تحقيقات وتقارير

هل سيفي نسور قاسيون بوعدهم.. "سورية في روسيا 2018"؟


الاعلام تايم _ مارلين كوركيس


الشعب السوري على موعد بعد 24 ساعة مع مباراة القرن ولا نبالغ اذا أطلقنا عليها هذا الوصف.. فهي ستكون بوابة العبور السوري لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018، ولأول مرة في تاريخ كرة القدم السورية.. مباراة سورية وايران غداً في قلب طهران، والشعب السوري سيتوحّد عند الساعة السادسة مساء بشكل لم يعهده خلال سنوات عصفت بمجالات الحياة كافة في بلده.


هي مباراة القرن الواحد والعشرين بالنسبة لسورية بكل أطيافها وألوانها وتنوعها، نقاط ثلاث تفصلها عن حلم الوصول الى مونديال روسيا 2018.


السوريون سيفترشون الساحات والمطاعم والمقاهي دعما وسندا لمنتخبهم الوطني.. المنتخب الذي صارع المستحيل وقارع الصعوبات ليصل إلى ما وصل إليه الآن متحدياً كل المعوقات والتي تضاعفت الى مئات الاضعاف عندما حلّ الخراب والفوضى والدمار بفعل الارهاب وشذاذ الافاق، محل السلام والامان الذين كانت تنعم به بلده.. منتخبٌ يتم تجميعه قبل أي مباراة بعدة أيام ولا يخوض مباريات تحضيرية كافية ليس تقصيرا وإنما بسبب الظروف التي حاولت بكل ما استطاعت أن تقف بوجه الوطن ومنتخب الوطن.


دول كثيرة رفضت استقبال المنتخب لإجراء معسكرات لديها، وأخرى رفضت إعطاء تأشيرات دخول للاعبين لإجراء مباريات ودية معها، فيما أصبحت ماليزيا هي أرض المنتخب والجالية السورية هناك وجزء من الجمهور الماليزي أضحوا جمهور المنتخب والداعم الاساسي له، وأمام كل العوائق انبثق التصميم وقوة الارادة في نفوس اللاعبين والإداريين لتحقيق ما عجزت عنه دول تملك من الامكانات المادية والمعنوية "مالا عين رأت ولا خطر على قلب بشر".


ثلاث وعشرون لاعبا، سيكونون الممثلين الحقيقين لأحلام وطموحات 23 مليون سوري، بعد أن جافاهم الفرح من هول ما رأوا خلال السنوات الماضية، إنهم  الرجال الذين سيفون بوعدهم "سورية في روسيا 2018".


وكما أن رجال الله في الميدان يسطرون أروع البطولات في القضاء على الإرهاب فإن رجال المنتخب السوري سيسطرون أهم الملاحم الرياضية في ملعب آزادي في قلب العاصمة الإيرانية طهران، في إطار منافسات الجولة العاشرة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات روسيا 2018، حيث يستضيف المنتخب الإيراني الذي ضمن التأهل عن المجموعة قبل جولتين من النهاية، فكان أول المنتخبات المتأهلة عن قارة آسيا لكأس العالم، حيث وصل رصيده إلى الآن للنقطة 21 في صدارة المجموعة الأولى.


أما المنتخب السوري فيبحث في مباراته أمام إيران القادمة عن الفوز من أجل ضمان التأهل بشكل مباشر لنهائيات كأس العالم، أو خوض مباراة أفضل ثالث في القارة الآسيوية، ومن ثم تمثيل القارة في مباراة الملحق، حيث أن فوز المنتخب السوري قد لا يكون كافياً لتأهل نسور قاسيون حال فوز المنتخب الكوري على نظيره الأوزبكي في المباراة التي ستجمع بينهما في نفس الجولة، في حين أن نتيجة التعادل في مباراة كوريا وأوزبكستان في صالح المنتخب السوري.


ويحتل المنتخب السوري المركز الثالث في المجموعة الأولى بعد فوزه على المنتخب القطري في المباراة الماضية بنتيجة 3-1، ويسعى للفوز في مباراته أمام إيران، والذي لم يتذوق طعم الهزيمة في مباريات هذه المجموعة.


وعن القنوات الناقلة للمباراة للذين لن تسمح لهم الفرصة في مشاهدة المباراة عبر الشاشات الكبيرة التي نصبت في الساحات العامة والنوادي والاتحادات في معظم المحافظات السورية، ضمن إطار حملة وطنية كبيرة لمساندة المنتخب في مباراته، ولإتاحة الفرصة لجميع أبناء الوطن لمشاهدة مباراة الحسم لمنتخبهم الوطني، قالت شبكة قنوات beIN SPORTS إنها ستنقل المباراة على الهواء مباشرة من خلال قنواتها المفتوحة.


وكان كشف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن حكم مباراة سورية وإيران الذي سيدير اللقاء وهو الياباني ريوجي ساتو، الذي سبق له وأن أدار مباراة أوزبكستان وسورية في مرحلة الذهاب من تلك التصفيات، والتي تعرض فيها نسور قاسيون للظلم في عدة قرارات في تلك المباراة.


لاعبو المنتخب سيلعبون مباراة العمر كما صرح اللاعب تامر حاج محمد لاعب المنتخب السوري ونادي ظفار العماني والذي أضاف أن المنتخب هو الأفضل حالاً على المستوى البدني والذهني، فصفوفه مكتملة إلا أنه سيغيب عمر ميداني بسبب الإصابة التي لحقت به في المباراة الماضية أمام منتخب قطر.


إنها فعلاً.. مباراة القرن فمنها سيعبد نسور قاسيون الطريق لكرة القدم السورية للعبور الى العالمية عبر مونديال روسيا.. هكذا نتمناها غداً حناجرنا ستصدح "سورية  سورية  سورية ".


طوبى للذين يعملون بصمت ليقدموا الفرح للأخرين.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=47646