أحوال البلد

ملتقى علماء رجال الدين يؤكد على ضرورة مكافحة الفكر الظلامي التكفيري


على المسلمين مواجهة الثقافة التكفيرية وهذا لايحدث في ساعة  أو يوم لأنها وجدت وبثت على مدار قرون، فعلينا أن نعيد الإسلام إلى ما كان عليه لأن هناك العديد من المشاكل يجب حلها ومن أهمها مشكلة الفقر والجهل، وضرورة تحصين أبنائنا من الاستغلال باسم الإسلام وغرس القيم السامية للإسلام الوسطي ونزع أسباب الخلاف بين جميع الأطياف في المجتمع وكل الأفكار الداعية إلى الفتنة بين أبنائه لمواجهة الفكر التكفيري والظلامي لمنع انتشار الأفكار المغلوطة التي يحاول التكفيرين بثها، فعلى المثقفين الملتزمين توعية الناس من خلال هذه الفعاليات.
من هذا المنطلق أقامت وزارة الأوقاف واتحاد علماء بلاد الشام وكلية الشريعة ومعهد الشيخ أحمد كفتارو ومعهد الفتح الإسلامي، ومعهد السيدة رقية بالتعاون مع مكتب الإمام الخامئني و المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وجامعة المصطفى العالمية الملتقى العلمائي الإسلامي العاشر فندق داما روز بدمشق .

وقال الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف إن المعضلة الأساسية التي تواجهها سورية هي معضلة  التكفير والفكر المتطرف وذهابنا إلى جنيف لنقول للعالم ارفعوا أيديكم عن سورية واسحبوا إرهابكم لتنتهي الأزمة.
ولفت الوزير إلى أن الفكر التكفيري أدى إلى نشر الإرهاب الذي عانت منه سورية على مدى ثلاث سنوات، مبيناً أن الدين الإسلامي هو دين وسطي يدعو إلى الرحمة والتسامح وهو براء من القتل والتكفير والتحريض على ارتكاب المجازر والجرائم.
من جانبه أكد سماحة مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون على أهمية التآلف حول الكلمة التي توحدنا والصراط الذي يهدينا بدلاً من الفرقة التي أوصلتنا إلى تعددية الإنتماء، مشيراً إلى أننا في بداية نهضة رائعة بالشراكة مع ايران، وأن هذه العمائم التي ظنها الغرب تغطي العقول هي تيجان عز انطلقت إلى الفضاء علماً وإلى المستضعفين عوناً ونصراً.
من جانبه قال  رئيس اتحاد علماء الشام الشيخ محمد توفيق البوطي :"أن بث أسباب الفرقة هي معصية بحق الدين و حق الأمة، و أن التعدد المذهبي أمر متجذر في سائر البلاد"، موضحاً أن تحالف بعض المسلمين مع قوى الطغيان في الأرض ضد أبناء دينهم يكشف حقيقة البواعث وما يجري، ومن يراهن على سورية فهي عصية على محاولات الإخضاع والإذلال.
كلام المفتي والشيخ البوطي جاء في افتتاح  اعمال الملتقى العلمائي الإسلامي العاشر الذي  أقامته وزارة الأوقاف واتحاد علماء بلاد الشام وكلية الشريعة ومعهد الشيخ أحمد كفتارو ومعهد الفتح الإسلامي ومعهد السيدة رقية بالتعاون مع مكتب الإمام الخامنئي و المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الايرانية و جامعة المصطفى العالمية في دمشق فندق داما روز صباح اليوم تحت عنوان " المسلمون بين التغرب والفكر التكفيري"
و دار الملتقى حول عدة محاور تناولت الحديث عن اللين والوسطية في سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وتم تسليط الضوء على ظاهرة التكفير في التوظيف السياسي ومحاولة الغرب تشويه صورة الإسلام الحقيقي الذي يتسم بالتسامح  والاعتدال الديني  وأكد الملتقى أنه لا حلول سياسية بدون مكافحة الإرهاب والتطرف والتكفير.

من جهته لفت السيد مجتبى الحسيني ممثل الإمام الخامنئي في سورية إلى أن الاسلام الحقيقي بريء من الفكر التكفيري والتعصب مؤكدا ضرورة نشر التعاليم الإسلامية بما يوحد صفوف أبناء الأمة في وجه الغزو الفكري الذي يحاول تفريغ الناس من الإيمان بالمعتقدات الدينية السمحة لصالح دعاوى الفكر الوهابي التكفيري خدمة للمصالح الاستعمارية في المنطقة والعالم وتصوير الإسلام دين إرهاب وتكفير.
كما أشار فضيلة الشيخ غزال وهب غزال مفتي منطقة اللاذقية لأهمية هذا الملتقى بالوقوف في الوجه الظلامي الذي يحاول الاستعمار الصهيوني نشره من خلال أدواته. فالإسلام دين محبة و تسامح وهو شجرة وارفة الظلال، والورقة التي تنخرها الجراثيم تخرج من دائرة الشجرة وتدوسها الأقدام.
وإن اجتماع علماء المسلمين هذا هو رسالة للعالم بان سورية الأسد هي بلد المحبة والسلام ومنها انطلقت الرسالات السماوية.
مؤكداً على أهمية الفكر التسامحي الذي يدعو للاعتصام بحبل الله جميعاً.
بدوره أكد فضيلة  الشيخ نبيل الحلباوي إمام مسجد السيدة رقية على دور علماء المسلمين في هذه الأزمة بتصليب عود الأمة ودعوتها إلى مزيد من الصبر، صحيح أننا قدمنا ثمناً باهظاً إلا أن بشائر النصر قادمة.
وعن رؤيته حول نتائج الملتقى أشار أنه عندما نتبادل الأفكار والرؤى لابد من تحقيق شيء لا سيما أننا ننطلق من واقعنا وحرصنا على إيصال رسالة الاسلام الحقيقي ودفاعنا عن ديننا العظيم.
فضيلة الشيخ محي الدين شهاب الدين " خادم العلم الشريف في قطنا " قال : أن المسؤول عن وصول الفكر التكفيري إلى سورية رغم تعايش كافة الطوائف فيها منذ أزمان سحيقة هو نقل  الفكر الوهابي الذي تصدرة السعودية وبثه بين ضعاف النفوس ممن وهت عقيدتهم.
وجاء في ختام المؤتمر بيان يؤكد على ضرورة مكافحة هذا الفكر الظلامي التكفيري الوهابي المتشدد ومنع ترويجه وانتشاره في أنحاء العالم العربي الإسلامي وخصوصاً هذه المنطقة، معتبراً أن ما يجري الآن في مؤتمر (جنيف 2) من محادثات و مباحثات لن تجد ثمرة حقيقة على أرض الواقع مالم تعالج جذور هذا الفكر الخوارجي الآثم من أصولها.
متابعة ديما  فخور -  زينب فهد نجلا

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=4236