تحقيقات وتقارير

لأنك الحياة.. اقتربي من الأمل


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 

ليست كل كتلة في الثدي سرطان ثدي
لكن كل سرطان ثدي بسبب كتلة في الثدي
اكتشافه المبكر يجعل علاجه بسيطاً
لا بد لكل سيدة من تفحّص ثديها كلّ شهر وتلمسه للبحث عن كتل ولو صغيرة
وفي حال الشعور بأي تغيير أو كتلة، لا بد من إجراء "ماموغرام"

عبارات كثيراً ما قد ترعب المرأة، و لأن الجهل في هذا الموضوع قد يلعب دوراً في تأخر كشف المرض، تطرح أسئلة لا نهاية لها تتعلق بكثرة المعلومات التي تبحث عنها المرأة في هذا الموضوع.


نعم درهم وقاية خير من قنطار علاج.. حقيقة متعارف عليها  نؤمن بها جميعا كما أن الافكار الايجابية والوعي هامان لتحضير الجسم للشفاء بناء على المسببات لهذا المرض التي أغلبها ممارسات صحية سيئة بإمكاننا بكل سهولة تغييرها حتى نتجنب خطر الاصابة بأكثر أنواع السرطانات شيوعاً وانتشاراً في شتى أنحاء العالم.


كان هناك اعتقاد سائد بين النساء بأن ارتداء حمالة الصدر باستمرار قد يتسبب في الإصابة بسرطان الثدي، حيث كان يعتقد أن حمالة الصدر تمنع تصريف السائل اللمفاوي من أسفل الثدي، مما يسبب في تراكم السموم فيه، لكن أظهرت نتائج دراسة أمريكية في هذا الصدد، بأن هذا الخوف لا مبرر له لأن حمالات الصدر ليس لها أي علاقة أو تأثير على سرطان الثدي، فهناك أكثر من مسبب لهذا المرض إذ يتعلق الأمر بالتغيرات الاجتماعية والثقافية والغذاء، كذلك الإنجاب المتأخر وفترة الرضاعة القصيرة وتناول الكثير من الأطعمة الغنية بالطاقة.


ربما العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي يتقاسمن في تجربة مشتركة، تتمثل في الشعور بداية بقطعة لم تكن موجودة من قبل في الجسم، والتي يتبين في نهاية المطاف أنها سرطانية، ولعل هذا هو السبب في الإرشادات الدائمة للمرأة أن تكون أكثر تآلفاً مع ما تشعر به في ثدييها وأن تلاحظ أي تغييرات من هذا القبيل.

ومع ذلك الكتلة التي تظهر ليست الأعراض الوحيدة لسرطان الثدي.. حيث تبين أن 83٪ من النساء اللواتي يعانين من أعراض سرطان الثدي وتم تشخيصهن وجدن كتل أولية، ولكن الوعي أكثر بالعلامات الأخرى زاد من التعامل الجيد مع هذا النوع من السرطانات كالشعور بأن بشرة الثدي أكثر سمكاً عن ذي قبل و تورمه بطريقة تغير في شكله، إضافة إلى تغيرات في شكل الحلمة و سيلان الثدي خاصة إن كان يفرز دماً ومن ثدى واحد.
إلا أنه حتى وقتنا الحالي لا تتوفر المعلومات الكافية حول الاصابة بسرطان الثدي ليبقى الكشف المبكر هو الاساس في التحكم والسيطرة..
ووفقاً للأطباء و المختصين فإن الكشف أفضل من التشخيص، فالكشف يأتي قبل الأعراض السريرية، فمن خلال كشف الورم في بدايته نستطيع الحيلولة دون انتشار المرض في مرحلة الانتقالات العقدية، ليكون العلاج أنجع ولا يسبب ألماً، ولا يكلف مادياً  ويصل الشفاء إلى 97 %، لأن كل نوع من أنواع السرطان يتطلب نظام علاج خاص يشمل أسلوباً واحداً أو أكثر من أساليب العلاج، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.


الكشف المبكر لا يعتمد بالضرورة على المعدات والأجهزة التشخيصية باهظة التكلفة، فمن الممكن أن يفيد الفحص السريري الروتيني الذي يجريه أطباء وممرضات وعاملون مدربون تدريباً جيداً في مجال صحة المجتمع في تشخيص المزيد من الحالات في وقت مبكر، ناهيك عن الفحص الذاتي للثدي الذي يكشف  عن وجود السرطان بنسبة حوالي 25%، ويتم إجراؤه شهرياً بعد انتهاء الدورة الشهرية للتأكد من عدم وجود أورام أو عقد صلبة أو أي تغيّرات أخرى فمن خلال فحص الثدي بانتظام، سوف تعرفين كيف يكون الثدي في حالته الطبيعية كما أن الفحص الذاتي الشهري للثدي قد يمنحك راحة بال إضافية حتى إذا توقفت لديك الدورة الشهرية نهائياً، افحصي ثدييك ذاتياً كل شهر في نفس الموعد.

ويعتبر الفحص الإشعاعي للثدي (الماموغرام) أدق وسيلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي فبواسطته يمكن الكشف عن سرطان الثدي قبل أن تلاحظي وجود أية مشاكل في ثدييك، حيث يمكنه الكشف عن السرطان عندما يكون حجمه صغيراً وسهل المعالجة دون فقدان الثدي.
وفي حال ظهرت أي من الأعراض التي ذكرناها سابقاً يجب مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن لاكتشاف حقيقة العرض والإشراف الطبي.

 

عزيزتي.. خيارات فحوصات الكشف المبكر للنساء عديدة فهي نافذة الأمل لعودة المصابات بالمرض إلى حياة طبيعية من ذلك تنطلق حملة مجانية للاكتشاف المبكر لأورام الثدي، وذلك ابتداءً من تشرين الجاري ولمدة شهر تستهدف إجراء الفحص والأشعة للسيدات فوق سن الأربعين في جميع المراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة و التعليم العالي و الهلال الاحمر ومنها  مجمع الشام الطبي لتشخيص ومعالجة الاورام السرطانية بالمزة حيث أوضحت الدكتورة ندى نعمان المدير العام للجمعية السورية لمكافحة السرطان أن المجمع يستقبل السيدات يومي السبت و الاحد من كل اسبوع خلال الحملة لاجراء الفحص السريري المجاني لجميع المراجعات للكشف المبكر عن سرطان الثدي وذلك خلال ساعات الدوام الرسمي.


مهما أكثرنا من الحديث عن سرطان الثدي، نبقى مقصرين في إعطاء هذا المرض حقه من الحذر لا بسبب خطورته فحسب  بل بسبب قلة الوعي في مجتمعاتنا، وإهمال أهمية التشخيص المبكر إما بسبب الخوف من اكتشاف المرض أو لعدم إدراك أهميته وخطورته.

وعموماً يؤكد الخبراء على اختلاف تجارب الواقعة للناجين أن الاكتشاف المبكر هو نافذة الأمل لعودة المصابات بالمرض إلى حياة طبيعية و في كل الحالات فإن واجب التوعية لا يمكن إهماله، لعل الرسالة تصل إلى أكبر قدر ممكن من النساء.

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48170