تحقيقات وتقارير

"انا مع الطبيعة".. بارقة أمل للمساهمة في الإصحاح البيئي


الاعلام تايم - منار ديب

 

 سببت الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية تراجعاً محسوساً في نوعية بيئتها التي وهبها الله لها، وأدى إلى إلحاق الضرر بها وإلى الإخلال بالموازين الطبيعية التي تتميز بالحساسية.

 

وفي خضم الواقع البيئي المعاش حالياً من تلوث للمياه وانتشار للأمراض نتيجة تراكم النفايات وانتشار الحشرات، خاصة مع بداية فصل الصيف الذي ينذر بحرارة حامية الوطيس مناخياً وبيئياً، مما يجعل البيئة قابلة للتلوث، تبرز التساؤلات حول مدى استعداد الجهات المعنية لدرء مخاطر ما أسلفناه وكيف يمكن الحد من التلوث البيئي. أسئلة توجه بها موقع "الاعلام تايم" للدكتورة سحر عمران مديرة التوعية البيئية في وزارة الادارة المحلية والبيئة، والتي أكدت أن الظروف الحالية والاستثنائية التي تعيشها سورية حدت من عمل وحدات النظافة نتيجة نقص اليد العاملة ونقص الآليات والسيارات التي ترحل النفايات من المناطق وذلك على مستوى المحافظات جميعها.

 

وأشارت عمران إلى أن التحدي الأساسي الذي يقف عائقاً للوصول إلى بيئة إيجابية هو تفعيل القانون (45) الخاص بالنظافة والذي يفرض عقوبات على رمي القمامة خارج أوقاتها أو بغير مكانها، بالإضافة إلى أنه لم يبت في موضوع تفعيل الشرطة البيئية، والذي لطالما كثر الحديث عنه أسوة بالدول المتقدمة إلا أنه مازال مجهول المصير.

 

بالإضافة الى نقص القدرة الشرائية لدى الوحدات الإدارية لترميم النقص الحاصل في وسائط النقل الخاصة بالعمل البيئي. عمران نوهت إلى أن هجرة بعض السكان من منطقة إلى أخرى أدى إلى ضغط على الموارد البشرية العاملة في النظافة على مستوى البلديات، كما أنتج تراكماً للنفايات من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن البيوت المهجورة من قبل أصحابها ومع مرور الوقت أصبحت مرتعاً للحشرات الضارة التي تؤدي إلى أمراض كمرض اللشمانيا.

 

وحول الخطوات القادمة للوزارة لتحسن العمل البيئي تزامنا مع يوم البيئة العالمي الذي يصادف الخامس من حزيران من كل عام، قالت عمران: تحت شعار " أنا مع الطبيعة" يقام اليوم العالمي للبيئة في سورية وذلك تزامناً مح احتفال دول العالم بهذا اليوم، وفي هذه المناسبة ستنطلق فعاليات عديدة تباعاً في بعض المحافظات والتي ستكون بدايتها محافظة القنيطرة، حيث أشارت عمران أنه سيتم تأهيل حديقة في بلدة خان أرنبة كما سيقام لقاء توعوي لفعاليات المنطقة والمجتمع المحلي حول حرائق الغابات وحمايتها والحفاظ عليها. سيلي ذلك لقاء توعوي في مجمع جديدة الفضل بريف دمشق حول أهمية النظافة وإطلاق حملة نظافة نظرا لما تعانيه المنطقة من تراكم للنفايات، بالإضافة إلى لقاء صحي سيقام بالتعاون مع وزارة الصحة.

 

وأيضاً في يبرود سيتم تأهيل حديقة، وعقد لقاء توعوي حول مرض اللاشمانيا المنتشر في تلك المنطقة، وشرح للمخاطر الصحية الناتجة عن الصرف الصحي والنفايات المتراكمة . مناطق أخرى ستشملها الفعاليات كالباردة وجرمانا وسيتم إطلاق حملات للنظافة في هاتين المنطقتين. الحملات لن تقتصر على دمشق وريفها بل ايضا ستشمل محافظات القطر أولها في السويداء وحمص. وفي ختام الحديث أكدت عمران أن العمل البيئي ليس مؤقتاً أو مرتبطاً بيوم ما بل هو عمل مستمر على مدار العام، منوهة بأهمية ان يكون الاعلام شريك أساسي للوصول الى مجتمع واعي وسليم بيئياً.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45891