الحدث السياسي

الجعفري: هل يجب أن تدمر كل دولة لا تنسجم خياراتها الجيوبولوتيكية مع الغرب


أكد مندوب سورية الدائم في الامم المتحدة عضو الوفد الرسمي السوري في المؤتمر الدولي في سويسرا الدكتور بشار الجعفري أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل سورية.

وفي مؤتمر صحفي في مونترو بعد الجلسة الثانية من المؤتمر أمس الاربعاء أوضح الجعفري "إن الحكومة السورية ستبذل ما بوسعها طالما هناك حاجة للحوار السوري السوري" ، مؤكداً  قبل ذلك على بناء الثقة وذلك بوقف العنف ، ومن المستحيل أن يتساوى طرفان أحدهما رسمي يحمي الوطن وآخر إرهابي يدمر.

واعتبر الجعفري مهما كانت أشكال الدعم الذي تقدمه الدول راعية الارهاب "قطر والسعودية وتركيا وفرنسا" فهم ليسوا دولاً وفقاً للقانون الإنساني الدولي الذي يعطي الحكومات الحق في قمع أي تمرد مسلح ضد الحكومات.

وقال الجعفري "إن الحوار السوري السوري وحده يقود الى تفاهم بين الحكومة السورية والمعارضة"، مشيراً الى أن جلسات الحوار المباشر بين الوفدين بحضور المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي التي قد تتم لاحقاً.

كما أشار الجعفري الى حالة عدم التوزان التي خلقتها الوفود في المؤتمر فغالبية الوفود من الدول المعادية للحكومة السورية وفي الوقت الذي تم استبعاد إيران  فيه تم استدعاء 10 وفود إضافية ليصبح المشاركون 40 دولة ، لافتاً أن التشكيلة المدعوة معدة مسبقاً وكل دعوة بحسب العداء الذي تكنه الدولة المدعوة للحكومة السورية.

وأوضح الجعفري أن من يرد الخير لسورية والوصول إلى بر الأمان فيجب أن يدعو كل الجهات التي لها دور مهم في المنطقة لضمان النتائج التي يمكن الوصول إليها فيما بعد.

وطالب الجعفري القائمين على المؤتمربتوجيه دعوة لبقية أطراف المعارضة في الداخل والخارج لان الوفد الموجود في المؤتمر لايمثل كافة أطياف المعارضة ، مؤكداً أن تجاهل المعارضة الحقيقية الوطنية في الداخل والخارج جاء لأنها قالت لا للتدخل الغربي ورفضت قبول المال الخليجي.

وعن مؤتمر (جنيف1)  قال الجعفري "لا يجب تطبيق بيان (جنيف1) بصورة انتقائية بل يجب أن يتم عبر حزمة متكاملة"، لافتأ الى أن مساعدة السوريين تكون بوقف العنف كهدف أساسي وبحسب البند الاول لجنيف ، 1  مبينا أن أي قراءة استباقية لجوهر الحوار ليست بمكانها لأن الحوار لم يبدأ بعد والتطبيق سيشمل جميع بنود اتفاق جنيف1 .

وأكد عضو الوفد السوري أنه يتم تطبيق بنود (جنيف1) عندما يتم التفاهم بالحوار، مشيراً أن التطبيق يتم عندما توقف الدول الخليجية وفرنسا وبريطانيا وأمريكا الضخ التحريضي سواء بالسلاح أو المال أو الإعلام.. وإلا فكيف ستلتزم ما تسمى (المعارضة) التي هي صنيعة هذه العواصم في النهاية."

وقال الجعفري "هناك دول تتدخل في الشأن السوري بشكل فاضح" متسائلاً "لماذا التدخل في شؤوننا الداخلية.. هل هذا مسموح لأن خياراتنا الجيوبولوتيكية لا تناسبهم.. فهل يجب أن تدمر كل دولة لا تنسجم خياراتها الجيوبولوتيكية مع الغرب ويتم قصفها وحرقها".

وقال الجعفري:منذ بداية الازمة السورية أرسلنا للأمين العام للامم المتحدة ومجلس الأمن 500 رسالة رسمية أثبتنا فيها أن العنف 99 بالمئة منه قائم على أساس الإرهاب وأضاف " 267 رسالة عن محاربة الارهاب في سورية وأذكر منها تلك التي أرسلت في 15 تشرين الثاني 2012 ووثقت وجود إرهابيين من السعودية وليبيا وتونس.

كما تطرق الجعفري لتعليمات أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة للأشخاص التابعين له بتصعيد القتال في سورية في تشرين الثاني 2012 "، مشيراً في ذات السياق إلى تصريح وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا الذي اعترف فيه أن هناك دولا تدعم عسكريا وتزود الإرهابيين بالأسلحة .

وأعاد الجعفري التذكير بسفينة الأسلحة الليبية (لطف الله2) التي ادعى مرسلوها بأنها تحمل الحليب والثياب الشتوية بينما كانت محملة بأطنان من الأسلحة كما أن ثلاث طائرات سعودية كانت تنقل إرهابيين منتمين للقاعدة إلى سورية، إضافة إلى إعلان ما يسمى (التيار الجهادى السلفي) في الأردن أن أكثر من 9 آلاف إرهابي جهادى قتلوا في سورية وهذا موثق من الأردن.

وأكد الجعفري  امتلاك سورية وثائق تؤكد الدعم الرسمي التركي للإرهاب في سورية معتبرا أن دفاع وزير خارجية النظام القطري عن الفكر الوهابي التكفيري يؤكد دعم قطر للإرهاب  ،مشيرا ً ما الفائدة من الحوار إذا لم تقم واشنطن بالضغط على حلفائها في المنطقة لوقف تدخلهم السافر في شؤوننا الداخلية ووقف التمويل والتحريض على الإرهاب."

وقال الجعفري: "إن الوثائق تؤكد أن تركيا وقطر قامتا بشراء الأسلحة من سويسرا وبلجيكا ونقلها إلى الإرهابيين في سورية الذين يطلقون عليهم اسم المتظاهرين السلميين."

كما أكد الجعفري أن سورية تستند في دعواتها لمكافحة الإرهاب إلى قواعد قانونية مستمدة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ويجب على الجميع الاشتراك في هذه العملية.

وكشف الجعفري أمام الصحفيين الورقة الختامية لاجتماع ما يسمى مجلس التعاون الخليجي في الكويت في التاسع عشر من كانون الأول الماضي والتي تبين أن هذا الاجتماع حث على الإرهاب وتعامل معه كسلاح، ودعا لمساعدة الجماعات الارهابية التي تحارب في سورية.

وبين الجعفري أن الصور التي أثيرت مؤخراً في الإعلام وقيل إنها مسربة تذكرنا بفضيحة الكيميائي وفضائح أخرى بني عليها وكادت توصل إلى عدوان أمريكي مسلح على سورية وتبين لاحقا وفقا للمراكز الأمريكية أن كل هذا الكلام عار من الصحة مشيرا إلى أن تقرير آكي سيلستروم أكد ذلك بعد أن أنهى مهمته إلى مجلس الأمن ولم يتهم الحكومة السورية اطلاقا بل أشار إلى وفاة جنود وضباط سوريين نتيجة استخدام السلاح الكيميائي.

وقال الجعفري: "إن الصور التي يتحدث عنها الإعلام مفبركة من دول خليجية اجتمعت في المؤتمر الذي صدر بيانه الختامي في الكويت في 19 كانون الأول"، مشيراً الى أن الحكومة الفرنسية قتلت الإرهابي محمد مراح في ليون بـ300  طلقة مستخدمة أغلب أجهزتها الأمنية والعسكرية في الوقت الذي تدرب فيه إرهابيين مشابهين له وتعطيهم السلاح وترسلهم إلى سورية وتسميهم ثوارا.

ولفت الجعفري إلى أن وزير خارجية بريطانيا أعلن سحب الجنسية من 500 إرهابي يقاتلون في سورية لمنعهم من العودة إلى بريطانيا وهذا اسمه تحريض على الإرهاب لأنها تمنعهم من العودة حتى تبقيهم يقاتلون في سورية.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=3945