تحقيقات وتقارير

هكذا أصبحت أسعار القهوة!!


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 

لا ندري من أين نبدأ، ولكن نستطيع القول أن السوري يشتكي وبكل أسف..


اليوم نعاني الكثير "نعم إننا نعاني" ففضلاً عن ارتفاع جميع المواد بشكل عام  فإن حرب الغلاء طالت حتى كوب القهوة اليومي الذي اعتاده المستهلك، وذلك بالارتفاع الكبير الذي شهدته أسعارها.
فما هو ملاحظ أن أسعار القهوة بالجملة شهدت ارتفاعاً متواصلاً خلال العامين الماضيين حتى وصل المواطن إلى صدمة كبيرة العام الحالي عندما يلتقط نصف كيلو من القهوة، ويرى كم التكلفة الباهظة لمشروبه المفضل وقد اختلفت عن الأعوام الماضية.


خلال جولتنا في العديد من أماكن بيع البن  استطلع "الاعلام تايم" آراء بعض التجار والمستهلكين الذين اتفقوا أن "الزيادة ليست وليدة اليوم بل كان هناك ارتفاع متدرج  بنسب متفاوتة، وهذه المبالغ تتراكم  ولا يشعر بها إلا التاجر لينتبه المستهلك لذلك  من خلال زيارته القادمة عندما يريد شراء كمية من القهوة.


وبحسب الأسعار الجديدة بلغ سعر كيلو القهوة تبعاً لمصدره ونوعه في المتوسط من   4000 ليرة سورية مروراً بـ 8000 ليصل إلى 11الف ليرة.


أسعار القهوة لم تتغير عالمياً ولم يطرأ عليها أي ارتفاع ومع ذلك نجد أسعارها في بلدنا قد ارتفعت، حيث التقينا أحد تجار القهوة ليوضح لنا  أن أسعار البن تتبع للبورصة العالمية التي تتعرض إلى تغيير سعري بشكل مستمر ولا شك في أن التعامل مع هذه المادة يكون على أساس العرض والطلب أضف لذلك عدم استقرار سعر الصرف، لافتاً  أن أسعار البن تختلف تبعاً لمصدره ونوعه وبلد المنشأ، فالبن  البرازيلي هو المنتشر بكثرة لأنه الأرخص بينما البن الأغلى هو الكولومبي والكيني.


و لإثبات أن بعض التجار قد رفعوا الأسعار ليس لأن أسعار القهوة قد ارتفعت بل لأنهم يريدون فقط زيادة أرباحهم عن طريق استغلال المواطنين هناك تجاراً  لم يرفعوا أسعار هذه المادة وبقيت هذه الأسعار على ما كانت عليه منذ سنتين تقريباً أجاب مبرراً أن سبب وجود قهوة رخيصة في الأسواق المحلية يعود إلى أن مادة البن درجات فهناك أنواع رخيصة تستورد لغاية البن التجاري وأن نسبة الكافيين في القهوة هي ما يميز بين البن الممتاز والبن التجاري، فالبن الممتاز يحتوي على نسبة قليلة من الكافيين وكلما ارتفعت نسبة الكافيين في القهوة انخفض ثمنها، مشيراً أن نسبة من شاربي القهوة لا يعلمون المذاق الحقيقي للقهوة لذا يلجؤون لشراء تلك القهوة الرخيصة، ناهيك عن وجود غش لمادة البن بإضافة مسحوق نواة التمر التي يقارب لونها بعد طحنها وتحميصها لون القهوة، كما يلجأ البعض لغشها بـ "القضامة" المطحونة والمحمصة إلا أنها ترسّب بشكل كبير ما يدل على غشها.

أما السبب الآخر فهو أن بعض مصنعي القهوة يعملون في ورش صغيرة وعدد اليد العاملة لديهم محدود، أي أن الالتزامات المترتبة عليهم من ضرائب وأجور يد عاملة وفواتير ماء وكهرباء قليلة نسبة إلى المعامل الكبيرة التي تدفع أجوراً للعاملين  فضلاً عن أجور التغليف والتحميل والتوزيع وغيرها.


وقد يقول قائل بأن أنواع القهوة التي تباع في مناطق هي أفضل من الأنواع التي تباع في مناطق أخرى.. ربما هناك شيء من الصحة تبعاً لما سبق  لكننا بحثنا وسألنا عن هذه النقطة بالتحديد "الفروقات الكبيرة" لنكتشف أن جميع التجار يشترون القهوة الخام من نفس التجار المستوردين وبنفس الأسعار وما ينطبق على القهوة ينطبق أيضاً على البهارات المضافة،  فالمقبول أن تكون الفروقات منطقية لكن ما  قام بعض التجار برفع سعر الكيلو لهذه المادة التي لا يستغني عنها بيت بدون أي مبرر مقنع وهذا الارتفاع في الأسعار شمل عدة مواد أخرى و لم يتغير أي شيء  في الأسواق السورية سوى تواصل مسيرة" الارتفاع"، حتى وصل الحال بالمواطن إلى مرونة التعامل مع  التغيرات التي تطرأ على الأسعار بحيث يكون تعويضه الاستهلاكي "ملائم للظروف الراهنة".

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45595