الحدث السياسي

المقداد: أول بند تجب مناقشته في جنيف هو بند الإرهاب


أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين عضو الوفد الرسمي السوري إلى جنيف الدكتور فيصل المقداد أن أول بند تجب مناقشته في مؤتمر جنيف هو بند الإرهاب إذ لا يمكن الاستمرار في مناقشة القضايا الإنسانية المتعلقة بحاضر ومستقبل سورية بينما آلة القتل ما زالت مسلطة على رقاب أطفال وأبناء الشعب السوري.

وقال المقداد في مؤتمر صحفي عقده أمس الأحد 26 كانون الثاني في جنيف إن ما يجري في سورية هو إرهاب وقتل وسفك دماء من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي أتت من أكثر من 83 دولة لقتل السوريين، مشيراً إلى أن الوفد السوري جاهز لمناقشة هذا الموضوع بالوثائق والأرقام والمعلومات الكافية وهو أعد وثيقة ليقدمها إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي عندما يرغب في مناقشة هذا الموضوع.

ودعا المقداد الإبراهيمي إلى أن يعطي مجالاً لهذا الجانب الأساسي وأن يدعم مناقشته لأنه لا يمكن الاستمرار وسورية تنزف دما على يد الإرهابيين القادمين من مختلف أصقاع العالم، مؤكداً أن وفد الجمهورية العربية السورية جاء بكل رغبة صادقة إلى مؤتمر (جنيف2) من أجل إنجاحه وهو يعمل في هذا الاتجاه من أجل الوصول إلى النتيجة المتوخاة وهي حل الأزمة ووقف الإرهاب والحرب على سورية ووقف التدخل الخارجي في شؤونها.

وقال المقداد:"إن الوفد مخول من القيادة السورية ويتلقى دعمها باتخاذ كل القرارات التي تقود إلى إنهاء الأزمة وهو حضر ملفاته وكل ما يتعلق بهذه الاجتماعات منذ وقت طويل ومستعد لتحمل مسؤولياته أمام هذا المؤتمر وأمام الرأي العام العالمي، لافتاً إلى أن أي ادعاءات خلاف ذلك مثيرة للسخرية والوفد السوري لن يفاجأ بأي شيء".

وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين إن السيد الرئيس بشار الأسد هو رئيس الجمهورية العربية السورية حتى يقول الشعب السوري عكس ذلك ويحق لكل سوري أن يرشح نفسه في أي انتخابات، ولذلك نحن هنا لنقول إن الحل الوحيد هو صناديق الاقتراع، مضيفاً إن الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد بتقرير من هو رئيسه وهو لن يقبل أي مساومة في هذا الموضوع لأنه خط أحمر وإذا كان هناك أشخاص يعتقدون أننا هنا لكي نعطيهم مفاتيح دمشق فهم على خطأ ونحن نقول لهم يجب أن يأتوا ويضعوا أحلامهم خارج الغرفة.

وقال المقداد: إننا جئنا من أجل الخروج بنتائج ترضي المواطن السوري الذي هو الأساس في أي حل نصل إليه والحل الذي لا يرضيه أو المفروض عليه من الخارج لا يمكن القبول به بل سنقبل بما يقبل به هذا المواطن الذي نمثله هنا بصدق وبإخلاص، مشدداًعلى أن عملية التفاوض الحقيقية حول حاضر ومستقبل سورية يجب أن تتم بحضور أوسع طيف من المعارضة، داعياً المعارضة الحقيقية بكل أشكالها إلى المشاركة في المفاوضات لرسم حاضر ومستقبل سورية سويا.

وأوضح المقداد أننا لن نتفاعل مع الإشاعات والتضليل الذي بدأ منذ ثلاث سنوات حول ما يجري في سورية فالحكومة السورية قامت طوال الفترة الماضية بإيصال المساعدات إلى كل من يحتاجها من السوريين ولكننا كنا نصطدم دائماً بعاملين الأول هو الإرهابيون والمسلحون الذين كانوا يسيطرون على هذه القوافل والثاني هو عدم وجود مناخات تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية.

وأشار المقداد إلى أن الحكومة السورية تبذل كل جهد ممكن من أجل الوصول إلى آخر مواطن سوري يمكن الوصول إليه بسلام وهي أدخلت خلال الشهر الماضي فقط وبموجب إحصائيات الأمم المتحدة نحو أربعة ملايين سلة غذائية إلى المناطق التي يحاول البعض تضليل الرأي العام العالمي حولها وهذه المساعدات تأتي من الأمم المتحدة ومن الجهات السورية المعنية مؤكدا أن الحكومة السورية جادة وتعمل من أجل إيصال كل لقمة خبز إلى آخر مواطن في آخر ركن من الجمهورية العربية السورية،  مضيفاً إن المجموعات الإرهابية المسلحة هي التي كانت تمنع خروج المدنيين والنساء والأطفال من أحياء المدينة القديمة في حمص ولم تسمح بخروج أي شخص منهم وإذا أراد الإرهابيون هناك السماح لهؤلاء بالخروج فسنسمح بذلك فوراً وسنقدم لهم كل ما يحتاجونه من مساعدات مشيراً إلى أن تلك المجموعات الإرهابية هي المسؤولة عن الخراب والدمار الذي لحق بأحياء حمص.

ولفت المقداد إلى أن أغلبية إرهابيي العالم الذين جاؤوا إلى سورية دخلوا عبر الأراضي التركية التي أصبحت ملاذا آمنا لهم ولذلك فرجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو مسؤولان شخصيا عن كل قطرة دم في سورية وعلى الشعب التركي الذي كان دائما يرفض سياستيهما أن يحملهما أيضا المسؤولية لأن الشعبين السوري والتركي شقيقان.

وقال المقداد إننا ندعو الدول الغربية ومن يمول ويدعم الإرهاب بشكل علني وخاصة السعودية التي لا تخفي دعمها للإرهاب إلى التوقف عن ذلك، لافتاً إلى أن كلمات ممثلي تلك الدول خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أوحت وكأنه مؤتمر للحرب وليس للسلام ولو أنهم كانوا صادقين في التأكيد على أهمية بدء صفحة جديدة في تاريخ سورية وفتح المجال أمام تحقيق حل سلمي مقبول بالنسبة للسوريين لقالوا ذلك معتبرا في الوقت ذاته أن أي تأخير في المباحثات أو عدم نجاحها سيكونون هم المسؤولون عنه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=4100