تحقيقات وتقارير

الغاز.. ما بين دواعش الداخل والخارج


الإعلام تايم - ربى شلهوب 

 

"ألا يكفينا دواعش الخارج لتأتي علينا "دواعش" الداخل وترفع السلاح بوجهنا لتحاربنا في قوتنا اليومي"، يقول جابر متحسراً على الأيام التي وصل إليها.. حال الكثيرين من سكان دمشق الذين يعانون الازمات المتتالية التي أثقلت كاهلهم، في ظل أزمة تعيشها البلاد منذ ما يقارب 6 سنوات.

 

أزمة الغاز الحالية تعتبر سيناريو متكرر لأزمات المحروقات التي تحدث في كل فصل شتاء، فمع نهاية العام وبداية موسم الشتاء تبدأ شكاوي المواطنين بدءاً من غلاء مواد التدفئة، وزيادة ساعات تقنين الكهرباء، وكأن المواطن لا تكفيه كل تلك الأزمات لتأتي أزمة الغاز وشح توفير الاسطوانات لتكسر كاهله، وترفع صوته المتعب متسائلاً" "ما سبب هذا النقص ولم لا يتوفر الغاز عند المعتمدين و في المؤسسات".

 

 "الطلب على مادة الغاز المنزلي حكماً ازداد هذه الفترة"، تقول رولا وهي ربة منزل معللة ذلك إلى اعتماد الكثيرين على الغاز في التدفئة في ظل عدم قدرتهم على تأمين المازوت، وخاصة خلال هذه الأيام من العام مع برودة الطقس و الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي".

 

بينما أكد المواطن سامر وهو موظف في القطاع العام أن مادة الغاز متوفرة إلا أنه يتم احتكارها من قبل المعتمدين، وتخزينها في مستودعاتهم لبيعها لاحقاً بسعر مضاعف في السوق السوداء، لافتاً إلى أن الحصول على المادة ممكن لكن بسعر مضاعف، حيث يصل سعر أسطوانة الغاز لأربعة آلاف ليرة وما فوق في السوق السوداء مع العلم أن سعرها الرسمي هو 2600 ليرة سورية.

 

"المادة متوفرة غير أن زيادة الطلب جراء موجة البرد تضاعفت بشكل كبير للتدفئة" تؤكد رانيا وهي موظفة بالقطاع الخاص "في كل صباح وأنا في طريقي إلى العمل أرى طوابير ممتدة على طول الشارع منتظرة سيارات الغاز، هذا المشهد لا نراه إلا في الشتاء" مضيفةً أن "معظم الأسر تعتمد على الغاز في ظل ارتفاع أسعار المازوت وعدم قدرتها على شرائه".

 

وفي ذلك الطابور الطويل الممتد تقول سميرة وهي ربة منزل لأسرة صغير مهجرة "ألا يكفي أن المازوت أصبح غالياً ويحتاج أن نسجل أسماءنا للحصول على كمية محددة منه، حتى يصبح الغاز أيضاً يحتاج معاملة للحصول على اسطوانة  واحدة؟".

 

أم محمد ترفع صوتها وتقول شاكية حالها وحال كل المواطنين " التلاعب والفساد في توزيع المادة هو ما يجعلنا نقف هنا في هذا الطابور رغم قساوة الطقس"، وتضيف " إنه الطابور الأول اليوم فمازال أمامنا طابور الخبز والماء لأنه بات علينا أن نجتاز طوابير لنبقى على قيد الحياة بشكل يومي".

 

ويقول صافي وهو موظف" يا سيدي إن كنا نحصل على اسطوانة الغاز وندفع 300 أو 400 ليرة زيادة عن سعرها الرسمي فاليوم وبعد ضرب شركة حيان للغاز بريف حمص صارت الاسطوانة حلم أو بدك تدفع ثلث راتبك لتحصل عليها أو تضيع كل نهارك وأنت واقف في هذا الطابور اللعين"، ليوافقه الرأي أحمد زميله في ذلك الطابور" اختفت اسطوانات الغاز من مراكز التوزيع الخاصة، وفي حال حالفك الحظ ووجدت من يبيعها فستلاحظ أن سعرها ارتفع " ويضيف "على البازار يا معلم ما بقي إلا الهواء ما احتكروا".

 

أصوات الناس وتدافعهم عند وصول الحافلة المنشودة جعلنا نقف حائرين في سؤال يدور في عقل كل مواطن "من صغيره إلى كبيره"، متى ستنتهي هذه السيناريوهات المتكررة ومتى سنعود كما كنا نعيش كإنسان يتمتع بأبسط حقوقه بعيداً عن جزاري الحرب وتجّارها؟!

 

 سؤال ربما يكون جوابه عند أحد المسؤولين عما يجري، وهل تكفي الاجراءات الرادعة من قبل الحكومة لتجار أصبح ضميرهم في جيوبهم؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=42716