نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً للكاتب "مارتن شولوف" أشارت فيه إلى الدمار الذي حلّ بالتراث السوري، وما أصاب هذا التراث بفعل التخريب، وننشر هنا نص المقال:
تُظهر تلك الصور المأخوذة قبل وبعد الحرب وجه سوريا الذي تجسد على مدى عقود في كتب التاريخ،حيث اعتاد الناس على شراء أدواتهم من الأسواق أو الاختلاط فيما بينهم في باحات المسجد. كما تكشف تلك الصور عن حجم الدمار المروع في جميع أنحاء البلاد والأضرار التي لحقت بروح سوريا وهويتها.
ففي حلب، أصبح احد أقدم الأسواق المقبية في العالم الآن عبارة عن حطام، إذ لطالما اعتبرت أزقته الحجرية واحدة من أعنف ساحات القتال في البلاد على مدى 18 شهرا التي لم تظهر أية مشاعر تجاه التراث.. على بعد عدة مئات من الأميال إلى الجنوب، وإلى الغرب من حمص، ثالث أكبر مدينة سورية، تقع واحدة من أهم قلاع العصور الوسطى في العالم وهي قلعة الحصن التي نالت أعلى نسبة من الخسائر. وقد أصاب القلعة التي تربع على قمة تل خراب جزئي.
ونالت مدينة حمص النصيب الأسوأ من هذه الحرب حيث تم تدمير شارع سكني اعتادت السيارات أن تركن فيه تحت أشجار اللبان منذ زمن ليس ببعيد. توقفت الحياة في هذا الجزء من المدينة كما أنحاء كثيرة من قلب هذه البلاد. حيث تظهر في إحدى اللقطات دبابة مدمرة تقف وسط الطريق إلى جانبها المئذنة القديمة التي تم تفجيرها. يُعتقد انه تم التقاط هذه الصورة في ريف مدينة حماه، شمال حمص، لكنها تجسد ببساطة الدمار الذي لحق بأجزاء من العاصمة دمشق، أو في بلدات و قرى إدلب إلى شمالي مدينة درعا في الجنوب حيث ظهرت أول شرارات الحرب في 11 آذار. في شهر أيار 2012 ، أعدت طالبة الدكتوراه في جامعة دورهام و العضو في شبكة التراث العالمية إيما كونفلين تقريراً حول أضرار المواقع الأثرية شارحةً بالتفصيل مزيج الحضارات الذي ساعد في بناء سوريا الحديثة.
تقول إيما:" لقد تركت العديد من حضارات العصر البرونزي المتعاقبة آثارها في البلاد التي تواجدت فيها ، بما فيها البابلية والآشورية و الحثية ، ومن ثم حلت محلها حضارات جديدة جلبها اليونانيون والساسانيون والفارسيون والرومانيون والعرب الذين اختاروا مدناً سوريا لتكون عواصمهم .
مع قلة السبل للوصول إلى البلاد أو انعدامها أحياناً، يتم استخدام صور الأقمار الصناعية لتتبع الدمار. وفي هذا السياق قال مدير صندوق التراث العالمي للمشاريع العالمية دان تومبسون: " تعرضت كل مواقع التراث العالمي في سوريا لأضرار بما في ذلك المدن المدرجة على قائمة اليونسكو، كما تضرر عدد كبير من الآثار أو دمرت بالكامل أو تعرضت للنهب و السلب".
ترجمة موقع الإعلام |
||||||||
|