الحدث السياسي

بدليل المعارضة ذاتهـا .. رواية صور التعذيب بالسجون السورية كاذبه


حفلة نشر صور التعذيب التي تدعي المعارضة السورية أنها حصلت في سجون الدولة السورية مستمرة لليوم الثالث مواكبةً مؤتمر "جنيف 2"، وكأن الهدف منها الضغط على الدول الحاضرة وتشويه المزيد من صورة الدولة التي باتت مشوهة اصلاً في الغرب.
مكينة إعلامية ضخمة تواكب نشر هذه الصور، فيما تواكب هذه المكينة، مكينة أخرى مشكلة من هيئات يقال أنها "هيئات مستقلة" او "معنية بحقوق الانسان".
الإنسان لدى هذه المنظمات مجزّأ أو مقسّم بحسب المصلحة السياسية أو المؤسساتيّة، فهى تتعامى عن قصد أو عن غير قصد عن جرائم المعارضة المرتبكة بحق نفسها بنفسها، أي تلك التجاوزات التي تحصل في صراع المعارضين بعضهم بعضاً، فلا تُعلّق هذه المنظمات على كل تلك التجاوزات بكلمة، أو تتعامى عن تجاوزات المعارضة وإجرامها بحق المواطنين الغير مؤيدين للمعارضة، ولنا في ريف اللاذقية ومجازرها دليلاً واضحاً.
إن ما سيتقدم من تفنيد للتقرير مبنى على رصد ومتابعة وتدقيق منطقي في الصور الموجودة في التقرير نفسه، و إستناداً لرأي بعض الاخصائيين الفوتوغرافيين بتقييم مثل هذه الصور.
في دحض الصور
اولاً، الصور المنشورة تظهر علامات تغذيب وحشية على أجساد المعتقلين القتلى، وتظهر أسلوباً إنتقامياً بربرياً على أجسدهم.
في هذه الصور، لا يوجد أي دليل مادي كان أو منطقي على وقوف الدوله خلف عمليات التعذيب هذه، كما أنّه لا يوجد أي دليل مادي أيضاً على وقوف المعارضة خلفه، كون أنّ العلامات الفارقة أو التي تشير لوقوف أي جهة خلفه تكاد مفقودة كلياً، وبحسب اخصائيين، فإن تقييم مثل هذه الصور صعب، كونها معدلة بطريقة إحترافية الهدف منها إبعاد الشبهة عن طرف مُحدّد.
ثانياً، بالنسبة لتوقيت نشر الصور، فهو أتى قيل أيام قليلة من بدء مؤتمر (جنيف 2) الذي يبحث حلول سلمية للحرب الدائرة في سورية، أي أنّ من نشرهم كان يهدف إلى التشويش على المؤتمرين في جنيف، أو توجيه رسالة مـا لمن يهمه الأمر بأن من يجلسون معهم هم حفنة قتلة، والدليل بالصور وكأن الهدف هو تشويه صورة طرف دون غيره والتأثير على الرأي العام الغربي المستضيف لهذا المؤتمر ووضع الوفود تحت ضغط الرأي العام.
ثالثا، إن العلامات الموجودة على الجدران هي ممسوحة بشكل كامل، ومعالم هذه المنطقة مغيّرة عن قصد، أي انّ العبارات التي يفترض وجودها على الجدران، والتي تدل على الجهة التي تقف وراء هكذا عمليات تمّ مسحها عن قصد، وهذا بحسب خبراء، يدل على أنّ من أعد هذه الصور، ينوي عن قصد عدم إظهار الجهة الحقيقية التي تمتلك هذه الجثث، أو التي قُتل عندها هؤلاء الاشخاص وقامت بتعذيبهم، وهم يريدون التعتيم على هويتهم.
لقد اعتاد المعارضون على نشر العبارات أو الشعارات أو الاعلام الخاصة بكتائبهم أو بمجموعاتهم المسلحة على جدران الأبنية أو الشوارع التي يسيطرون عليها، وتشويه هذه النقاط من الصور يدل ربما على شعارات لا ينوي هؤلاء أظهارها خوفاً من كشف الجهة التي تقف خلف عملية التعذيب.
يقول أحد الذين تم التواصل معهم وأخذ رأيهم بالصور: "لو انّ هذه العبارات الموضوعة على الجدران تشير إلى الدولة، لكن من البديهي على المعارضة تركها كما هي، ليكون لها الدليل فيما تقول بأن الدولة مسؤول، لكن تغيير ملامح هذه الصور بهذا الأسلوب يدل على أنّ المعارضة تريد إخفاء حقيقة ما على الجدارن، ليست في مصلحتها، وستؤثر على مصداقية الصور أو الهدف من نشرها.
رابعاً والأهم، أنّ الأوراق التي ظهرت في الصور يحملها أحد الاشخاص هي عبارة عن أوراق ثبوتية تُثبت هوية الشخص ورقمه أو أسمه أو المنطقة التي ينحدر منها، وبكل تأكيد أنّ هذه الأوراق تدل على شيء مـا له علاقة بالقتيل يجب إخفاؤه وهناك حرجاً من إظهاره كما هي دون تشويه.
ثمّة إعتقاد لدى الاخصائيون من أنّ هذه الأوراق لها تأثير على أهداف نشر الصور وهي على ما يبدو تحوي على علامات تعود بالضرر على المعارضة، أي بمعنى أوضح، يعتقد الاخصائيون انّ هذه الأوراق التي تمّ عن قصد تشويهها ربما هي تعود لأوراق ثبوتية لجنود في الجيش السوري أو مواطنين من طوائف مؤيدة للدولة، وهذا هو التفسير المنطقي لقيام عناصر المعارضة بتشويه الجزء التي يحوي هذه الاوراق، بهدف عدم كشف حقيقة من هو هذا الشخص، وإستعمال الصورة لاهداف أخرى تخدم توجهات من قام على نشر هذه الصور، أي تخدم وجهة نظر المعارضة من انّ هذه الصورة وعمليات التعذيب حصلت في سجون تابعة للدولة.
بالخلاصة إذاً، انّ من قام بتشويه هذه الأجزاء الهامة التي تكشف حقيقة هذه الصور هو شخص لا يريد إظهار الجهة الحقيقة التي تقف خلف عمليات التعذيب، ويريد لصق الأمر بجهة أخرى خدمة لمشاريعه أو اهدافه. هذه الصور تعتبر مادة ملفقة لا يمكن أبداً الإستناد عليها بإتهام جهة سياسية أو عسكرية بعمليات تعذيب لأن ملامحها الأساسية مشوّهة عن قصد، وهذا يهدف كما قلنا لحرف الاتهام نحو جهة أخرى.
أجمع الاخصائيون الذين أخذت برأيهم “الحدث نيوز” انّ هذه الصور تمّ التلاعب بها من جهة تريد إتهام النظام السوري بالوقوف وراء عمليات التعذيب هذه، الجهة الوحيدة وفق المنطق التي لها مصلحة بذلك هي المعارضة السورية التي تلاعبت عن قصد بهذه الصور بهدف تغيير الحقائق وتحوير الإتهام، واصابع الاتهام تتوجه نحوها بشكل مؤكد.
نحن في هذا التقرير بنينا الرأي على ما ظهر من دليل في الصور، وهنا لم نحلل نحن فرضية أخذ هذه الصور من بلد آخر على سبيل المثال، وإعتمدنا على الدليل المادي الظاهر في الصور مدعماً برأي اخصائيين بهذا المجال.
الحدث نيوز

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=4013