحدودية المبيتات التي لا تستطيع ان تستوعب كل أعداد الطلبة الجامعيين يكون السكن هو أول مشكلة تواجه الطلبة، ثم تأتي متتالية ومجتمعة مشاكل أحصاها موقع الاعلام تايم من خلال استطلاع رأي أجراه في المدينة الجامعية وفي الجامعة، ووضعها بين أيدي المختصين.


مشاكل بحاجة الى حلول
قبل أن نطرح مافي جعبتنا لابد أن نذكر أن المدينة تتمتع بإيجابيات أهمها: موقعها القريب من الجامعة و رسومها المتناسبة مع وضع الطلاب وكونها مركز تجمع طلابي لا تشعر فيه بالوحدة، فيما فاقت سلبياتها على كل ماهو إيجابي  بدءاً بقدم الأبنية ومرفقاتها ونظام الغرف والأسرة،  أعداد غير منطقية من الطلاب في كل غرفة ، مرفقة  بكلمة  "دبروا حالكن" فلغرفة التي لا تتجاوز مساحتها الـ6 أمتار مربعة، التي ليس فيها إلا 4 أسرّة، وما يعادلها من أغطية ووسائد، عليها أن تستوعب لا يقل عن 8 طلاب.. إنارتها ضعيفة مع غياب كلي  للتدفئة  والنظافة، مع عدم تغيير البطانيات والأسرّة بسبب قدمها.. لتصبح الممرات مكان مناسب للدراسة، كما المكتبة المركزية مع سوء التدفئة، ناهيك عن ضرورة تحمل ضغط أصدقاء السوء فأنت مضطر للتكيف مع الوسط، كما يشكل فرع نهر بردى الذي شق طريقه في المدينة مشكلة لأنه غدا مكان لتجمع القمامة والروائح النتنة التي تنطلق منه ما أن يبدأ الغروب.


طلاب يعانون
فاتن طالبة تسكن في المدينة تشتكي من إغلاق أبواب المدينة في العاشرة ليلاً لأن ذلك يتعارض مع عملها وتعاني يوميا من عقوبات التأخير و التنبيهات، وتقول إن المصاعد شبه معطلة، وحتى الغرف، من الداخل، وضعها ليس بالأفضل، خاصة مع زيادة كثافتها السكانية التي سببت صعوبة الدراسة داخلها، ليتفاقم الأمر بالنسبة إلى الطلبة في ضوء الاكتظاظ الذي تشهده المكتبات أيضاً .
وتقول الطالبة سهاد إنها تتصل كثيراً بإدارة سكن طالبات الجامعة المنتمية لها لتسمع جملة واحدة متكررة دائما وهي "لا يوجد شواغر" فتتساءل عما إذا كان السكن المجاني من حقها كطالبة منتمية للجامعة؟
أما الطالب فادي الذي يسكن مع 6 زملاء له  في نفس الغرفة،  يعتبر  أن الغرفة تتسع عمليا لثلاث شباب  ليكون وضع إقامتهم مريح وملائم للدراسة، ولكننا بالكاد نستطيع النوم فقط.
و يصف  الطالب محمد الوضع في المدينة الجامعية بأنه "سيء جدا"، مشيراً إلى تمييز يتعرض له الطلاب في التعامل معهم داخل السكن الجامعي، إذ كثيراً ما تخصص بعض الغرف لشخص أو شخصين من أصحاب المعارف.


جديد السكن الجامعي
كل تلك المشاكل التي يعانيها طلاب الجامعة وساكني المدينة وضعها الإعلام تايم على مكتب المدير العام للسكن الجامعي بدمشق أحمد واصل، الذي قال  بالنسبة لوضع السكن للمدينة الجامعية  لعام2017-2018 من بداية العام الماضي تم تأسيس لمرحلة  الأتمتة عن طريق الحاسب  عكس ماكان عليه الاعوام الماضية حيث ستتولى إدارة المدينة التسجيل، ومطالبة ببيانات دقيقة للطالب و المراجعة شخصيا مع الهوية الشخصية، فقد تم إحداث 8 صناديق جديدة من الحواسيب إضافة الى 8 أخرى موجودة وضعنا 3 مراكز في المزة و الهمك و الدراسات العليا  لإدخال البيانات و يراجع الطالب من بعدها قسم الحاسب في المدينة الجامعية  المركز الرئيسي ليحصل على ايصال حديث غير قابل للتزوير، كما تم ضبط الباب بشكل دقيق من قبل عناصر الحراسة  و بشكل حازم و لن يدخل الى المدينة أي طالب مخالف و لا يحمل إيصال سكن و تم ضبط كل مظاهر الخلل السابقة  بالثبوتيات و الصور و غيره  و لكن  لأسباب إنسانية و اجتماعية و بسبب الاوضاع الراهنة نسمح للطالب باستضافة الاهل لمدة يوم أو اثنين  نسهل هذا الامر رغم أنها ممنوعة بالنظام الداخلي  و يتم منحهم وصل استضافة من إدارة المدينة.. في العام الماضي تم إسكان 24600 طالب و3000استضافة و هناك 700 مخالفة للطلاب في السنة الماضية ما بين تأخير ليلي و تزوير في الايصال.


استيعاب لطلاب السنة التحضيرية مباشرة
منذ  17/9/2017 بدأت المدينة الجامعية بإسكان  الطلاب المقبولين بالمفاضلة الطبية  التحضيرية بمجرد ما الطالب سجل و حصل على ورقة المفاضلة يراجع إدارة المينة و يسكن مباشرة الوحدة 12 للذكور و الوحدة 6 للإناث ، و بدأت المرحلة الثانية بالتوازي للطلاب القدامى المقيمين العام الماضي و الراغبين بالسكن في المدينة كل طالب عليه إحضار ثبوتيات من مدير الوحدة أنه مقيم العام الماضي و يراجع قسم الحاسب بالهوية الشخصية و يثبت بالغرفة ذاتها الا في حال رغبته بالانتقال لغرفة أخرى ضمن التخصصات.


الظروف كانت سبباً
في الخمس سنوات الماضية قامت  إدارة المدينة الجامعية  و بسياسة التوجيه من قياداتنا السياسية و الادارية  باستيعاب كافة الطلاب المتقدمين للسكن الجامعي رغم الضغط الطلابي الكبير و الفكرة الاساسية أن الطالب يصبح  تحت جناح الادارة و اتحاد الوطني لطلبة سورية و يتابع تحصيله العلمي رغم  نقص في الاسرة فهناك غرف فيها 8 طلاب و 5 أسرة  و لكن الان تم مخاطبة الجامعة وأخذنا المواقفة  من رئيس الجامعة على حجز مبالغ لشراء الاسرة و تأمين كل ما يلزم من الوضع الخدمي من  مواد صحية و كهربائية و أحيانا هناك سوء استخدام من قبل الطالب  تؤدي الى الاعطال و تلف هذه المواد.


ميزات للطلاب ذوي الشهداء
نقوم بتأمين السكن مباشرة للطلاب القادمين من المناطق الساخنة و من جامعة الفرات  و تم تخصيص 10غرف في كل وحدة سكنية لأبناء و ذوي الشهداء و يتم إسكانهم بأي وحدة يرغبونها  و يتم استثناءهم من التخصيص  و موضوع الدور و الازدحام بالغرف و تسهيل أمورهم  و بشكل سريع هذا أقل واجب نقدمه  لأبناء  الشهداء و تكريما للشهداء و ينتهي تسجيلهم في 1/11/2017 ..  وإدارة المدينة الجامعية حريصة كل الحرص لتامين السكن لكل الطلاب الراغبين بالسكن  رغم الضغط الكبير.


ورشات الصيانة
وأضاف مدير السكن الجامعي بدمشق: "هناك ورشات صيانة مناوبة على مدار الساعات الـ24 يومياً، هذه الورشات تضم لجان مختصة بالإشراف على الخدمات، بحيث يتم توجيهها لمعالجة أي خلل طارئ أو عطل فني ما، أما عن موضوع التدفئة نحن مقيدون  بتعميم رئاسة الحكومة و لا يوجد عندنا تدفئة و أما عن الماء الساخن  يكون لمدة 24 ساعة  أي يوم كل أسبوع بالإضافة تم تخديم 4 وحدات سكنية 5-6-7-8 بالطاقة الشمسية المياه ساخنة على مدار 24 ساعة، والعمل جار لتشمل كل الوحدات السكنية.


مشروع لحل مشكلة نهر بردى
ورشات التنظيف تقوم بعملها يوميا  من الساعة 8.30 حتى الساعة الواحدة، كما يتم تنظيف خزانات المياه  و تعقيمها بشكل دوري و تعزيل كافة الوحدات في نهاية كل عام  و يتم ترحيل القمامة  بشكل يومي بالتنسيق مع محافظة دمشق و الماء مؤمنة دائما مع وجود آبار، فيما الكهرباء البديلة يتم تشغيلها حتى الـ12 ليلاً فيما تكون لـ2 ليلاً وقت الامتحانات، وللتخلص من الحشرات قمنا في العام الماضي برش  المبيدات  أكثر من 5 مرات، و عن مشكلة فرع بردى أرسلنا كتاب عن طريق رئاسة الجامعة الى محافظة دمشق لإمكانية تغطية النهر الذي يمر من الوحدة السكنية  للأسف كان الرد بعدم  إمكانية تغطيته، وفي الغالب سيكون هناك حل جذري لمشكلة النهر.

 
عقوبة إثارة الشغب
و في حال وجود إشكالات و شغب يتم حله بسرعة من قبل الادارة العامة و بالتعاون مع اتحاد الطلبة و في حال عدم الوصول لحل يحال الطالب صاحب المشكلة الى اللجان التأديبية.. و العقوبة تبدأ بالتنبيه ثم الانذار و بعدها فصل مؤقت لشهر أو أكثر  أو إخراجه من السكن نشكل نهائيا اذا العقوبة تستدعي ذلك، نؤكد على الامن و الامان في المدينة الجامعية  و لا نتهاون في أمور الشغب أبدا و نتخذ عقوبات صارمة.

ماذا عن الغرف المخصصة للاتحاد
فيما يخص غرف الاتحاد المخصصة قال مدير السكن الجامعي " لا يوجد مشكلة في تخصيص غرف للاتحاد تكون لأعضاء الهيئة الادارية في جميع الكليات و مسؤولي الوحدات كونهم من عماد العمل في المدينة الجامعية، وليس لديهم امتيازات وتعاني غرفهم كما كل الغرف وهذا مضبوط من قبل ادارة المدينة و سيتم منحهم إيصالات خاصة بهم للدخول و الخروج من المدينة.


حمايات للنوافذ ومنع في الشرفات
و عن حالات الوفاة التي حصلت العام الماضي كان سببه الشرفات والارتفاع المنخفض للنوافذ ولم يتوصل لقضاء الى أي وضع مشبوه، ولذلك وجهت رئاسة الجامعة لتركيب حماية على النوافذ، كما ننبه الطلاب بعدم الجلوس على شرفات   النوافذ و الاسطحة، لأنه مخالف للنظام العام، والتصرف السيئ لا يأتي الا بالنتيجة السيئة  و انه لأمر مؤسف خسارة طالب جامعة.
وهكذا تبقى مشاكل السكن الجامعي في العاصمة دمشق إحدى المشاكل التي أفرزتها الأزمة السورية، آملين بتحسين الوضع، إلى أفعال على أرض الواقع.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48397