تحقيقات وتقارير

زينة طالبات المدارس.. الشرّ في التقييد والإطلاق!!


الإعلام تايم - رنا الموالدي



يعتبر مظهر طالبات المدارس محل جدل عند الكثيرين، ففي حين تراه بعض  الطالبات حقاً مشروعاً تبالغ أخريات فيه، وتتسم بعض المدارس بالتساهل في تطبيق القوانين حيال ذلك فيما تعمل مدارس أخرى على التضييق.


ومع بدء العام الدراسي عادت مخالفات الطالبات لضوابط الانضباط  والتي تمنع وضع المكياج وطلاء الأظافر والتسريحات الصارخة للشعر  واستخدام اكسسوارات غريبة.


وفي استطلاع أجراه موقع "الإعلام تايم" لبعض المدارس الاعدادية  والثانوية  في مدينة دمشق لرصد ضوابط الزينة بين الطالبات, لاحظنا تفاوتاً في حدود الزينة والزي وتطبيق تعميم وزارة التربية بين مدرسة وأخرى, كما لاحظنا اختلافا في آراء الطالبات حول حقهن في هذا الأمر.. وبدا واضحاً حرص بعض المدارس على تحقيق الالتزام الكامل بقواعد الانضباط السلوكي  من خلال الاستعانة بإداريات يمتلكن شخصية قوية في التعامل مع الطالبات  وفرض الالتزام بما يتطلبه قدسية المؤسسة التعليمية  ومنع أي من المخالفات في المظهر العام للطالبات.


وما إن توسطنا ساحة إحدى المدارس حتى أقبلت علينا طالبة وضعت ألواناً من المساحيق على وجهها و عند سؤالها عن المكياج الذي تتزين به قالت: " أنه غير مسموح به, لذا أنتهز الفرصة  وأضعه, ففي فترة الصباح  هناك تفتيش". واردفت تقول: "أنا أنثى وأحب أن أتزين وليس لي متنفساً غير المدرسة كي أبدي جمالي"..
وشاركتها الرأي طالبة أخرى مشيرة الى أن المدرسة هي أكثر مكان تستطيع أن تستعرض فيه زينتها وقالت " في فترة المدارس تقل المشاوير, لذا من الصعب أن نخرج للأسواق و المطاعم فالمدرسة متنفسنا الوحيد".


وترى الأخصائية الاجتماعية في المدرسة أن حب الأنثى للزينة والجمال وإظهار معالم أنوثتها جزءٌ من كينونتها ومن الطبيعي إظهار ذلك بطرق مختلفة.. وقد تجد الطالبة البيئة المدرسية المتنفس الوحيد لها ببعض الأحيان إذا كانت تقيم ببيئة مغلقة أو غير اجتماعية.. لافتة إلى أن المنع الشديد المبالغ به من بعض الإدارات أو المدارس والعقوبة غير المناسبة من تشهير أو مصادرة ممتلكات قد لا يكون أسلوبا مناسباً.


أما  مديرة إحدى المدارس قالت إن ظاهرة المكياج وغيرها من الظواهر السيئة لم تأت لبناتنا الطالبات من خلال الضوابط الإدارية المدرسية وإنما من ضعف التربية وإهمال المراقبة والتأثر بالإعلام السلبي وبالمقابل لابد من مراعاة نفسية الطالبة وعدم الكبت الزائد حتى لا تحدث ردة فعل غير ايجابية ويكون سبباً لكره الطالبة للمدرسة.. "تستطيع الطالبة أن تبرز أنوثتها بعدم المبالغة بالزينة أو لبس الألوان الصاخبة مع الالتزام بالزي الرسمي".


وفي مدرسة أخرى قالت إحدى الطالبات أن المنع يختلف من مدرسة لاخرى وهناك مدارس تتساهل فيه وأخرى تمنع الزينة بكل أشكالها حتى تنسى الطالبة أنها أنثى.. ورأت أن منع الزينة يزيد من خشونة الطالبة وميلها للاسترجال.


تقول الاخصائية الاجتماعية نور كسحوت لموقع "الإعلام تايم" إن قضية وضع مساحيق التجميل ليست قضية جديدة بين طالبات المرحلة الإعدادية والثانوية والأسباب التي تدفع الفتاة لوضع مساحيق التجميل هو  التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لها في فترة سن المراهقة وحب لفت الانتباه, فهي تشعر بأنها في مكان يعج بالفتيات فتبذل ما بوسعها لتبرز جمالها، مضيفة أن الفضائيات والإنترنت لهما دور كبير في انتشار هذه الظاهرة حيث أن الطالبة تنجذب لكل ما يسهم في إظهار أنوثتها وجاذبيتها فتجري لتطبق كل ما تشاهده في القنوات التلفزيونية وتأتي لتطبق الشيء ذاته في المدرسة لتحصل على أكبر قدر من التعليقات حول طريقة كحلها ونوعية "الكريم" الذي تضعه وغيرها من الأشياء وعندما تشعر بأنها فعلاً تغيرت للأفضل تتشجع لوضعها في كل وقت وفي كل مكان تقوم بمراودته دون تفكير.


وتظل التساؤلات حول الأسباب التي تدفع بعض الفتيات في المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى وضع مساحيق التجميل وعمل قصّات صارخة للشعر لا تتناسب مع سن الطالبة ومكان تواجدها بالصف الدراسي  وإلى أي حد تنجح الرقابة المدرسية في تغيير سلوكيات الطالبات، وكيف يمكن توعية أولياء الأمور بخطورة تلك السلوكيات على مستقبل بناتهم.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=40422