تحقيقات وتقارير

الصحافة حرية ومسؤولية


الاعلام تايم – منار ديب


إنه يوم صاحبة الجلالة- السلطة الرابعة التي أقر مؤخراً خبراؤها أنها تكاد تكون السلطة الأولى لما آلت إليه من أهمية ومسؤولية ملقاة على عاتقها.


اليوم العالمي لحرية الصحافة، يتم الاحتفال به في الثالث من أيار من كل عام، حيث يعترف فيه الناس حول العالم بالحق الإنساني الأساسي في حرية الصحافة، ويقيم حرية الصحافة في مختلف أنحاء العالم، ويعترف بدور الصحافيين ورؤساء التحرير ومنهم من فقد حياته خلال أداء مهنته.

 

واذا مانظرنا سريعا لـ7 سنوات من الحرب الكونية على سورية نجد أن الصحافة العالمية وبعض العربية لم تكن على قدر الشعارات التي أعلنتها واتخذتها عنوانا لعملها.


ففي الوقت الذي تدعي فيه كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية حرصها على نقل المعلومة والحدث كما هو، نجد أن الكثير من وسائل الاعلام تلك شوهت الحقائق وفبركت صورا وافلاماً لاتمت إلى ما يجري على أرض الواقع بصلة خصوصا في سورية.


وسقطت مؤسسات إعلامية كبرى ادعت على مدار عقود حياديتها في إيصال الحقيقة إلى الجمهور، ليكتشف المتابعون زورها وزيفها وتبعيتها لأجهزة استخبارات عالمية ولمؤسسات مالية احتكارية كبرى.


وما حصل في الولايات المتحدة مؤخراً أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية للمرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب كان أكبر مثال على كذب الإعلام، فقد أرادت الوسائل الإعلامية أن تظهر بأن كلينتون هي الأقرب إلى البيت الأبيض وبأن الشعب الأميركي سيختارها هي إلا أن النتيجة كانت عكس ذلك.


ومع بدء مايسمى بـ"الربيع العربي" بدأت تتكشف حقيقة هذه المؤسسات الإعلامية ، ففي تونس عنونت الشاشات بأن بوعزيزي أحرق نفسه وكانت شرارة ما سمي زورا وبهتانا "الربيع العربي"، إلا أنه تبين لاحقاً أن القصة غير ذلك، وأن بوعزيزي بائع خضار قد أحرق ولم يحرق هو نفسه. وصولاً إلى ماحدث في ليبيا ثم مصر والعراق واليمن، ومن ثم ماحصل في سورية من حرب إرهابية إعلامية تحت مزاعم وأكاذيب وحجج واهية.


قنوات "الجزيرة والعربية والسي إن إن" كانت شريكة في سفك الدم السوري، فدحضوا كل شعاراتهم ونافوا مبادئ الصحافة في نقل الحقيقة والحيادية والتجرد، وشوهوا هدف الصحافة في أن تكون مسؤولة عن إيصال المعلومة الحقيقية إلى الرأي العام، فلم يدخروا أية تقنية أو وسيلة لكي تكذب الحقائق وتقلب الوقائع في سورية من نشر فيديوهات وصور وبث مباشر،  واختلاق أحداث رسمت في خيال مديريها ومموليها ، والمثال الحي على ذلك هو ماحدث في خان شيخون في ريف ادلب.


ومع توالي السنوات وبروز المفارقات بين ماتبثه هذه المؤسسات الإعلامية من تحريض وتأجيج إرهابي وتلفيق ، استطاع الاعلام السوري أن يزدهر خلال سنوات الحرب ليكون ناقلا للحقيقة على أرض الواقع وجابه الإعلام المعادي رغم الامكانيات الضئيلة والتي لاتقارن بإمكانيات الاعلام الداعم للإرهاب، ورغم القرارات الجائرة بحقه من حجب قنواته عن الاقمار الصناعية.


الاعلام السوري لم يكن إلا جزءاً من الشعب السوري فقدم الشهداء الذين بذلوا الدم رخيصاً في سبيل إيصال الحقيقة ونقل انتصارات الجيش العربي السوري على كل بقعة من الأرض السورية إلى الداخل والخارج.


ودأبت وزارة الإعلام على أن تواكب مسيرة التطوير في المجال الإعلامي والصحفي، وعقدت مؤخرا مؤتمراً تحت عنوان "حق المواطن في الاعلام" وهو الاول من نوعه في سورية، وناقش العديد من المواضيع والقضايا المرتبطة بالواقع الإعلامي بحضور شخصيات وخبراء سوريين وعرب.


وأوصى المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي بإعادة النظر في القوانين الإعلامية الناظمة للعمل الإعلامي الوطني والسعي لتحقيق استقلالية القرار الإعلامي والعمل على صياغة مشروع إعلامي وطني بأطر واضحة وأهداف محددة.

 

المجتمعون أكدوا أن الإعلام السوري خضع في السنوات الماضية لتجارب تصلح لأن تكون موضع قياس وتقييم وقاعدة بناء يمكن على أساسها صياغة معايير عمل بحيث تكون قاعدة عمل الإعلام في المرحلة المقبلة والسعي لتحقيق استقلالية القرار الاعلامي .

 

البيان أوضح أن الحرية الإعلامية وحقوق المواطنين في الإعلام تتطلب الخروج من نفق التعاطي مع الإعلام على أنه منتج سلعي يعامل ،مشددا على أن الحرية الإعلامية تربطها توسيع الهوامش والتنسيق المتواصل مع المؤسسات الأخرى المعنية حيث لا يمكن أن تكون مجردة من التأثير والتأثر بالمناخ السياسي والاجتماعي والفكري وكلما خطت أي منها خطوات لابد أن تجد منعكسها في الواقع الإعلامي"، مشيراً إلى ضمان الحصانة المطلوبة للحرية الإعلامية من دون أن تكون سلطة القرار بيد الحكومة التي لا تنفي تدخلها في مستويات القرار.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45223