تحقيقات وتقارير

على أبواب الشتاء.. مدفأة الحطب بديلاً للمازوت


الإعلام تايم - ربى شلهوب 

يقول المثل الشعبي " بين تشرين الأول وتشرين الثاني صيف ثان".. وهو كلام صحيح فأهل الأمثال قديماً لم يبقوا على شيء إلا وضربوا به الأمثال .. لكن, لا مفر من الشتاء فهو حتما قادم, ربما يكون كالصيف قاس بحسب اعتقاد الغالبية تبعاً للصيف القاسي الذي حل خلال العام الجاري، وربما يكون شتاءً عادياً يمكن أن يمر مرور الكرام دون أي احمال مثقلة على المواطن, الذي مع بداية كل موسم جديد يحمل اثقاله وهمومه لتأمين مستلزمات الموسم الجديد والتي أهمها في فصل الشتاء مادة المازوت ليكسر بها البرد القارس الذي يلدغ جيبه قبل جسده

 

مادة المازوت رفيقة التدفئة والحرارة البيتية كلفتها في ارتفاع والحاجة إليها ضرورية جداً, لكن قدرة الناس على شرائها باتت ضيئلة وغير ممكنة في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لذلك لجأ البعض إلى الاستعاضة عنها بالحطب للتدفئة لان أسعاره تقل عن أسعار المازوت ويعطي نتيجة فعالة ويُعتبر صحياً على عكس ما ينبعث عن اشتعال المازوت.

 

ارتفاع أسعار المازوت والتأخير في توزيع الدعم كان السبب الرئيسي للبحث عن بدائل أخرى تؤمن الدفء في ليالي الشتاء الباردة، وأتى الحل بسيطاً فعالاً، هذا ما أكدته السيدة ميرنا التي استبدلت وأسرتها مدفأة المازوت بمدفأة الحطب القديمة التي كانت سائدة في فترة الخمسينيات من القرن الماضي وكادت تصبح من التراث لولا الحاجة لها: "المدفأة جيدة وتشابه مدفأة المازوت مع فارق السعر فنحن ليس لدينا القدرة على تحمل أعباء المازوت المادية".

 

ويوافق السيد عماد رأي جارته ميرنا فيقول: " لقد قمت باستبدال مدفأة المازوت بمدافئ الحطب القديمة وأستطيع أن أقول لكم هي أفضل بكثير من مدفأة المازوت وتدفئ الغرفة بشكل أكبر وهي آمنة ولا تحتاج إلا إلى وضع الحطب فيها كل نصف ساعة ولا تنسوا أن المدافئ الكهربائية مكلفة أيضاً ولا نستطيع تشغيلها بشكل دائم وخصوصاً أن التيار الكهربائي يخضع أيضاً للتقنين".

 

تضيف السيدة  أم رامي وهي ربة منزل لاسرة مكونة من 5 أطفال "إن سعر البقايا الخشبية زهيد مقارنة بالمازوت حيث إن الطن منه يكفي للتدفئة مدة شهرين وأكثر وهو لا يقارن مع المازوت مادياً واليوم بات الطلب عليه كثيراً فالجميع يستخدمون مدفأة الحطب".

ويؤكد السيد أبو نائل وهو صيدلاني أن " كل أسرة تحتاج وسطياً إلى نحو 600 ليتر من المازوت للتدفئة، عبر فصل الشتاء كله، والمعلوم أن التدخل الرسمي الحكومي لتأمين المادة للتدفئة هو بمثابة "البحصة التي تسند الجرة" ، لأن كمية 200 ليتر التي تحصل عليها الأسرة سنوياً، لا تكفي إلا لثلث الموسم مع التقنين أما بقية الأيام فيتم تأمين التدفئة بوسائل أخرى تعتمد على الطاقة الكهربائية، وأغلب الأحيان الاستغناء عن التدفئة بالمحروقات إلى التدفئة بالحطب أو الغاز. ويضيف ساخراً: "طبعاً إن حالفك الحظ بالحصول على 200 ليتر المخصص لكل أسرة سنوياً لأن الدور لا يطال الأسر بحسب شكاويها الموسم الماضي".

 

ويقول أبو محمد صاحب بقالية صغيرة يعيل بها أسرته المكونة من 4 أطفال.. "حتى كمية 200 ليتر لكل أسرة تحتاج إلى استنفار مالي لتأمينها، إذ أن مبلغ 38000 ليرة كثمن لهذه الكمية لا يعتبر سهلاً، وقد يكون أعلى من راتب كامل لشهر من العمل بالنسبة لأغلب الأسر"، مؤكداً أن الاستدانة بشرط الإيفاء تقسيطاً، هو أحد الحلول لتأمين الكمية المطلوبة

 

لننتقل إلى أسرة نازحة وهي افترشت الحدائق العامة لها مأوى بديلاً عن منزل كان يأويها أيام البرد ليؤكد رب تلك الأسرة أنه لا مازوت ولا كهرباء ولاحتى الحطب ينفع في الحدائق العامة: " ما النا غير الحرامات والشراب الساخن وربك يعين، جلودنا اعتادت على البرد."

 

إذا هذا هو حال السوريين اليوم منهم من لجأ إلى الحطب بديلاً عن مادة المازوت المشتعلة بأسعارها ومنهم من استعاض عنه بالتدفئة الكهربائية رغم التقنين والبعض لا حول له ولا قوة أمام برد يلسع جلده الذي اعتاد على القسوة في كافة الظروف.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=40534