بطل من سورية

الشهيد أنس خضرة.. مجزرة جسر الشغور شاهد حي على إرهاب "السلميّين"


الإعلام تايم - لما محمود

 

شهدائنا مشاعل نور على دروب التضحية والفداء.. سطروا ملاحم البطولة وبذلوا دمائهم الذكية لتروي تراب الوطن... قدموا أرواحهم فكانوا في الوجدان سر الخلود و شيدوا بأجسادهم أيقونة الحياة و بأسمائهم خطوا عظمة الشهادة... انهم الرجال الذين تنحني لهم الهامات إجلالاً و إكباراً لما بذلوه من أجل عزة الوطن وقدسية ترابه فهم الخالدون في الضمائر والخالدون في نعيم مقيم فهل هناك أشرف وأنبل من الشهداء رمز وعنوان العنفوان والإباء الذين علمونا دروساً في التضحية فكانوا حقاً مثالاً يحتذى وقدوة تقتدى ورمزاً للنضال والكرامة.‏

 

من منا لا يتذكر أبطال مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور الذي دافعو بكل بسالة ورفضوا الاستسلام .. فقامت أيادي الغدر من كانوا يقولون أنهم متظاهرون سلميون يحملون "أغصان الزيتون" على ارتكاب أبشع مجزرة بحق أبطال المفرزة التي راح ضحيتها أكثر من 120 شهيداً بين عناصر وصف ضباط وضباط في تاريخ 5/6/2011.

الشهيد البطل أنس سليمان خضرة هو من أولئك الأبطال الذين بذلوا دمائهم دفاعاً عن أرض الوطن، أخت الشهيد جنان خضرة قالت: قبل استشهاده بيومين قدم الى البيت مشياً على الأقدام عن طريق الغابات "جورين- الغاب".. "أتى لأخذ الطعام لرفقاته لأنهم كانوا مقطوعين من الأكل والشرب"..و"مضى إلى المفرزة ولكن الطريق كان مقطوعاً باتجاه "حلب - البهلولية "  كانت "علقانة بالجسر" ورفاقه محاصرين ولكنه أصر على دخولها وقال لي "متلي متل رفقاتي" وبقى 8 ساعات متواصلة حتى وصل للمفرزة".

 

تتابع أخت الشهيد عشت مع أنس تفاصيل الحصار لحظة بلحظة، "حاولت أن أتصل به .. لايوجد شبكة هاتفه المحمول مغلق ولكن القدر أراد أن نتواصل في اليوم الثاني ليخبرني أنهم محاصرون من جميع الجهات و"المتظاهرون السلميون" يهاجمون بأعداد كبيرة تجاوزت "الآلاف" ومعهم أغصان زيتونهم من الرشاشات والقنابل والمتفجرات.. ويهددون أنهم سيعودون للهجوم بعد تشييع مايسمى "أميرهم".

 

أضافت شقيقة الشهيد خلال حديثها عن قصة استشهاد أنس.. يوم السبت تواصلت معه ليجيبني أن الحصار اشتد على المفرزة انتقل مع رفاقه لمواقع الدفاع معاهداً بعدم الاستسلام والصمود في وجه الارهابيين المهاجمين، مشيرة حسب ما أخبرها أن ذخيرتهم تكفي ليومين فقط، ومع هذا الهجوم الارهابي وبهذه الاعداد لن تكفيهم الذخيرة... وبدأ يعدد رفاقه ممن نالوا شرف الشهادة فيما أخبرني عن نفسه بأنه مصاب بطلقتين في القدم.. لقد كان أسوأ ما عانى منه أنس أن من يهاجمه اليوم كان بالأمس يدعي صداقته ويلجأ له في الملمات ليساعده..

 

وعن آخر اتصال تقول أخت الشهيد أنس.. حاولت أن أبقى متصلة دائماً مع أنس ليصف لي ما يجري وقلبي ينبض بسرعة والارتجاف لايفارق جسدي فيما دموعي تسقط دون أي سابق إنذار عندما يقول لي "أختي الغالية ربما يكون هذا آخر اتصال لي معك فالإرهابيون قطعوا الكهرباء ولايوجد طاقة في هاتفي تكفي لأتصل مرة ثانية، طبعا قطعوا الماء أيضاً عن المبنى وكل ما من شأنه أن يكون سببا للعيش أو الصمود.. أنا الان على سطح المفرزة "لاتخافي ودعيلي."

ختمت أخت الشهيد: ندعو الله أن يحفظ بلدنا وقائدنا بشار الأسد ويرحم الشهداء جميعاً.. ونتمنى أن تنتهي الحرب ويعم الخير على أبناء الشعب السوري وكلنا فداء الوطن.

 

الشهيد البطل من مواليد دمشق عام 1978م من قرية البهلولية التابعة لمحافظة اللاذقية ، تتطوع في عمر مبكر خدم في ميسلون وبعدها توجه الى مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور ليخدم فيها ١٣ سنة . أخوته 7 شباب "الرائد مازن والنقيب محمد ، بسام،حسان ، بشار ، باسم، علي ، وداد ،جنان" ..

الرحمة والخلود لشهداء سورية الذين عشقوا الوطن فأهدوه الروح.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=46004