الحدث السياسي

الجعفري: اكتشفنا أنهم معارضة فجور سياسي


أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري أمس السبت أن وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" جاء إلى جنيف بأفكار مسبقة مبنية على معطيات خاطئة ومنطلقة من الحقد الشخصي على الدولة ولم يستند إلى أي برنامج معارضة سياسي قائلاً "إننا لم نسمع خلال ثمانية أيام من المحادثات رؤية سياسية أو برنامجاً سياسياً لدى وفد الائتلاف ولم يكن هناك أي حس بالمسؤولية بل كانوا من أول دقيقة يريدون مناقشة هيئة الحكم الانتقالي."

وأوضح الجعفري أن الوفد الرسمي السوري بدأ بامتحان استعداد الطرف الآخر لكي يكون وطنياً من خلال بحث أوراق عمل تحدد أولويات النزعة الوطنية عند كل إنسان مثل استقلال سورية وسيادتها ووحدة أراضيها ورفض التدخل الخارجي ورفض الإرهاب والعنف.

وأضاف الجعفري: "إن هذه النقاط التي كان يفترض أن تشكل قاسماً مشتركاً قبل الدخول في العمق رفضها وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" ما يشير إلى وجود هوة كبيرة بين الموقفين، ولذلك اقترحنا التفاهم على الأمور الأكثر إلحاحاً والتي لا يفترض أن يختلف عليها السوريون مثل المواضيع الإنسانية ومكافحة الإرهاب والمعتقلين والمختطفين"، مبيناً أن وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" رفض كل الأوراق التي قدمها وفد الجمهورية العربية السورية قبل قراءتها، مشيراً إلى أن الوفد الرسمي السوري اكتشف خلال المحادثات أنه أمام معارضة فجور سياسي كما هو مطلوب منها وليس أمام معارضة وطنية.

وأكد الجعفري أن بيان جنيف هو عبارة عن مسار من ثماني نقاط والمبدأ الأول فيه وقف العنف الذي هو وقف الإرهاب وبالتالي لا يمكن القفز فوق المبادئ، لافتاً إلى أنه ومنذ إقراره في 30 حزيران/يونيو عام 2012 كان هناك خلاف روسي أمريكي وخلاف في مجلس الأمن على تفسيره بعدما صيغ بغياب سورية وبشكل غامض تم التوصل إليه بين الوفود التي صاغته، موضحاً أن وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" كان يسعى لتسجيل نقاط إعلامية وليس نقاط تفاوضية، لافتاً إلى أن الطرف الآخر لم يكن صانع قراره بل كان يتلقى التعليمات من الخارج عبر قصاصات ورقية تأتيه كل عشر دقائق مع أحد الأشخاص في مشهد هزلي.

وقال الجعفري:"إننا هنا لتقييم مجريات الجولة الأولى والخروج بنتائج واستقراء الجولة القادمة وسنعود إذا ارتأت القيادة ذلك"، لافتاً إلى أن سورية وبعد ما يقارب ثلاثة أعوام من الأزمة استطاعت استعادة مصداقيتها على الساحة الدولية وثقة الكثير من الدول التي كانت تسبح في المنطقة الرمادية رغم حملة تضليل الرأي العام العالمي، مضيفاً أن المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي اقترح تاريخ استئناف جولة الحوار الثانية في 10 شباط/فبراير وتم الاتفاق على أن يتم التواصل عبر الأقنية الدبلوماسية لتثبيت هذا الموعد أو تعديله.

وأوضح الجعفري أن الفندق الذي كان ينزل فيه وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" كان يقيم فيه 11 سفيراً ومسؤول جهاز استخبارات للدول التي تسمى نفسها "أصدقاء سورية" حيث كانوا يجتمعون في غرفة سرية وتنقل جلسات الحوار مباشرة وبشكل سري لهم ولذلك كانوا يرسلون كل عشر دقائق قصاصة ورقية لوفد الائتلاف.

وقال الجعفري: "إن أهم مكسب في المحادثات أننا أظهرنا عورة الطرف الآخر بالمعنى السياسي فنحن منذ البداية كنا نقول للإبراهيمي وكان الطرف الآخر يسمع بأن الحديث في قضايا جوهرية تمس مستقبل الشعب السوري يقرره السوريون وأي نتيجة نخلص إليها ستعرض على الاستفتاء الشعبي."

وأضاف الجعفري.. "إننا مستعدون لمناقشة أي موضوع ولكن وفق التسلل المنطقي ووفق الأولويات وفي ظل وجود تمثيل طيف واسع من المعارضة الوطنية ومجموعات أخرى"، مبيناً أن سبب استبعاد المعارضة الوطنية هو عدم رغبة الطرف الآخر بهيئة حكم انتقالي بل يريد الحكم مهما كان الثمن.

وأوضح الجعفري أن وفد الائتلاف كانت لديه الرغبة بنسف المحادثات ومحاولة إحراج الوفد السوري بمرحلة من المراحل من خلال الاستفزاز الرخيص تدفع الوفد السوري إلى الانسحاب ولكن هذا الكلام ارتد عليهم، مشيراً إلى أن الإبراهيمي أدرك أن مطلب وجود تمثيل واسع للمعارضة هو مطلب حق وأغلب الاحتمالات هي أن نرى وفدا آخر في الجولة الثانية من المحادثات.

وشدد الجعفري على أن تمثيل وفد الائتلاف سقط في اختبار حمص، مشيراً إلى أن موضوع حمص تم افتعاله من أجل إخراج عدد من المسلحين المدعومين سعودياً بحجة إخراج النساء والأطفال.

وأضاف الجعفري: "إن الطرف الآخر كان يتهرب من رد الوفد الحكومي وعندما قلنا لهم إن الحكومة مستعدة لإخراج النساء والأطفال خرجوا بموضوع دخول قوافل المساعدات الإنسانية وعندما طلبنا قوائم بأسماء المدنيين الذين يريدون الخروج أصبحوا يريدون رفع الحصار عن المدينة فتبين في النهاية أن ليس لهم سلطة على أحد في حمص".

وأكد الجعفري أن السعودية وقطر وتركيا منخرطون بشكل مباشر في دعم الإرهاب في سورية والمسؤولون السعوديون أعلنوا ذلك صراحة، مضيفاً  "إن كل ما أوردناه من قرائن وإثباتات وبراهين في كل المواضيع لم يتم نفيها أو الاعتراض عليها من قبل الطرف الآخر الذي لم يقدم أي بيان أو ورقة مقابلة لما قدمناه بل اكتفى بالرفض المطلق ".

وقال الجعفري: "إننا قلنا للإبراهيمي منذ أول يوم أننا لسنا هنا من أجل أن نسجل انتصار سوري على سوري آخر بل جئنا بعقلية منفتحة وقلب منفتح وبتعليمات واضحة جدا بأن نتعاون مع كل أطياف المعارضة لقطع دابر التدخل الخارجي ووقف الإرهاب ."

وأضاف الجعفري: "إن وفد الائتلاف راهن بشكل خاطئ على أن حلفاءه سيسلمونه السلطة خلال شهر أو شهرين فقط فيما هو في حقيقة الحال لا يريد حلا للأزمة في سورية، لافتاً إلى أن المشروع الذي تتعرض له المنطقة ليس مشروعاً قومياً بل مشروع تفتيتي إسلاموي يبرر مستقبلاً يهودية إسرائيل بما تعنيه من تهجير جديد لملايين الفلسطينيين خارج أرضهم.

وأكد الجعفري أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت واضحة من خلال تعليق رئيسها باراك أوباما ووزير خارجيتها جون كيري وسفيرها روبرت فورد بأنها تريد التشويش على الاجتماع وأنها ليست بصدد دعم الحل السياسي السلمي بل تريد ممارسة الضغط على الحكومة السورية.

وقال الجعفري: "إن التصريحات الأمريكية هي خروج عن إطار (جنيف1) وخروج عن التفاهم الروسي الأمريكي فهي لا يمكن أن تكون رجل إطفاء من جهة ومولعة بإشعال الحرائق من جهة ثانية في الوقت ذاته من خلال تسليح الإرهابيين في سورية"، داعياً الولايات المتحدة إلى تفهم الأمور بشكل صحيح وعدم المغامرة في سياساتها والتوقف عن التدخل في شؤون سورية الداخلية."

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=4407