تحقيقات وتقارير

صرافات.. تحت المستوى!

عماد نصيرات


الاعلام تايم
أتحاشى استلام راتبي أول كل شهر خشية الانتظار طويلاً في رتل الموظفين المتزاحمين للحصول على معاشاتهم أمام الصرافات العقارية والتجارية المهترئة والتي أصبح الملحوظ منها في الخدمة يعد على الأصابع في وسط العاصمة دمشق، ولكن الحاجة لهذا الراتب تضطرني لفعل ذلك تحت مقولة المثل الشعبي (مكرهاً أخوك لا بطل).
في إحدى المرات أخطأت أمام المتزاحمين وقلت لأحدهم بعد سؤاله إنني أعمل صحفياً… نظر إلي معظم المصطفين في الطابور الطويل وبدؤوا يلومون الصحفيين الذين لا يسلطون الضوء على هذه الحالات الخدمية العامة ويكتفون بمدح المسؤولين!، أحدهم قال: سقا الله أيام المحاسبين في دوائرنا، فرغم كل عيوبهم وطمعهم إلا أنهم كانوا أرحم مما نعانيه الآن أمام هذه الآلات، آخر قال: إن الوضع في العاصمة دمشق أرحم بكثير من مراكز المحافظات الأخرى أو مراكز المدن الكبيرة حيث يضطر البعض أن يناور عدة أيام للحصول على راتبه.. ثالث أخذني من يدي جانباً وحلفني أن أكتب شكوى وأن أذكر اسمه فيها…. ولكن سرعان ما تراجع عن طلب ذكر اسمه قال: في بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا في محافظة ريف دمشق الكثير من المتقاعدين المدنيين والعسكريين والكثير من الموظفين الذين تعجزهم حالتهم الصحية عن الذهاب مطلع كل شهر للعاصمة دمشق للحصول على رواتبهم من الصرافات الآلية، ومن المعروف أن عدد السكان فيهما بسبب الظروف الراهنة بلغ ما يزيد على 600 ألف مواطن، وتالياً يجب على إدارة المصرفين التجاري والعقاري أن تعمل على وضع صرافين يخدمان العاملين في هاتين البلدتين أسوة ببقية المدن والبلدات كما في جرمانا والقطيفة وضاحية قدسيا وغيرها، وهذا على ما أعتقد مطلب حق للمتقاعدين الموجودين في صحنايا وأشرفيتها، كذلك من حق جميع المتقاعدين أن يوجد صراف في المراكز القريبة منهم أو أن يتم إيجاد طرق أخرى لإيصال رواتبهم من دون أن يبذلوا الجهود الكبيرة التي ذكروها.
نحن نتمنى على المؤسسات المعنية أن تأخذ بالحسبان معاناة العاملين والمتقاعدين من الصرافات الآلية ولاسيما أن وزيري المالية والاقتصاد قد وعدا بإعادة هيكلة نظام الصرافات الآلية بما يعمل على تخديم الشريحة الأوسع من العاملين في الدولة من دون كل هذه المعانات التي ذكرناها… ودمتم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=40506