تحقيقات وتقارير

"دير الزور" ورقة سقطت فكشفت عورة الأميركان


الإعلام تايم - ربى شلهوب 

 

لم يعد خفياً على أحد إن كان ضليعاً أم رضيعاً في السياسة، الدعم المقدم للمجموعات الإرهابية المسلحة من قبل أمريكا والكيان الصهيوني.

 

فمن الشمال السوري إلى جنوبه اعتداءات متزامنة بالوقت والتاريخ، هدفها تمهيد الطريق لمن تسميهم "الويلات الأميركية"  "معارضة سورية معتدلة" لكنها في طبيعة الحال مسلحة أو نستطيع القول بأنها مدججة بالسلاح ليس للقتل بل للمعارضة

 

دير الزور في جبل الثردة بمحيط مطار المدينة وقعت الواقعة عند الساعة الخامسة مساء، استغرقت ساعات أو ربما لم تتجاوز الستين دقيقة، نحن هنا لا نتكلم عن استهداف لـ"داعش" ، بل نتحدث عن عدوان لما يسمى "قوى التحالف الدولي" ضد الإرهاب بقيادة امريكية زعمت وزارة دفاعها أنها تأسف لما حصل عن طريق الخطأ، وبطبيعة الحال هذا الخطأ أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء إضافة إلى الجرحى، هي "الويلات الامريكية" بأخطائها القاتلة فمن العراق إلى ليبيا واليوم في سورية، فأي دولة عظمى تلك؟!يجب أن يرتبوا أمرهم قبل أن يدّعوا أنهم قوة عظمى.

 

"العدوان الأمريكي على مواقع الجيش العربي السوري في جبل ثردة دليل لا يحتاج إلى برهان على دعم الولايات المتحدة وحلفائها لتنظيم داعش وغيره من المجموعات الإرهابية المسلحة ويفضح زيف جميع الادعاءات الأمريكية في محاربة الإرهاب"، هذا ما أكده الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، فبعد الغارات مباشرة قامت عناصر "داعش" بالهجوم على هذا الموقع للسيطرة عليه ما يدل بشكل واضح على وجود تنسيق مسبق بين "داعش" والقوات الأمريكية وعلى أن ادعاء الإدارة الأميركية بأن ما حدث هو عبارة عن خطأ غير مقصود هو ادعاء كاذب القصد منه التملص من تطبيق الاتفاق الروسي الأميركي.

 

دعونا نذهب أبعد من ذلك فمنذ إعلان ما يسمى "التحالف الدولي" لمحاربة الإرهاب بقيادة واشنطن لم يكن يستهدف التنظيم  قبل قدوم الطيران الروسي بدليل أن هذا التنظيم كان يتمدد بوجود "التحالف " وبدأ يتقلص فقط حين أتت القوات الروسية واستهدفت قوافل النفط التابعة له وقلصت قدراته، هذا ما أشارت إليه المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في حديث لقناة روسيا اليوم، فالعدوان جرى ضمن تخطيط ممنهج ومسبق.

 

العدوان الاميركي أثارعدة تساؤلات لكافة الأطراف، فروسيا توصلت إلى نتيجة مرعبة وهي أن "الولايات المتحدة تتواطأ مع داعش" واضعة الاتفاق الروسي الاميركي حول سورية على المحك، فدعت وزارة الخارجية الروسية مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة لبحث ذلك العدوان، مؤكدة أن الجانب الأمريكي "لم يعلن عن خططه بشن عمليات في دير الزور".

 

وعلى هامش اجتماع مغلق لمجلس الأمن، قالت سفيرة الولايات المتحدة سامانثا باور "إننا نحقق في الحادث" مضيفة"إنه وفي حال حددنا أننا فعلاً قصفنا عناصر من الجيش السوري فتلك لم تكن نيتنا ونحن نأسف بالطبع للخسائر بالأرواح"، داعية ماريا زاخاروفا المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، الخجل من تصريحها بأن الولايات المتحدة تدافع عن إرهابيي داعش، فما كان من زاخاروفا إلا الرد بدعوة لسفيرة الولايات المتحدة باور، قائلة في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "عزيزتي سامانثا باور لمعرفة معنى كلمة الخجل أنصحك بالذهاب إلى سورية والالتقاء مع الناس هناك ليس مع النصرة ولا مع المعارضة المعتدلة التي يقلق واشنطن إيصال المساعدات الإنسانية إليها ولا مع مناضلي المستقبل النير المقيمين في الغرب بل مع الناس الذين يعيشون هناك رغم ست سنوات من الاختبار الدموي الذي يجرب في بلدهم بمشاركة نشطة من واشنطن.

 

وتعهدت زاخاروفا متهكمة بتحمل نفقات سفر باور إلى سورية كاملة وقالت "لا تخافي معي لن يلمسك أحد إلا إذا ضرب طيرانكم مرة أخرى بالخطأ وستجدين فيما بعد ما يمكن تذكره وتعرفين معنى كلمة خجل".

 

إذاً سقطت ورقة التين التي كان آدم منذ قرون يستخدمها لستر عورته خجلاً من نفسه ومن رفيقة دربه حواء، فهل تخجل أمريكا بعد كل ما فعلت وتفعل من أخطاء قاتلة بحق كل الشعوب وتعود للصواب وترتدي ثوب الحق.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=39416