تحقيقات وتقارير

هل تحولت خدمة الصرافات الآلية من نعمة إلى نقمة ؟


الإعلام تايم - لما محمود

 

ما يزال مشهد الطوابير الطويلة يتصدر العديد من الصرافات الآلية مع بداية كل شهر، التي أغلبها لا يعمل ليقف الموظف حائراً أمام تلك الصرافات ويقع تحت رحمتها، بعبارة " الجهاز خارج الخدمة"، الأمر الذي يستلزم منهم تأجيل استلام رواتبهم إلى أيام أخرى ليتكرر مسلسل الانتظار، أو تبدأ رحلة البحث عن صراف داخل نطاق الخدمة.

الخدمة الحديثة التي وجدت من أجل الموظفين للحصول على رواتبهم الشهرية بسهولة، أصبحت اليوم معاناة حقيقية من البحث والانتظار ومشكلات ترتبط معظمها بالتيار الكهربائي.

ومن خلال جولة لموقع "الإعلام تايم" على عدد من الصرافات الآلية المنتشرة على قلتها في أماكن متفرقة من المدينة كانت هناك ثمة أسئلة وكان القاسم المشترك بين جميع من التقى معهم الموقع، لماذا تكثر أعطال الصرافات..؟ ولماذا لا تبادر الجهات المسؤولة لتطوير وتحسين هذه الخدمة ؟

يقول أحد المواطنين : مع كل موعد لقبض الراتب أعلم مسبقاً بأنه ستكون عندي جولة للبحث عن صراف آلي " شغّال" ، فأبدأ منذ الصباح رحلتي جاهداً حتى أحظى بأحدها فيكون مزدحماً لأن أمثالي كثر فأضطر لتأجيل سحب مرتبي لليوم التالي.

أما "غسان السعدي" موظف ، فتحدث عن تجربته مع الصرافات الآلية، ويقول: "أنطر أول الشهر بفارغ الصبر وعندما أتوجه لقبض راتبي من الصراف، أواجه هماً كبيراً في الحصول على المال، فهناك طوابير من المواطنين منتظرين أمام الصرافات التي أغلبها خارج الخدمة، و حتى التوجه إلى صراف آخر لا يحل المشكلة فالأخطاء والعثرات نفسها ، وقل أن نجد صرافات في الخدمة على مدار الـ24 ساعة.

 "سميرة حبيب" موظفة متقاعدة، تتحدث عن مشكلة تعاني منها كل شهر تنتظر في الطوابير لتحصل على دور للقبض و استمرار مسلسل الأعطال المستمرة للصرافات الآلية، نتمنى أنا ومعظم المتقاعدين والقائمين على رأس عملهم أن تعود الآلية السابقة في الحصول على الرواتب عن طريق المحاسب يدوياً للتخلص من المعاناة الشهرية وضياع الوقت بالانتظار.

"رنيم بدور" تروي معاناتها الشهرية مع قبض الراتب من الصراف، لقد فرحنا كثيراً عندما قالوا لنا عن تقنية الصراف الآلي إذ بإمكاننا أن نسحب منه النقود في الوقت والزمن الذي نريد، ولكن عندما قمنا باستخدامه ندمنا على الساعة التي تم فيها توطين الرواتب عن طريق الصراف الآلي بسبب أعطاله المستمرة والزحمة التي نعاني منها، والوقوف على الدور في أيام البرد والحر، ناهيك على أن بعضهم لا يعرف التعامل مع تلك الصرافات الآلية وغالباً ما تدخل البطاقة الإلكترونية إلى داخل الصراف، وهنا تحدث مشكلة أخرى حيث يتأخر الموظف في قبض راتبه الذي يكون بأمس الحاجة إليه في أول الشهر وليس في منتصفه.

فيمكن القول إن خدمة الصرافات الآلية تحولت من نعمة إلى نقمة، ويبقى المواطن بانتظار الحل لمشكلاته التي عانها نتيجة الأزمة التي طالت كل شيء، آملين أن يجدوا الحل أو البديل للصرافات خارج الخدمة، والتي شكلت الهاجس الأكبر لمعظم الموظفين .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45615