نافذة على الصحافة

وفق رصد امرأة بريطانية.. 3200 مدني قتلى بغارات واشنطن في سورية والعراق


الاعلام تايم _ ترجمة  رشا غانم


تحت عنوان" كيف تتّتبع امرأة في إنجلترا وفيات المدنيين في سورية"،  كتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن امرأة  تدعى كندة حداد تقطن في لندن وكيف هذه المرأة تبحث في جهاز الكمبيوتر لديها عن تقارير اليوم الأولى المتعلقة بمقتل المدنيين السّوريين جراء القنابل الأمريكية.


حداد،  كانت تحدق في شاشة الكمبيوتر المليئة بصور شبحية من الأطفال القتلى والجثث الدموية وكومة من الأنقاض، بينما أبقت على مستوى الصوت منخفض. وتقول: "لا أستطيع سماع الاصوات لأنها تجعل الصور أكثر إزعاجاً".
هذه هي السنة الثانية لكندة من العمل كأحد المحللين الأوليين لـ "إيروارس"، وهي مجموعة غير ربحية تضم ثمانية أشخاص،  حيث بدأت حداد بحثها بسؤال بسيط: كم يصل عدد المدنيين الذين قتلوا جراء  الحملات الجوية الأمريكية في العراق وسورية؟ هل من الممكن حتى أن نعرف؟


المصادر المعتادة لهذه المعلومات ، كالصحفيين، الأمم المتحدة، وجماعات حقوق الإنسان التي ترصد تقليديا وفيات المدنيين – كانت غائبة إلى حد كبير عن ساحات القتال، وخاصة بعد سلسلة من عمليات الاختطاف وقطع الرؤوس للصحفيين والعاملين في مجال المعونة في سورية.


حداد ، بدأت بسورية ، حيث شكت في البداية أنه لن تكون هناك معلومات كافية،  لكنها سرعان ما أدركت أن ّالمشكلة كانت عكس ذلك: "لم يكن هناك  معلومات قليلة، بل على العكس، كادت تكون اكثر من اللازم ".


يقدر إيروارس أنّه في أكثر من ألف يوم من التفجير، أن الولايات المتحدة وحلفائها قتلوا ما لا يقل عن 3200 مدني - أي أكثر من تسعة أضعاف من  352 حالة وفاة اعترف بها الجيش الأمريكي.


في نفس السياق، ذكرت صحيفة "الفرات" أن طائرات أميركية أصابت مستشفى ميداني في منطقة  الطبقة على بعد 30 ميلا من الرقة، مما أدى الى مقتل طبيب وجرح ممرضة وعدد من المرضى.


وكالة سمارت للأنباء،  وهي مصدر إخباري لمحررين في ألمانيا ومراسلين في الرقة، أفادت أن الهجوم على المستشفى الميداني أسفر عن مقتل طبيب وعدة مرضى، بينما ذكر تقرير عسكري أمريكي رسمي في نفس اليوم أنه أصاب ثلاثة أهداف في منطقة الطبقة التي كانت موقعا للقتال بين تنظيم داعش  والقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.


جمعت كندة حداد وغيرها من الباحثين في إيروارس في غضون أكثر من عامين من العمل، أسماء أكثر من 1300 ضحية في العراق وسورية، حيث  قدّر ايروارس  أنّ الولايات المتحدة وحلفائها قتلوا اكثر من 320 مدنيا في سورية في أذار، أي ما يقرب من سبعة أضعاف عدد القتلى الذي تم جمعه لشهر شباط. بينما  ذكرت مصادر  أن إدارة ترامب قد خففت من الحماية التي كانت تحمي المدنيين.


يذكر أنّ حداد كانت قد نقرت على شريط فيديو من "بير مهلي" في شمال سورية، الذي كان موقعا لهجوم جوي أمريكي متواصل في ربيع عام 2015 ، حيث عرض الفيديو شاحنة صغيرة مليئة بجثث الأطفال المتشابكة، بينما  قام رجل طاعن بالسن ، ونظرته مليئة بالحزن و الغضب، بالتقاط جثة طفل بلا رأس ودفعها نحو السماء حيث كانت الطائرات الأمريكية.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=45465