نافذة على الصحافة

صاحب الجلالة حزيناً وغاضباً


الاعلام تايم_الديار
تحت عنوان "صاحب الجلالة حزيناً وغاضباً"كتبت صحيفة الديار مقالا سلطت الضوء فيه على العلاقة السعودية الاميركية ومبينة فيه سبب تعاسة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وجاء في المقال.. حزين أم غاضب أم محبط أم حائر أم ثائر الملك سلمان بن عبد العزيز؟العاهل السعودي، حاليا، كل هذا.
الكاتب نبيه البرجي أوضح الحالة الترابطية والتاريخية العميقة بين الادارة الاميركية وتأسيس المملكة قائلاً.. "منذ نعومة أظفاره، كان يلاحظ كيف أن والده، مؤسس المملكة، كان يسند ظهره الى أميركا على أنها من تتولى إدارة الكرة الارضية بأصابعها، ربما تتولى أيضا إدارة القضاء والقدر بأساطيلها...
من أجل اللقاء مع الملك عبد العزيز آل سعود على متن الباخرة كوينسي، قطع الرئيس فرنكلين روزفلت نصف المعمورة، من يالطا الى قناة السويس، وفي ساقيه 7 كيلوغرامات من الحديد.
بعد المؤتمر الشهير في شباط 1945 مع جوزف ستالين وونستون تشرشل لم يكن ذلك اللقاء بالأمر العادي قطعا.
وأضاف الكاتب "أكثر من مرة قلنا أن ما من دولة في العالم قدمت أكثر من المملكة تلك الخدمات الاستراتيجية للولايات المتحدة، قبل أن يفاجأ البلاط بأن ريتشارد بيرل كان يستجلب الباحثين والمنظرين الى البنتاغون ليحاضروا في الجنرالات، وفي المخططين الاستراتيجيين، حول المملكة كدولة من القرون الوسطى وينبغي تغيير كل شيء فيها من بنية السلطة وحتى...أكل الولد التفاحة...
كان هذا أيام الرئيس جورج دبليو بوش الذي حنث بتعهده احتلال دمشق وتغيير النظام فيها فور احتلال بغداد وتغيير النظام فيها، وإن كان هناك من يرى أن غرق الرئيس الاميركي في النيران العراقية المتحركة هو الذي حال دون إكمال سيره  من عاصمة الراشدين الى عاصمة الامويين...
أيضا، كانت الرياض تراهن على دور أميركي عاصف في إسقاط الدولة السورية إثر اندلاع الازمة وعسكرتها هناك، وتعيين عضو في العائلة المالكة السعودية أميرا على الديار السورية، أو على الاقل تعيين متصرف عليها لا يقل شأنا، وعبقرية، وخشبية، عن رياض حجاب...
هذا لم يحصل، ليس لان أميركا ضنينة بسورية او بأهل سورية، وإنما لأنها مثلما رسمت حدودا للدور التركي، ومثلما اغتالت الدور المصري، وضعت خطوطا حمراء كثيرة أمام الدور السعودي، لا سيما بعدما اعتبرت ان ما حدث في 11 ايلول 2001 انما هو احد تجليات الايديولوجيا السعودية، على أنها، وكما قال بيرل نفسه، ضاربة في العنف، والانغلاق، والكراهية...
ولفت الكاتب في مقالته أن السعوديين الذين لا تفوتهم فراسة سكان البادية كانوا يستشعرون أن ثمة خللا بنيويا، خللا خطيرا، في العلاقة بينهم وبين الولايات المتحدة. ولكن ما العمل وما البديل؟ هم قرأوا جيدا ما تردد إبان عهد الرئيس بيل كلينتون حول تغيير الوجوه، قبل أن تتطور هذه الجدلية باتجاه تغيير الانظمة وصولا الى تغيير الخرائط...
في هذه الحال، لا مجال الا للتعايش مع الخلل، وبعدما راح منظّرون أميركيون يروجون لفكرة الفصل بين نجد والحجاز، أي بين الثروة النفطية والثروة...الالهية!
وأشار الكاتب الى أن موقف الكونغرس لم يكن مفاجئاً، هو امتداد لسياسات طالما اعتبرت أن البنية الايديولوجية للمملكة هي ولاّدة للعنف العابر للقارات الذي ضرب نيويورك، وما تعنيه بالنسبة الى العظمة الاميركية، هو السعودي، ابن العائلة الثرية، والفاعلة، أسامة بن لادن، ومعظم السعوديين الذين شاركوا في التنفيذ لا ينتمون الى الطبقات الدنيا. بعضهم خريجو جامعات كبرى. اذاً انه، وبالحرف الواحد، كما قيل في واشنطن، الاخطبوط العقائدي.
وتساءل البرجي قائلاً.. "كيف لا يكون صاحب الجلالة غاضبا، وحزينا، ومحبطا حين يعلم أن مجلس الشيوخ أسقط الفيتو الرئاسي على قانون مقاضاة السعودية بـ97 صوتا من أصل 100. كان ثمة سيناتور واحد معترض هو زعيم الاقلية الديمقراطية هاري ريد... كيف يمكن للملك أن يصدق أن أولئك الذين اُغدق عليهم المال السعودي، وبينهم السناتور جون ماكين والسناتور لندسي غراهام، يرتكبون تلك الخيانة، الخيانة العظمى، الامر الذي ينسحب على مجلس النواب حيث تم تجاوز الفيتو بـ 348 صوتا مقابل 77.
وتابع .. "المملكة دون حصانة قضائية في أميركا، فهل هي دون حصانة استراتيجية في الشرق الاوسط؟ ثم الم ينقل عن مسؤول سعودي بارز قوله أن أميركا "أعلنت الحرب علينا في اليمن". الملك خائف على ابنه الامير محمد من الولايات المتحدة..
العلاقات السعودية مع واشنطن في مأزق مثلما هي العلاقات الايرانية مع واشنطن، وحيث لم يقدم الاميركيون الى الرئيس حسن روحاني، وبعد اتفاق فيينا، سوى الفتات."
وختم البرجي مقاله قائلاً.. "لا نتوقع أن تحذو الرياض حذو طهران، وتنسق استراتيجيا مع موسكو، ولكن اليس هذا هو الوقت المثالي لاستعادة طرح الرئيس محمد خاتمي إقامة منظومة أمنية على ضفتي الخليج بدل الرهان السيزيفي على لعبة الامم؟
كلنا ماضون في لعبة القبائل. لا تظنوا أنها أقل هولاً من...لعبة الامم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=39820