بطل من سورية

اعتقل في الغوطة مرتين.. الشهيد نعيم شعبان فضّل الشهادة على الدراسة


الاعلام تايم_خاص
قصتنا لهذا اليوم من قصص البطولة لشهداء سورية الأبرار، قصة الشهيد البطل نعيم سامي شعبان، ولد الشهيد في ريف دمشق لعائلة بسيطة وهو نجلها الاكبر، حيث قضى طفولة هادئة في كنف أسرته شأنه شأن أي طفل سوري يعيش في هذا الوطن.
أبو الشهيد قال إن "استشهاد ولده أعطاه إحساساً لن يحسّ به إلا من ضحى بفلذة كبده ليبقى الوطن عزيزا"، وأضاف.. "ابنه الشهيد كان تلميذاً هادئاً ذكياً صامتاً ملتزماً بنظام المدرسة والاسرة الذي كان يراهما ضرورة لا بد منها لبناء الشاب.
عند بدء الازمة كان الشهيد حريصا على الدفاع بالكلمة حيث تعرض للإهانة وخسارة الكثير من الاصدقاء وحتى الاقارب لأنه آمن منذ البداية أن ما يجري في بلده هو فتنة لقتل السوريين بعضهم ببعض.
وعلى ذلك شارك الشهيد  في مسيرات، وكان أحد منظميها مع مجموعة من أصدقائه الطلاب الذين تعاهدوا على الوقوف بوجه الفتنة الطائفية التي بدأت تطل برأسها في كل مكان، رداً على المظاهرات في ذلك الحين التي لم تعرف "السلمية" منذ ظهورها وانتشارها، وفق ماقال أبو الشهيد نقلاً عن ابنه الذي كان يروي له "الحكايا" اليومية في مواجهات مع "متظاهرين" يعرف أنهم زعران ولهثوا وراء "كم ليرة كانت توزع عليهم قبل كل فوضى يفتعلونها ويصورونها للإعلام المعادي".
في الغوطة الشرقية اعتقل الشهيد مرتين على يد "المتظاهرين السلميين"وتم تعذيبه وإهانته بشتى الوسائل، واتهامه أنه عميل ثم يخرج ويتابع العهد الذي أقسمه مع زملائه لمواجهة  الكذب والتزوير والفوضى التي تفتعلها مجموعات عرف عنهم الكثير قبل أن يصبحوا"ثوارا وأبطالاً".
في هذه الاثناء كان الشهيد قد أنهى مرحلة الدراسة الثانوية، وبدأ بتقديم أوراقه ليكون طالباً جامعياً، وبعد تقدمه للمفاضلة الأولى ومع تسارع الاحداث، عرض الشهيد على والده ما لم يكن بحسبان الوالد الذي شجع فلذة كبده على ما قد قرره، والدي لم يعد يجدي نفعاً مواجهة هؤلاء الذين صاروا يأتون من كل حدب وصوب الى أرض الشام بحجة "الجهاد"، "أنا سألتحق بصفوف الجيش العربي السوري لم أعد أحتمل ما أراه وأرجو أن يكون قراري حافزاً لغيري من الاصدقاء فواجب الدفاع عن قدسية الوطن ينادي الجميع وعلينا التلبية".. وبالفعل التحق الشهيد بصفوف المقاتلين وأنهى دورته في ميسلون بالقرب من الزبداني وكان يملك الاندفاع القوي والحماسة للدفاع عن الوطن ومواجهة أولئك الذين تحولوا من "ثوار سلميين" الى "مجاهدين" والهدف إشاعة الفوضى وتخريب القدرات العسكرية السورية التي أعدت للقتال ضد العدو الصهيوني" يقول أبو الشهيد وفق وصف المدربين للشهيد.
"في تلك الليلة هاتفني ابني حيث تم فرزه الى محافظة درعا، وأحسست بشيء مثير في داخلي لم أدر أهو فرحة سماع صوته أو خوف من مجهول قادم"، وقال إن الامور تسير على ما يرام ثم ما لبث أن بادر بالحديث عن الشهادة..  هذا قدرنا أن نكون شهداء، فإذا أتاكم خبر استشهادي لا تبكيا أنت وأمي  بل افرحا لأنني مع أصدقائي وزملائي نخوض معركة وجود، وارفعوا رأسكم عالياً بولد سار على نهج التربية التي أرضعتماني إياها منذ نعومة أظفاري، والا يا أبي ما تنفع الدراسة والشهادات وأنت تموت من الحزن على ما آلت إليه الامور في سورية".
في تلك الليلة هجم الارهابيون على النقطة، حيث كان الشهيد يحرس أصدقائه المتعبين، فقتلته رصاصة قناص غادرة محققة حلم الشهيد بتحقيق ما كان يصبو إليه، في أن يكون جسده وما قام به قدوة للعديد من الشباب السورين.
الشهيد من مرتبات الامن العسكري مواليد 1992ريف دمشق قرية إفرة، استشهد بتاريخ 7/6/2013.
الرحمة والخلود لروح الشهيد ولشهداء سورية الذين حقق استشهادهم صمود سورية في وجه أعتى هجمة إرهابية في التاريخ.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=42934