نافذة على الصحافة

تكتيكات بديلة لـ"داعش" في الموصل


الاعلام تايم_ترجمة رشا غانم
أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنّ العشرات من مقاتلي تّنظيم "داعش" ضربت عند الفجر مجمعات حكومية وأمنية عراقية داخل مدينة كركوك وحولها  بشمالي العراق الاسبوع الماضي، في هجوم منسق بمسافة تزيد عن  100 ميل (160 كيلومترا) من الخطوط الأمامية لهجوم الموصل.
اعتمد المتطرفون، على مدى العامين الماضيين، تكتيكات مبتكرة، كما شنوا هجمات مضللّة، ويخشى الكثيرون الآن من أن يكون لديهم المزيد من المفاجآت، كلما اقتربت القوات العراقية إلى الموصل.
وبحسب الصحيفة، أكثر من 50 متشدّد نفذوا هجوم كركوك والذين قد يكونون جزء من ما يسمى "خلايا نائمة"، حيث أنّهم ضربوا أهدافا في المدينة وحولها، مهاجمين مراكز لقوات الأمن الكردية لمدة يومين، ما أسفر عن مقتل 80 شخص على الأقل، ومن ثمّ هجوم مماثل على غرب بلدة الرطبة، على بعد مئات الأميال من مدينة الموصل، خلال نهاية الأسبوع.
الصحيفة ألقت الضوء على التكتيكات التي من الممكن أن يستخدمها التّنظيم وفق الآتي:
أولاً: الاعتداء على المدنيين.
بعد ما واجه "داعش" سلسلة من الانتكاسات في ساحة المعركة خلال العام الماضي، عاد "داعش"  وبشكل أكبر إلى ما كان  معتاد عليه بالأصل  باعتباره جماعة متمردة وحشية إلى تنفيذ تفجيرات انتحارية ضدّ المدنيين، وخاصة في بغداد وحولها.
سعى التّنظيم إلى طمأنة أنصاره بأن النضال الطويل سوف يستمر، بغض النظر عن  خسارته للأراضي ....ولسرعان ما يمكن أن  يعود التنظيم في الموصل، إلى  الهجمات على ما يسمى بـ "الأهداف السهلة" في العراق أو أبعد من ذلك، وربما تسعى لتكرار الدمار الذي أحدثته هجمات باريس 2015.
لكن العراق هو الأكثر عرضة للخطر.
"ما حدث في كركوك قد يكون مقدمة لسلسلة من العمليات، ونحن لا نستطيع أن نستبعد استهداف بغداد"، وقال أحمد شريفي، وهو محلل عسكري في بغداد، "هناك خلايا نائمة في جميع أنحاء العراق، وخاصة في بغداد."
سياسة "فرق تسد"
اختيار كركوك يعكس وعلى الأرجح حسابات استراتيجية "لداعش"  لزرع التوترات داخل التحالف المحتمل المحتشد ضده،  وكانت المدينة منذ فترة طويلة مركز نزاع إقليمي بين الحكومة المركزية واقليم كردستان، حيث شهدت عملية الموصل نشر للقوات الاتحادية لأول مرة منذ 25 عاما.
حكومة بغداد والأكراد متحدّون ضدّ "داعش" ، لكن الأكراد ليس لديهم  اهتمام في الموصل،  لطالما فضّل الأكراد منذ فترة طويلة مدينة كركوك، فمن الممكن أن يرسلوا قواتهم، والمعروفة باسم البشمركة من الموصل إلى جبهات أخرى من أجل الدفاع عن أراضي لها عندهم قيمة أكبر.
الكيماويات والطائرات بدون طيار
"داعش"  قد ينشر أسلحة جديدة وغير تقليدية أقرب إلى الخطوط الأمامية، حيث استخدم "داعش" طائرة بدون طيار محلية الصنع تحمل متفجرات من نوع سي فور لمهاجمة القوات الفرنسية والكردية شمالي العراق في وقت سابق من هذا الشهر، مما أسفر عن مقتل اثنين من الاكراد.
ويعتقد  أن  يكون "داعش" قد  استخدم الأسلحة الكيميائية الخام في كل من سورية والعراق، كما صرّحت القوات العراقية أنهم سيخوضون  معركة مع معدّات واقية
في الشهر الماضي، أطلق "داعش"  صاروخ يحتوي على الكبريت والخردل، وهو عنصر كيماوي يسبب تقرحات جلدية عنيفة، مستهدفين قاعدة عسكرية يستخدمها مقاتلون أميركيون قرب الموصل.
الهجوم، لم يسفر عن إصابات،  بينما أطلق عليه  الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، بأنه " تطور مقلق".
المدفعيات الانتحارية
ظهر انتحاريون  بسيارات مفخخة في النزاعات في الشرق الأوسط لعقود من الزمن، ولكن قد يكون "داعش" أول جماعة متمردة استخدمتها ضد القوات التقليدية في ساحات المعركة كنوع من المدفعية "الذكية".
أرسل التّنظيم  بالفعل أكثر من عشرة عربات مدرعة محملة بالمتفجرات متجهة  إلى القوات المتركزة على خط المواجهة منذ بدء عملية الموصل.
القوات العراقية بمساعدة طائرات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، تمكنوا من تفجيرها قبل وصولها الى أهدافها، ولكن الأسلحة لا تزال تشكّل خطرا كبيرا.
تكتيكات الأرض المحروقة
نشر"داعش"نوع آخر من الأسلحة الكيميائية في الأسبوع الماضي،  عندما أحرق مصنع للكبريت جنوب كركوك، والذي أرسل سحابة من الدخان السّام تصل إلى 30 كيلومتر عبر سهل نينوى الذي تسبب صعوبات في التنفس ونزيف في الأنف .
اختلط اللهب مع الدخان المتصاعد من آبار النفط في المنطقة الذي أطلق فيه "داعش"النار في الأسابيع الأخيرة في محاولة لخلق ستار من الدخان.
ويخشى كثيرون أنه عندما تلتقي القوات العراقية في الموصل، أن يدمر المتطرفون  المصانع والمنشآت النفطية وغيرها من البنى التحتية الحساسة في حملة الأرض المحروقة.
وربما يسعون أيضا إلى استخدام المدنيين كدروع بشر، فالموصل لا تزال موطنا لأكثر من مليون شخص.
مجهول المجهولات
حذر وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد من "مجهول المجهولات" أشياء لا نعرف أننا لا نعرفها، والذي يجسد بطريقة أو بأخرى التحدي الذي يشكله تطور الجماعات المسلحة.
سيطرة "داعش" على الموصل في عام 2014 - وفرار الآلاف من الجنود والشرطة العراقيين الذين كانوا من المفترض الدفاع عن المدينة في مواجهة تقدمهم - جاء بمثابة صدمة لكثير من الناس الذين لم يتصوروا أنّه يمكن  لمجموعة متطرفة  السيطرة على مدينة كبيرة.
"وفكرة صمدوهم  إلى  ذلك الحين، وسيطرتهم على مساحات واسعة من الأراضي رغم أكثر من عامين من الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ومجموعة واسعة من القوات التي تقاتل بها، ويشهد أيضا لبراعتهم."
"في كل مرة كنا نعتقد أننا  تصدينا للتكتيكات الإرهابية شيئا جديدا يحدث دائما"

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=40619