تحقيقات وتقارير

في يوم "أنا قادر" العالمي.. أشخاصٌ يجتازون المستحيل


الإعلام تايم - نسرين ترك 

بإرادةٍ وفرح يستعد خالد للصعود على خشبة المسرح ليشارك في مشهد تمثيليّ يلعب فيه دور طبيب الأسنان في احتفالية يوم "المعاق العالمي" التي أُقيمت في منطقة الزاهرة بدمشق.

 

"خالد" الذي يواظب على ارتداء سترة بيضاء والمعروف بين أصدقائه بـ"الدكتور" كما يحب أن يطلق عليه، أدّى الدور المحبب إلى قلبه ليكون وأصدقائه محطّ أنظار الجميع بما قدموه من مواهب.. وبعد انتهاء مجموعتهم من تقديم العرض عبّروا بعفوية عن فرحهم بالمحبة والاهتمام معلنين عن سعادتهم وامتنانهم بأداء عفوي..

تضمنت الاحتفالية التي أقامتها الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية  سباق ماراثون ومجموعة من الأنشطة المتنوعة من رقص وتمثيل إضافة إلى معرض للأشغال اليدوية يقدّم منتوجات بسيطة من إنتاج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وعلى خشبة المسرح قام متطوعون بإعلان تجاربهم في التعامل مع أشخاص وصفوهم بأنهم "ذوي الروح الشفافة"، مؤكدين أن هؤلاء الأشخاص ممن قد لا نقبلهم قادرين على إثبات وجودهم ورسم البسمة على وجوهنا، كما شارك خالد بذكر أسماء أصدقائه الذين فقدهم في المركز وهم رامي، غروب مهند وأمل..  

 

"راغدة الظواهرة" متطوعة في مركز الإعاقة الذهنية باب مصلى واحة الأمل، أشارت إلى أنّ كل شخص من ذوي الإعاقة قادر أن يغنّي ويفرح يضع بصمته ويحقق إنجاز كأيّ إنسان طبيعي، لكنهم يحتاجون إلى الرعاية لإظهار مواهبهم، مؤكدة أن هذا المركز بحاجة لبذل مزيد من الجهود في رعاية هؤلاء الأطفال من جميع النواحي خاصّة الطبيّة والصحيّة وبشكل دائم.

 

وقال المتطوع في فريق حماية الطفولة بالجمعية "طوني حماتي": أن هدف الماراثون أن يرى كل شخص أنه قادر أن يسير مع شخص من ذوي الاحتياجات وأن يكمل معه الطريق حتى النهاية بدون صعوبات أو عوائق.

 

من جانبه أشار "فادي رزق الله" منسق ومُشرف ضمن فريق المتطوعين، أنّ "المشكلة بالثقافة السائدة في المجتمع فغالباُ ما يتعرض هؤلاء الأشخاص لمعاملة سيئة أو كلمات جارحة من قبل الآخرين، نتيجة جهل بالتعامل مع هؤلاء الأشخاص وبطبيعتهم، مؤكداّ على أهمية دور الإعلام في الإضاءة على هؤلاء الأشخاص وتقبلهم في المجتمع، فكل شخص منهم جدير بالتعرف عليه لأنه لا يملك أقنعة ولأنه جدير أن أعيش معه علاقة".

 

فإن مسألة تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع والعمل على جعلها أولوية انسانية تحتاج إلى جهدٍ دؤوب من كافة الاشخاص والمسؤولين وكافة الجمعيات والوزارات للقيام بها، والعمل على وتوفير الرعاية والعناية اللازمة لهم لكي يظهروا إبداعاتهم وقدراتهم التي منحهم الله إياها، وعدم التعامل معهم بأسلوب الشفقة والحزن التي من شأنها أن تترك آثراً عميقاً في نفوسهم تشعرهم بالدونية أو أنهم أقل شأناً.. وخالد ورفاقه اليوم كما المئات من  ممن يريدون إثبات أنهم فاعلون، ورسالتهم إلى العالم "أنا قادر".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=42141