تحقيقات وتقارير

حرائق جبال الساحل.. من يقف خلفها؟


الإعلام تايم - لما محمود

أربعة أيام عصيبة.. ساخنة في أواخر تشرين الثاني ومشارف كانون المعروف ببرده.. فأشجار الصنوبر والسرو والسنديان التي يبلغ عمرها مئات السنين تتعرض لإبادة حقيقية.. هو مسلسل الحرائق الذي يأكل الحراج في أجمل مناطق وغابات الساحل السوري.

 

أسئلة كثيرة أثارتها سلسلة الحرائق التي اشتعلت بشكل مفاجئ ومتوالٍ ومتزامن في ريف محافظة اللاذقية فهل هي صدفة.. أم هناك من يقف وراء هذه الحرائق..!!!

 

حريق ضخم نشب مؤخراً في ريف القرداحة الشمالي عند الأحراش بين قريتي بقيلون والمعلقة وكذلك بين مرج معيربان والمعلقة، ونتيجة الرياح وصلت النيران الى جبل العرين، الذي يعد من أجمل جبال القرداحة، والتهمت معظم غاباته .. كما عادت النيران لتلتهم الأحراش بين حارة بيت صقر وبيت سوهين في ريف القرداحة الشمالي الشرقي، ونشب حريق آخر بين قريتي القلمون وبقيلون.

 

رأي الأهالي!!

المواطنون هناك أبدوا حزنهم على الغابات التي احترقت بالكامل بالإضافة إلى فقدانهم أعداداً كبيرة من أشجار الزيتون الذي يعد الموسم الزراعي الأهم في هذه القرى التي يشكل موسم الزيتون فيها إلى جانب الوظائف العامة المصدر الوحيد للدخل .

 

وذكر شهود عيان أن حريق قرية القلمون هو حريق مفتعل، كونه نشب في منطقة بعيدة عن المناطق الاخرى ولا تستطيع سيارات الاطفاء الوصول إليه، وحاول شباب القرية السيطرة عليه دون جدوى..

 

وأشار الأهالي الى أن الدلائل تشير إلى أن من يقوم بافتعال الحرائق يقود سيارة من نوع (بيك أب 2700) لونها أزرق، وواجهتها فضية، وقد أطلق أهل المنطقة النار عليه ولم يتمكنوا من إلقاء القبض عليه.

 

وقال أحد المواطنين أن "هذه المهزلة يجب وضع حد لها، إما بجعل السرقة علنية طالما أن الحرائق معروفة بأن غرضها سرقة الأخشاب، أو بأن يتم اتخاذ قرار قطعي بمنع قطع الأشجار ومحاسبة مفتعلي الحرائق"..

 

وقام الأهالي بمقاومة النيران الكبيرة " بالأدوات البدائية وعبوات المياه وكانوا خير سند لرجال الاطفاء في الدفاع عن أرضهم التي ينتمون اليها فلم يحترق ولا منزل واحد ولم تسجل أي إصابة بشرية.



قلق من عودة هذه الحرائق..

 

أكدت مصادر من فوج إطفاء اللاذقية أنّه تم إخماد عشرة حرائق السبت الماضي إضافة إلى إخماد الحريق الذي نشب ما بين قريتي ديروتان و شديتي ضمن حرائق قرى القرداحة الضخمة فيما استمرت عمليات الإخماد في منطقة بسوت، أما عمليات التبريد والمراقبة لموقع هذا الحريق فهي مستمرة إضافة لعشرة مواقع أخرى نشبت فيها الحرائق.‏ وأشارت المصادر إلى أن عدد الحرائق وصلت في أسبوع إلى"150" حريقاً، غير أن القلق من عودة هذه الحرائق مستمر إلى أن تهطل الأمطار وتكسر هذا الجفاف الذي لم يحصل منذ عشرات السنين.‏

 

محافظ اللاذقية التحقيقات مستمرة لمعرفة أسباب اندلاع الحرائق..

 

ولفت محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم بأن "التحقيقات ما تزال مستمرة لمعرفة أسباب اندلاع الحرائق في ريف المحافظة والتي أسفرت عن إلحاق أضرار بالغابات وأشجار الزيتون".

 

وأضاف السالم أن الحرائق ألحقت أضراراً بحوالي /130/ هكتار، 60% منها أشجار حراجية، و40% أشجار مثمرة زيتون، وغيرها من المحاصيل الزراعية، وقد تم إخمادها والتعامل معها بالشكل المناسب وعلى وجه السرعة.

 

وعن أسباب تأجيج النيران وصعوبة إخمادها أشار إلى " التضاريس الصعبة والقاسية وسرعة الرياح التي وصلت من50 إلى 60 كم بالساعة والجفاف ونوعية الأشجار التي معظمها من الصنوبريات".

 

وأكد بأن أحد سائقي سيارات الإطفاء تمكن من فك الحصار عن حوالي /30/عنصراً من فرق الإطفاء ما تسبب باحتراق سيارته بالكامل دون أن يصاب بأذى، فيما اقتصرت الأضرار التي نجمت عن الحرائق على الماديات، موضحاً بأن سيارات الإطفاء ما تزال موجودة في مكان الحرائق تحسباً لأي أمر طارئ قد يحدث في المنطقة.

 

وكانت جبال الساحل قد شهدت في صيف عام 2010، حرائق مشابهة، امتدت من ريف اللاذقية الشمالي وحتى منطقة كسب على الحدود مع تركيا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=41649