بطل من سورية

الشهيد محمد أحمد "لاتخافي يا أمي نحنا بخير"


 

خاص الإعلام تايم - نزيها حسن


ولد الشهيد البطل محمد أحمد في بلدة جنينة رسلان محافظة طرطوس عام 1990، وللبلدة التي تعانق الجبال الشامخة لها من اسمها نصيب، فهي جنة بكل ما تعنيه الكلمة، بطبيعتها الساحرة وطيبة أهلها وكبريائهم ووطنيتهم  وتضحياتهم.

أنهى الشهيد البطل خدمة العلم في مطار دمشق الدولي عام2011 وعاد إلى بلدته يعمل إلى جانب والده ويعينه في إعالة أسرته المؤلفة من ثلاث بنات وشابين، ومع بداية الحرب الإرهابية على سورية في عام 2012 التحق الشهيد محمد بالخدمة الاحتياطية إلى جانب زملائه للدفاع عن الوطن.

وتحدثنا والدة الشهيد فهيمة إدريس عن ولدها فتصفه وكأنه أمامها .. تلمع في عينيها صورة ابنها الشهيد فتذرف تلك العيون دمعات على وجهها الأربعيني وهي تقول :لبى محمد نداء الوطن والتحق بالخدمة الاحتياطية إلى جانب رفاقه للتصدي للعصابات الإرهابية التي بدأت تقتل السوريين وتذبحهم وتدمر بلدنا وتم فرزه للخدمة في مطار أبو الضهور العسكري للدفاع عن المطار ومؤازرة رفاق السلاح في أكثر من مكان وتضيف .. "لما كان يتصل كل مرة يقول ..لا تخافي يا أمي.. نحنا بخير.. نحنا أقسمنا اليمين لندافع عن الوطن ونحافظ عليه".

وتضيف وقد تبدّت بسمة خجولة على وجهها لا تريد أن تكتمل، وهي تصف مصدر فخرها وعزها "كان ملتزم بخدمة الوطن وعندو إحساس كبير برفقاتو.. لم ينزل إجازة غير مرتين .. المرة الأخيرة كانت لأنو تصاوب بشظايا في رأسه.. ولما تعافى رجع لوحدته بس هالمرة قلي وهو عم يودعني .. يا أمي.. أنا رايح ماني راجع" .. يتقطب جبين الأم وهي تلفظ تلك الكلمات وترتجف الشفتان وتنهمر الدموع كأنها تسمع تلك الكلمات من فم ابنها محمد الآن.. لربما أدرك محمد أن الله سيختاره شهيداً من شهدائه الصالحين الطيبين.

قبيل استشهاده، تقول أم الشهيد أنه ورفاقه تعرضوا لهجوم كبير من قبل العصابات الإرهابية وأنه اتصل بوالده وأخبره أنهم يتعرضون لهجوم ضخم لكنه أكد "سنقاوم لا تخافوا علينا" وفعلاً قاوم إلى أن نال شرف الشهادة بتاريخ 10 أيار 2013.

 

الرحمة لأرواح شهداء سورية الأبرار الذين أعطوا الوطن وافتدوه بأرواحهم ليبقى وطناً للسلام والطمأنينة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=43696