كشفت تقارير إعلامية أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست على الهاتف الخاص بالمستشار الألماني السابق غرهارد شرودر لدى انتقاده الحرب على العراق.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أن وسائل إعلام ألمانية نقلت عن مسؤولين في الحكومة الأمريكية ومقربين من وكالة الأمن القومي الأمريكية قولهم إنه تم التنصت على هاتف شرودر منذ بداية عام 2002 بسبب موقفه المنتقد لاستعدادات الولايات المتحدة لخوض حرب العراق عام 2003.

وكان المستشار الألماني السابق الذي قاد ألمانيا في الفترة بين عامي 1998 و2005 قد اختلف مع الولايات المتحدة عام 2002 عندما أعلن أن ألمانيا لن ترسل قوات أو أموالا لدعم غزو العراق.

وأبلغ شرودر وسائل إعلام بأنه لم يفاجأ بالأنباء الخاصة بالتجسس على هاتفه وقال "في ذلك الوقت لم أفكر في أن أجهزة الأمن الأمريكية تتجسس على هاتفي ولكنني لست مندهشاً حاليا."ً

وسيطرت مسألة التجسس الأمريكي التي تسببت باستياء المجتمع الدولي من الولايات المتحدة على اجتماعات قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل وأطلقت كل من فرنسا والمانيا مبادرة مشتركة مدعومة من الدول الأوروبية الأخرى سعياً لإيجاد أرضية تفاهم مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بمسائل التجسس.

وكشف تقرير نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية أن الولايات المتحدة تجسست على هاتف المستشارة الالمانية الحالية انجيلا ميركل وذلك استناداً لوثائق مصدرها وكالة الأمن القومي الأمريكية تظهر فيها قوائم بأرقام جرت مراقبتها منذ ذلك العام بينها رقم ميركل.‏

يذكر أن ادوارد سنودن الموظف السابق في الاستخبارات الامريكية سرب العام الماضي معلومات سرية كشفت عن وجود نظام مراقبة ضخم للولايات المتحدة وبريطانيا على العالم وواجهت صحيفة الغارديان البريطانية ضغوطا كبيرة لإتلاف الوثائق السرية التي حصلت عليها منه حيث قامت بإتلاف الأقراص الصلبة أمام خبراء أمنيين من جهاز التنصت البريطاني في عملية وصفتها بأنها خطوة رمزية عبثية جداً لأن هناك نسخا أخرى بحيازة صحف أمريكية وبرازيلية.

كما كشفت تسريبات سنودن عن الحجم الكبير لبرامج التجسس الأمريكية المستخدمة على مختلف الاصعدة والتي تستهدف بلدانا أوروبية عدة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي وحتى النظام الداخلي في الدوائر التلفزيونية المغلقة في الأمم المتحدة.