نافذة على الصحافة

سقطتان معيبتان لأوباما وعباس في جنازة بيريز


الاعلام تايم_رأي اليوم
كتبت صحيفة رأي اليوم الأردنية مقالا افتتاحيا بعنوان "سقطتان معيبتان لاوباما وعباس في جنازة بيريز: الاول مارس أبشع أنواع النفاق والتملق.. والثاني "استفز"شعبه وكوفئ بالتهميش الذي يستحق"، تناول فيه الكاتب عبد الباري عطوان تعزية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الاميركي باراك أوباما برئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز قائلاً في مقدمة المقال:
أمران يرتقيان الى درجة العيب، حدثا على هامش تشييع بيريز في القدس المحتلة.
الاول: مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذه الزيارة على رأس وفد كبير، ومعاملته معاملة سيئة يستحقها، عندما لم يوضع في صف الرؤوساء العالميين الذين حضروا من مختلف أنحاء العالم.
الثاني: قول الرئيس الامريكي باراك اوباما بأن بيريس "يذّكره بعمالقة القرن العشرين مثل الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا الذين تشرفت بلقائهم".
ويضيف الكاتب.. "لا أعرف لماذا قبل الرئيس عباس على نفسه هذا الوضع المهين على الصعيد الشخصي والوطني معا، اللهم الا اذا كان يريد "استفزاز"الشعب الفلسطيني الذي يدرك جيدا أنه ضد هذه المشاركة، في جنازة رجل يوصف بأنه آخر رجال الحركة الصهيونية التاريخيين الذي أقام دولة "اسرائيل" على حساب تشريد الشعب الفلسطيني.
فاذا كان نواب الكنيست العرب رفضوا احتراما لقاعدتهم الوطنية المشاركة في هذا التشييع، فكيف يقبل الرئيس عباس هذه المشاركة، وهو الذي يعتبر آخر "الأبوات" في حركة"فتح" التي أطلقت الرصاصة الاولى، وقادت مسيرة المقاومة للاحتلال؟
وتابع الكاتب.. "الرئيس عباس رش المزيد من الملح على جرح الشعب الفلسطيني، وكل الشرفاء في العالمين العربي والاسلامي، عندما عبر عن حزنه والمه لوفاة بيريز، الذي وصفه بأنه "كان شريكا في صنع سلام الشجعان".
وتساءل عطوان "أين هو سلام الشجعان هذا الذي يتحدث عنه؟ وأين ثماره؟ هل هي التنسيق الامني لمصلحة بقاء الاحتلال ومستوطناته وجرائمه؟ أم هي تكسير عظام شباب الانتفاضة؟ أم الاعدامات الميدانية الهمجية لشباب "هبة السكاكين"؟
لنترك الرئيس عباس جانبا، فلا فائدة من الحديث عنه، ومشاركته المهينة، وننتقل الى "سقطة" الرئيس اوباما، التي تمثلت بمقارنته بيريز بالعملاق العظيم نيلسون مانديلا، ونسأل أين أوجه الشبه؟ فهل اغتصب مانديلا أرض الآخرين؟ وهل مارس سياسات التمييز العنصري ضد أصحاب الارض، وهل طور برنامجا نوويا لإرهاب كل الجيران وما بعدهم؟ وهل ارتكب مجازر مثل مجزرة قانا في عرين مركز للأمم المتحدة، لجأ اليه الهاربون من القنابل العنقودية للطائرات الاسرائيلية؟
مانديلا العظيم فكك البرنامج النووي الجنوب افريقي، وقدم مثلا في التسامح والتعايش والترفع عن الثأرات والاحقاد، وحمى العنصريين البيض من مجازر ابناء جلدته الانتقامية، وترفع عن كل معاناته تحت التعذيب من قبل جلاديه في زنزانة انفرادية لاكثر من 28 عاما.

وأشار الكاتب الى أن اوباما مارس أبشع أنواع النفاق والتملق، وزاود على الرئيس عباس في هذا المضمار، وما كان له أن يقدم على هذه "السقطة" وهو الذي ينتمي الى عائلة سوداء عانت من التمييز العنصري الامريكي البشع في الستينات.. اوباما وهو الذي بات بينه وبين مغادرة البيت الابيض أسابيع معدودة، ليس مضطرا للتملق للإسرائيليين بهذه الطريقة المقززة، وهو من المفترض أن يكون زعيم الدولة الاعظم والاقوى في العصر الحديث.
بيريز يذهب الى القبر وأياديه ملطخة بالدماء، ويترك إرثا حافلا بالمجازر والكذب والخداع، والمشاركة في جنازته صك براءة له ولكيانه الدموي العنصري.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=39787