تحقيقات وتقارير

ماذا وراء الضربات الأمريكية الأخيرة على اليمن


الإعلام تايم _ خاص

بعد التصعيد الأميركي العسكري على  اليمن  والتداعيات حول الاعتداء الامريكي الاخير باستهداف بوارجها، وهو ما نفاه اليمنيون، تدخل مسألة إثارة هذا الملف، موضوع تحليل المراقبين، خصوصاً لما يمتلكه مضيق باب المندب من أهمية استراتيجية على الصعد كافة فماذا في استهداف البوارج والرد الأمريكي؟ ولماذا تدعي واشنطن ذلك وما هي أهدافها؟ وهل يمكن أن تحققها؟


فهجومها ضد اليمن ليس سوى جبهة واحدة في العمليات العسكرية التي تمتد من أفغانستان إلى العراق وسورية وقد تم تنفيذه دون أي نقاش علني، أو حتى التظاهر في الحصول على موافقة من الشعب الأمريكي ، وأيضاً عدم مناقشة الآثار المترتبة على العمل العسكري الذي يمكن أن يجر العالم بأسره إلى حرب إقليمية وحتى عالمية كبرى.


القوات البحرية الأميركية استهدفت  ثلاثة مواقع للرادارات في السواحل اليمنية، رداً على هجومين استهدفا المدمرة "ميسون" الأميركية، بالقرب من مضيق باب المندب، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، تنفيذها لهجمات على مواقع الرادارات في السواحل اليمنية الخاضعة لسيطرة أنصار الله. وبحسب بيان "البنتاغون" فإن الضربات التي استخدمت فيها صواريخ "توما هوك" قد أجازها الرئيس الأميركي " باراك أوباما"، وكانت دفاعية واشنطن قد هددت بأنها سترد على الهجوم الصاروخي الأول في الوقت المناسب، قبل أن تعلن منذ يومين تعرض البارجة نفسها لتهديد صاروخي جديد، ما عكس، بحسب مراقبين، رغبةً في جر الحرب إلى نطاق أوسع، بحسب ما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية.


موقع "وورلد سوشاليست" الامريكي ذكر وفقا لرواية الجيش الأمريكي، أن استهداف الأراضي اليمنية استجابة لحادثين منفصلين التي أطلقت فيهما الصواريخ من اليمن على "يو اس اس ميسون"، وهي جزء من ثلاث مركبات الأسطول البحري الامريكي الذي يقوم بدوريات في باب المندب المضيق والممر الاستراتيجي والذي يفصل شبه الجزيرة العربية من القرن الأفريقي ويربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي.


حول أهمية موقع المضيق ذكر موقع  "وورلد سوشاليست" الامريكي: يتم شحن حوالي 4.7 مليون برميل من النفط يومياً عبر المضيق ، وكثير منها كانت متجهة إلى الصين، جنباً إلى جنب مع 40 في المئة من التجارة البحرية العالمية، ويتم تحديد هذا من قبل الإمبريالية الأمريكية التي تسعى لإقامة سيطرتها على الممر المائي الضيق باعتباره ممراً  تسعى امريكا لاستخدامه ضد خصومها.
اليمنيون ينفون الادعاءات فأنصار الله والقوات اليمنية، نفت استهدافهم لأي بارجة قبالة السواحل اليمنية مؤكدين أن ذلك يأتي في إطار الحرب الإعلامية والتغطية الأمريكية على الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي باستهداف الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء.


كما أكد المتحدث باسم الجيش اليمني "شرف لقمان" أن لصنعاء الحق في الدفاع عن سيادة اليمن وحماية حدودها البرية والبحرية أمام أي اعتداء أجنبي. مشيراً إلى أن الاعتداء الأميركي المباشر واستهداف الأراضي اليمنية من قبل القوات الأميركية هو عمل استفزازي لن يكون في مصلحة أمن واستقرار الملاحة الدولية، فيما عبَّر في الوقت نفسه عن حرصه الكامل على سلامة الملاحة الدولية في المناطق التي يسيطر عليها، مبدياً الاستعداد اليمني الكامل للتعاون مع أي جهة أممية أو دولية للتحقيق في هذه الادعاءات ومعاقبة المتسببين أياً كانوا.


وكشف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في بيان تفاصيل مخطط لتحالف العدوان السعودي بحشد مسلحي تنظيمي "القاعدة وداعش" الهاربين من سورية وتوجيههم إلى محافظة عدن تمهيدا للزج بهم في باب المندب لمهاجمة السفن الدولية.


وأكد أن خطوة النظام السعودي هذه جاءت "نتيجة لفشله الذريع في تحقيق أي من أهدافه الاستراتيجية العدوانية على اليمن وبعد أن عجز مرتزقته من الجنجويد وبلاك ووتر وداين جروب وغيرهم من شذاذ الافاق المستأجرين من قبل النظام السعودي والمتحالفين معه في احراز اي تقدم ميداني ضمن مخططهم لاحتلال اليمن أو النجاح في أي محاولة له لتحقيق أهداف عسكرية."


هناك عدة أسباب تجعل واشنطن مضطرة لادعاء استهداف انصار الله للبارجة الأمريكية هي من جهة، تسعى  لتحقيق مآرب من محاولتها إثارة ورقة باب المندب خصوصاً أن هذا الممر الاستراتيجي له لدی جميع الأطراف حسابات خاصة عسكرية وسياسية بالإضافة الى الاقتصادية،  من جهة أخرى، لا يمكن لأمريكا التدخل دون وجود سبب مُقنع على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث يسعى البيت الأبيض لتأمين مُبرر للكونغرس من أجل كسب التدخل  كما ويحتاج لذلك من أجل إقناع الرأي العام الدولي لكسب المشروعية الدولية.


أيضاً عدم قدرة واشنطن على الاعتماد على السعودية الحليف الإستراتيجي لها في المنطقة بعد غرقها في المستنقع اليمني، كما إن جرائم الرياض باتت محط تساؤل المجتمع الدولي والذي لا بد أنه انتقد ليس فقط سلوك السعودية بل أسباب دعمها، وهو ما بات أمراً يطرح العديد من علامات الاستفهام حول العلاقة الأمريكية السعودية أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي.


لا بد من اليقين بأن محاولة إثارة الصراع في باب المندب هو لأهداف لا تقل عن السعي الأمريكي لكسب أوراق جديدة بعد فشل المشروع الأمريكي السعودي في اليمن. كل ذلك، في وقتٍ يمضي فيه اليمنيون بعزمٍ ليس له نظير، لكن المستقبل ما يزال غامضاً إذ أن تحقيق أمريكا لهدفها بالإمساك بورقة باب المندب ليس أمراً سهلاً، حيث تحكمه الكثير من الحسابات الإقليمية والدولية... فهل واشنطن ستدخل في مغامرة خطيرة، للإمساك بورقة صعبة جديدة.

صحف ووكالات

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=40610