تحقيقات وتقارير

يوم لصحفيي سورية


الاعلام تايم _ طارق ابراهيم


يوم تاريخي بامتياز.. حين زار السيد الرئيس بشار الاسد المؤتمر الرابع لاتحاد الصحفيين في 15/ اب /2006،  ليكون يوم انطلاقة الصحافة السورية وعيداً رسميا بما تعنيه الكلمة.. والذي جاء متزامنا مع انتصار المقاومة اللبنانية على كيان الاحتلال الاسرائيلي.


التكريم الذي حظي به الصحفيون في مؤتمرهم الذي عقد تحت شعار" نحو صحافة الالتزام الوطني والقومي في ظل الحرية والمسؤولية "، كان مصدره حضور الرئيس الاسد الذي جاء وأشرف وتحدث عن المقاومة والمؤامرات التي تحاك ضد منطقتنا تحت ما يسمى "الشرق الأوسط الجديد".


وفي خطاب القسم 2014 أيضاً، أفرد الرئيس الاسد مساحة من خطابه للحديث عن الدور الذي يقوم به الإعلام الاستقصائي الذي يبحث عن الحالات ويثبت بالأدلة والبراهين وجودها، فوجه بذلك الدفة نحو تكريس جهود الإعلاميين حول الأسلوب الإعلامي الأكاديمي الذي لا يستند إلى الأقوال فقط بل على الأدلة والبراهين بما يقدم خدمة كبيرة في مكافحة الفساد .


الصحفي لم يعد فقط ناقلاً لهموم أو تسليط الضوء على ظاهرة أو مشكلة، لقد انتقل الى القتال الحقيقي، حين رافق الجيش العربي السوري ليوثق حربه على الارهاب الذي لم يترك شيئا في سورية الا وأتى عليه، ولينقل بمسؤولية مهنية ووطنية ودفاعية حقيقة الحرب على سورية وفضح دعم الغرب للإرهاب، والاصرار والتحدي سلاحه ليكون الثمن أغلى ما يملك، ويستحق لقب شهيد الكلمة.. شهيد الحقيقة.. كيف لا وهو يواجه أشرس هجوم إعلامي وحملات تضليل وتشويه لحقيقة الاحداث في سورية.


"تاريخ الصحافة السورية عريق فهي حملت لواء النضال منذ زمن الاحتلال العثماني وما يقوم به اليوم الصحفيون السوريون ليس وليد اللحظة أو الأزمة حيث نشأت نتيجة نمو الفكر العربي في دمشق آنذاك وهو ما أسهم في تفكيك وإسقاط سلطة الاحتلال واليوم تتابع مهمتها في كشف وتعرية الفكر التكفيري الإرهابي وحملات التضليل التي تقودها وسائل الإعلام المعادية"، وفق ماقاله رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد.


دستور الجمهورية العربية السورية الجديد 2012 ضمن حرية الصحافة، وماقبله يختلف عما بعده، حيث بتنا نرى جرأة بعيدة كل البعد عن الوقاحة في تناول القضايا وخاصة التي تهم المواطنين، وتلاحق الفساد والمفسدين.. لكن ما يؤخذ على الصحافة مع تطور وسائل التكنولوجيا وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، دخول كل من ليس له عمل الى رحابها، "لتصبح شغلة اللي مالو شغلة"، فمجرد أن يملك شخص(بغض النظر عن شهادته أو جهله أوثقافته)،صفحة على مواقع التواصل ويسرق أخبار وصور ومواد فيلمية من هنا وهناك، يرى نفسه مشمولا بقانون الصحافة، ويطالب بحقوق الصحفي الاكاديمي وأكثر، يقول أحد الكتاب الاعلاميين لقد"دخلها حتى من لايعرف أن يكتب رسالة لأمه"، مضيفاً "لكن هذا لايهز تاريخية الصحافة السورية المعروفة بأنها بنيان قوي مدّ الصحافة العربية في مرحلة النهضة والاستقلال بقامات كبيرة وبتجربة مميزة .


أحد الاعلاميين الذي تناول يوم الصحافة السورية في مقال له قال "المهم التأسيس الآن لقيم وطنية جديدة للصحافة، قيم من قلب التاريخ الوطني السوري الذي عشناه أهمها أن يكون من يعمل بالصحافة مهنيا ، ثم محصنا من أي تعسف في التعامل معه (قانون الإعلام الجديد حصّن الصحفي من المساءلة إلّا بوجود مندوب عن المجلس الوطني للإعلام)، ومن بين القيم المطلوبة ضرورة الاتفاق على ميثاق للصحافة الوطنية السورية يشارك فيه الصحفيون والمثقفون والكتاب، وتتبناه الدولة بكل هيبتها وقوتها، ويكون هذا الميثاق الحصيرة الحديدية التي تشاد فوقها أنظمة الصحافة، فلا يجوز أن يخاف الصحفي على مصيره وعلى لقمته في وقت تنتشر فيه الإغراءات المالية في محيطه العربي، ولايجوز أن ينأى الصحفي عن أهم الأحداث والقضايا لأي سبب كان".


المطلوب من الصحفيين في هذه الفترة مزيدا من الاجتهاد والبحث والتركيز على الإعلام الاستقصائي بما يسهم في كشف مواطن الفساد ويواكب مرحلة إعادة الإعمار للوصول إلى الأهداف التي ضحى من أجلها الجيش والشعب وهي إعادة سورية إلى ما كانت عليه وأفضل.


وزارة الاعلام حققت أشواطا بعيدة في من خلال ورشاتها التدريبية والدورات التأهيلية للإعلاميين السوريين، ليكونوا قادرين على مواكبة التطور، والعمل على كشف مواطن الفساد والخلل في المؤسسات وتسليط الضوء على الظواهر والازمات التي خلفتها الحرب على سورية، وكان وزير الاعلام المهندس محمد رامز ترجمان عقد قبل أشهر مؤتمراً هاما بعنوان"حق المواطن في الاعلام"، جمع فيه القائمون على المؤسسات الاعلامية الرسمية والخاصة ليكون الانطلاقة نحو تطوير الاعلام السوري، والنواة التي يبدأ منها الولوج الى إعداد كوادر صحفية وطنية تعرف مالها وما عليها.. وتضمن حق الصحفي في الحصول على المعلومة لكشف الحقائق.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=47274