تحقيقات وتقارير

السوريون وأستانا.. إن غداً لناظره قريب!


الإعلام تايم - لما محمود

آمال وليس توقعات" يرتقبها السوريون من مؤتمر يعتبره المحللون ذا أهمية بالغة في ملف الازمة السورية، والمقرر عقده غداً في 23 كانون الثاني في العاصمة الكازاخية أستانا.

الرئيس بشار الاسد وفي مقابلة مع قناة TBS اليابانية قال إن "لدينا آمال في أن يشكل منبراً لمحادثات بين مختلف الأطراف السورية حول كلّ شيء.. وستكون الاولوية التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سورية".

الجديد الذي اختص به هذا المؤتمر أن الوفد الحكومي الذي يرأسه مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري سيكون وجهاً لوجه مع ممثلين عن المجموعات الارهابية المسلحة بضمانة الثلاثي الراعي للحوار(روسيا، تركيا،ايران)، ومشاركة الامم المتحدة عبر مبعوثها الخاص الى سورية دي مستورا، والاتحاد الاوروبي عبر سفرائه، فيما رفضت الولايات المتحدة المشاركة ولكنها أوعزت الى سفيرها في كازاخستان حضور المؤتمر.

المؤتمر الذي سيبدأ بكلمة افتتاحية للرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف يرحب بها بالوفود المشاركة وكلمات قصيرة لبعض الوفود قد تقتصر على روؤساء الوفود الراعية للحوار، سبقه قبل أيام الإعلان عن الهدنة في 30 كانون الأول 2016 بوقف إطلاق النار وتوقف الأعمال القتالية في جميع أنحاء سورية ، المستثنى منه تنظيمي "جبهة النصرة" "داعش"، وتشير المؤشرات السياسية إلى تكريس الحل السلمي للأزمة السورية التي بدأت منذ ست سنوات وحصدت مئات الألوف من الأرواح والجرحى وملايين المهجرين والمشردين في داخل سورية وخارجها.

تركيا تتعاون الآن مع روسيا.. وقوات "المعارضة" ستكون بمفردها بالكامل، وخياراتها الوحيدة هي إما إلقاء السلاح أو الموت في الخندق الأخير، أما "المعارضة السورية" الأقل تشدداً، والتي يشكل عدد عناصرها نسبة ضئيلة جداً، فمن المحتمل أن يقدم لهم عفوا عاما في أستانا مقابل التوقيع على اتفاق سلام.

أما موقف موسكو حريص على ألا يسمح لأنقرة باللعب الكبير في الترتيبات السياسية وجهودها التي هي محصلة حربها على الإرهاب، واحتكاكها "الخشن" مع التركي في أكثر من حادثة، وبالتالي لا يمكن أن تعود إلى الوراء ولا أن تسمح لتصرفات تركية جديدة تؤثر عقد مؤتمر أستانا..

أستانا تمهد الطريق لمباحثات "جنيف" فالمعطيات تؤكد أن هدفي المؤتمر الأساسيين هما من "تثبيت وقف إطلاق النار" والتمهيد "للدخول في مباحثات سياسية".. و بالنسبة لسورية وروسيا وإيران يأخذ طابع المشاورات.. والخاسر الأكبر سيكون ما يعرف بالمعارضات السياسية..

ويبدو أن مؤتمر أستانا سيشكل مرحلة جديدة عنوانها بقاء الرئيس الأسد، أما ممثلي المعارضة فالطلاق أصبح رافعاً بين جناحيها السياسي والعسكري. اليوم عيون السوريين متجهة إلى محادثات أستانا على أمل الخلاص والمصالحة الوطنية وإعادة الاعمار وعودة المهجرين وحل مشكلة المفقودين وما سببته الأزمة من تداعيات سلبية على الناس وعلى البلاد، فهل يعطيهم استانا ما ينشدون منه غداً.. فلننتظر.. إن غدا لناظره قريب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=42996