نافذة على الصحافة

ماذا وراء تزويد واشنطن لإرهابيي سورية بصواريخ "ستنغر"؟


الاعلام تايم_رأي اليوم
كتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية مقالا سلطت فيه الضوء على أسباب التبدل الاميركي فيما يخص تسليح المجمعات الارهابية في سورية بصواريخ مضادة للطائرات قائلة:
مسألتان تردد الرئيس باراك اوباما اتخاذ قرار حاسم بشأنهما طوال فترتيه الرئاسيتين امتدتا لثماني سنوات: الاولى تجريم الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة، والثانية تزويد المعارضة السورية "المعتدلة" بصواريخ حديثه متقدمة مضادة للطائرات والصواريخ معا، لتعديل الخلل في موازين القوى العسكرية على الارض لصالحها، أي "المعارضة"، ويبدو أنه في أيامه الاخيرة حسم أمره، واستصدر مشروع القانون.
وأشارت الصحيفة الى أن انتصار التحالف الروسي السوري الايراني الاخير في حلب، وانضمام تركيا بقوة الى هذا الحلف، وتوصل اللقاءات الثلاثية الروسية التركية الايرانية الى مشروع اتفاق بشأن مستقبل سورية، كلها عوامل ثلاثة وقفت، وتقف، خلف هذا التحول في الموقف الامريكي الذي تبلور في النزاع الاخير من ادارة الرئيس اوباما الديمقراطية، مما يعني انها لا تقف وحدها خلف هذا التحول، وان "المؤسسة" الامريكية الحاكمة من خلف ستار، هي صاحبة القرار، مما يوحي أنه ربما يكون ملزما للرئيس الجديد دونالد ترامب.
فيما لفتت الصحيفة الى أن القلق الروسي من القرار الامريكي بتسليح "المعارضة السورية "بصواريخ مضادة للطائرات والصواريخ معا، انعكس بقوة في البيان الذي أصدرته، قرأته السيدة ماريا زاخاروف، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، وقالت فيه إنها تشكل خطرا على الطيران الروسي، لأنها ستقع حتما في ايدي "الجهاديين"، واتهمت امريكا بدعم جبهة النصرة "الارهابية" "ووقف التعاون مع روسيا للحرب على الارهاب".
هذه التطورات في الملف السوري، مجتمعة او منفردة، تؤكد أنه قد يدخل مرحلة الغليان منذ اليوم الاول للعام الميلادي الجديد، وأن التفاهمات الروسية الامريكية التي ضبطت هذا الملف طوال العامين الماضيين على الاقل، ومنعت صداما مباشرا بين القوتين العظميين قد أوشكت على الانهيار، إن لم تكن قد انهارت فعلاً، أضافت الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن "تفرد المثلث الروسي التركي الايراني، وانخراطه في عملية سياسية لتحديد مستقل "سورية الجديدة" في إطار مفاوضات ستنطلق في الآستانة، عاصمة دولة كازاخستان القريبة جدا من موسكو، بحضور وفود تمثل المعارضة السورية "المعتدلة"، وبمشاركة وفد سوري رسمي، أزعج واشنطن وحلفاءها في المنطقة العربية.
وختمت الصحيفة قائلة إنه "ليس من المعروف حتى الآن أين ستذهب هذه الاسلحة الجديدة، مباشرة، أو عبر أي من الدول العربية، السعودية أو قطر مثلا؟ وما هي الضمانات التي تحول دون وقوعها في أيدي التنظيمات الارهابية على غرار ما حدث مع صواريخ "تاو" المضادة للدروع التي ظهرت في ايدي "داعش"  و"النصرة" أخيرا؟.. والارهاصات الاولى تؤكد أن عام 2017 سيكون أكثر سخونة وغليانا من العام الحالي 2016، الذي يقترب من نهايته، خاصة على صعيد الازمة السورية، لاننا سنقف أمام مشهد قد يتوافق، أو يتصارع فيه زعيمان قويان هما الروسي فلاديمير بوتين، والامريكي دونالد ترامب، وعندها لا نستبعد الاحتمال الاخير، أي الصراع وربما المواجهة، لان قرارات أوباما الاخيرة بتسليح "المعارضة" تعكس راي "المؤسسة"وليس رأي رئيس امريكي راحل، وحديث ترامب عن إعادة امريكا كقوة عظمى أثناء حملته الانتحابية يؤشر على هذا التوجه، ولا ننسى أيضا تحرشه بالصين، واتصاله الاستفزازي مع القيادة التايوانية قبل تسلمه الحكم".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=42369