تحقيقات وتقارير

هدنة أيلول.. بين جنيف والايعاز للإرهابيين بهجمات انتحارية جديدة


الإعلام تايم _ لبانة علي 

ما بين اتفاق وقف الأعمال القتالية على الأراضي السورية في شباط الماضي بين الروس والأميركيين ..  والاتفاق الأخير(نظام الهدنة) في أيلول الجاري،  الذي تم لنفس السبب في جنيف، برعاية وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، التمهيد لجنيف أو التمهيد للمجموعات الارهابية المسلحة للبدء بعمليات إرهابية واسعة، الى الآن لم تظهر الا النتيجة الاخيرة ، فواشنطن أوعزت الى عملائها لشن هجمات والغطاء الاميركي موجود مسبقاً.. هذا الاتفاق لن يصمد كسابقه ليس من طرف الجيش العربي السوري وحلفائه، الذي التزم بكل موضوعية وصدق بالاتفاق وهذا ما أعلنه الجانب الروسي، لكن مؤخرا ذكرت وسائل إعلامية أن الاتفاق معلق إلى بعد غدٍ الجمعة.. القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة ذهبت أبعد من ذلك حيث أعلنت قرار انتهاء مفعول سريان نظام الهدنة اعتباراً من الساعة 7من يوم 12-9-2016 بموجب الاتفاق الروسي-الأمريكي، لتعود الجبهات مع هذا الإعلان إلى ما كانت عليه قبل بدء الاتفاق الذي لم يلتزم به الطرف المسلح المدعوم من الولايات المتحدة.


تساؤلات واسعة وجدية حول إمكانية تنفيذ الاتفاق الأخير في ظل شكوك ليست بسيطة تحوم حول صدقية الأميركيين وقدرتهم على فرض نقاط الاتفاق على أنفسهم أولاً، وعلى كل من يملك تأثير ما في الميدان السوري أو في الميادين الأخرى التي لديها ارتباط مع هذا الميدان من الذين ضمنوا التزامه وموافقته .


روسيا على لسان المتحدث باسم وزارة دفاعها، "اللواء إيغور كوناشينكوف" أكدت أنه على مدى 6 أيام من سريان الهدنة في سورية وحده الجيش السوري من أظهر التزاماً حقيقياً بها، بخلاف فصائل "المعارضة المعتدلة"، إذ "فشل الجانب الأمريكي في التأثير عليها ولم يقدم بيانات دقيقة حول أي منها أو عن مدى التزامها بوقف إطلاق النار".


وأضاف  "كوناشينكوف": "في المقابل شهدنا حالة عكسية تجلت في ازدياد حدة القصف واستهداف مواقع القوات الحكومية السورية والأحياء السكنية من جانب المسلحين"، فيما وصل عدد خروقات الهدنة 199 مرة منذ إعلانها في حين أن واشنطن لم تفِ بالتزاماتها إزاء اتفاق الهدنة في فصل "المعارضة المعتدلة" عن التنظيمات الإرهابية ما يهدد إيصال المساعدات الإنسانية.


القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيانها  أكدت أنه "كان من المفروض أن يشكل نظام التهدئة فرصة حقيقية لحقن الدماء إلا أن "المجموعات المسلحة" ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق ولم تلتزم بتطبيق أي بند من بنوده حيث تجاوز عدد الخروقات التي ارتكبتها وتم توثيقها أكثر من 300 خرق في مختلف المناطق"، مستغلة نظام التهدئة المعلن فقامت بحشد المجموعات الإرهابية ومختلف أنواع الأسلحة وإعادة تجميعها لمواصلة اعتداءاتها على المناطق السكنية والمواقع العسكرية والتحضير للقيام بعمليات إرهابية واسعة خاصة في حلب وحماه والقنيطرة"، أكثر من 300 خرق للمجموعات المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية  التي تصر على تسميتها بـ"المعارضة المعتدلة"، تم تسجيلها منذ إعلان نظام .

ماذا في حال الخروقات؟


الجانبان الروسي والأميركي كانا قد توصلا إلى اتفاق بجنيف22 شباط الماضي عن معاقبة من يخرق وقف الأعمال العدائية، ودخل حيّز التطبيق في 27 من الشهر ذاته، وكانت هذه التجربة فاشلة الى أبعد حدود، خلالها أدخلت "النصرة" إلى حلب في أيام قليلة وقبل سقوط الهدنة بأيام قليلة 9500 مقاتل وعشرات الأطنان من الأسلحة ومنها المتطور جداً، وقد عرض الروس خلال اجتماعات جنيف للمجموعة الدولية لمراقبة وقف الاعمال العدائية العديد من الدلائل من صور أقمار صناعية ومكالمات بين الفصائل تؤكد ادخال السلاح والمقاتلين، بالإضافة إلى الكم الهائل من الخروقات التي لم تنل أي عقاب.


اللافت من الاتفاق الأخير في جنيف أن الروس وافقوا على مطالب حساسة كانت من أكثر ما شدد عليها دائماً الأميركيون خلال كامل فترات التفاوض المباشر بين وزيري خارجية البلدين في اجتماعاتهما  ومنها موضوع تقييد حركة الطيران الحربي السوري بأجواء وبأهداف محددة ، وفك الحصار عن الأحياء الشرقية لحلب من خلال إبعاد وحدات الجيش العربي السوري عن معبر طريق الكاستيلو.


إضافة إلى موضوع موافقة الأميركيين على استهداف "جبهة النصرة" وطبعاً استهداف "داعش" أيضاً، من خلال غرفة عمليات روسية أميركية مشتركة بعد أن تحدد الأخيرة وتتثبت من أن المستهدف هو من غير المعارضة المعتدلة.


واللافت أن هذه الموافقة جاءت في وقت شهد تقدم ميداني واضح وعنيف لوحدات الجيش العربي السوري بعد معارك طاحنة زج فيها الفريقان وداعموهم من كل جهة أقسى ما يمكن من الدعم بمختلف أشكاله العسكري والتقني والبشري والاعلامي والدبلوماسي .

 

فهل ستضغط الإدارة الأميركية الحالية على "المجموعات المسلحة" في الميدان لفكّ ارتباطها "بجبهة النصرة"؟ وهل ستتمكن من اقناع الدول الممولة والمرجعيات لوقف التمويل والتسليح" للنصرة"؟ أو الضغط على تركيا لوقف امدادات الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود ..؟؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=39494